بواخر وسفن أجنبية تجول محيطات وبحار العالم ثم تفرغ محركاتها بالجزائر تواجه العديد من الشواطئ خطر التلوث البيئي الناجم عن عمليات تفريغ محركات بعض البواخر والسفن الأجنبية التي ترسو في عرض مياه البحر قريبا من الموانئ المختلفة، دون أي إجراء رقابي يذكر من طرف السلطات الوصية من وزارة البيئة وتهيئة الإقليم، أو إدارة الموانئ، خاصة بعد أن أضحى الأمر خطيرا على مستوى صحة المواطنين، فيما تعرض العشرات منهم في بعض الشواطئ بأعراض مرضية مختلفة ومجهولة "الهوية" شكلت تساؤلا كبيرا عن حالات التلوث التي تعرفها بعض الشواطئ في الفترة الأخيرة الناتجة عن نفايات وزيوت تم تفريغها من طرف بواخر تجارية أجنبية ترسو في الخلجان المتصلة مباشرة بالشواطئ. ويأتي هذا في الوقت الذي صنفت فيه الموانئ الجزائرية من أكثر الموانئ تلوثا في العالم. كما هو جدير بالذكر أن معظم البواخر الأجنبية القادمة إلى الجزائر "تجد ضالتها" في غياب الرقابة البيئية على مستوى الموانئ وعرض مياه البحر لتقوم بعملية تفريغ محركاتها ب"حرية تامة"، تاركة كل المقاييس البيئية التي تدعو إلى احترام المحيط والبيئة وراءها فقط عندما ترسو بباقي الموانيء والمياه الإقليمية التابعة للدول الأخرى التي تأخذ ب"حزم" و"جدية" كل القواعد المؤطرة لاحترام البيئة والمحيط. كما يشار إلى أن بعض البواخر والسفن التجارية الأجنبية تجول وتصول في البحار والمحيطات مارة بالعديد من الموانئ التابعة للدول المختلفة دون أن تفرغ محركاتها لتصل إلى إحدى الموانئ الجزائرية مستغلة فرصة غياب الرقابة البيئية بعرض المياه الإقليمية التابعة لها، لتقوم بعملية تفريغ محركاتها الضخمة من مختلف النفايات والزيوت التي بقيت حبيسة قنواتها لعدة أيام. من جهة أخرى، نتج عن عدم الاكتراث بالمحيط البيئي للمياه الإقليمية تأثر الاقتصاد الوطني في "وحدة" الصيد البحري والثروة السمكية، إذ أصبحت الجزائر في مقدمة دول البحر الأبيض المتوسط المستوردة للأسماك، فيما أعلنت وزارة الصيد البحري والموارد الصيدية في الفترة الأخيرة أن الجزائر تمر بمراحل صعبة في قطاع الثروة السمكية، إذ تم حسب نفس المصدر استيراد ما لا يقل عن 6.5 طن من السردين من تونس خلال الثلاثي الأول فقط من السنة الجارية، ويحصل هذا في الوقت الذي غابت فيه استراتيجية حقيقية لإعادة تهيئة بيئة مناسبة لتربية الأسماك التي لا طالما تصدرت الجزائر قائمة الدول المصدرة لمختلف الأنواع من الأسماك، فمن "متصدر المصدرين إلى متصدر المستوردين". وربما أكبر شيء يوحي بخطورة الأمر هو تعرض العشرات من المصطافين في بعض شواطئنا "الخلاعة" التي أصبحت المياه المحيطة بها عرضة لتفريغ النفايات الكيميائية والزيوت المتصلبة من البواخر التجارية الأجنبية التي ترسو غير بعيدة عنها، على سبيل المثال تعرض أكثر من 45 مصطافا من بينهم أطفال بإحدى شواطئ ولاية عين تيموشنت إلى إصابات وأعراض غريبة في الأيام القليلة الفارطة بسبب نفايات سفينة تجارية أجنبية كانت راسية في عرض المياه الإقليمية التابعة للولاية.