فمنها من توجه نحو المحلات الكبيرة ذات الجودة والأسعار المرتفعة، ومنهم من اكتفى با لتوجه نحو إحدى المساحات الكبرى ذات الأسعار المنخفضة في الوقت الذي قصد من لا حيلة لهم محلات بيع الشيفون عساهم يجدون فيها مبتغاهم، ومن بين هؤلاء و أولئك وغيرهم يبقى المعيار الوحيد هو ما تحويه الجيوب. "الفجر" وكعادتها نزلت إلى الشارع لرصد أجواء الإستعدادات حيث تحدثنا إلى أصحاب المحلات التجارية من جهة والزبائن من جهة أخرى.. ولكل رأيه وحكمه. سي مخلوف متنفس العديد من العائلات يعرف المركز التجاري سي مخلوف الكائن بمحاذاة حي الوئام العريق توافد أعداد هائلة من المواطنين من مختلف الشرائح الإجتماعية لما يتوفر فيه من مستلزمات كاملة كما تسمح أسعاره المعقولة في نظر البعض باقتناء ما يجده في حدود ما تسمح له قدرته الشرائية حيث تجد صعوبة كبيرة في ولوجها من كثرة أعداد الزوار من العائلات رفقة أبنائها المتمدرسين. إحتواء المركز التجاري سي مخلوف على جميع أنواع الألبسة الخاصة بالأطفال بدءا من الملابس الداخلية إلى السراويل والأقمصة والأحذية بأنواعها والمآزر بأسعار معقولة جعله مقصد الكثير من العائلات، وعن هذه النقطة بالذات أكدت لنا سعادة القادمة من بلدية خميستي وهي أم لثلاثة أطفال أن ما جعلها تقصد هذا المكان في كل مناسبة هو عدم توفر مثله في المناطق التي تقطنها وكذا احتوائه على كل ما تحتاجه لكسوة أبنائها الثلاثة، وبالتالي عوض أن تقتني جميع مستلزماتها من بلدية إقامتها بأسعار يفرضها الباعة الموسميون وعوض أن تتجول في عدد من المحلات تقول سعادة.. أختصر المسافة في مكان واحد يحتوي على كل ما يلزم أبنائي وأقلل من التعب خاصة وأني صائمة. محلات خاصة لأصحاب الجيوب المرتاحة غير بعيد عن المركز التجاري سي مخلوف الذي تركناه يعج بالزبائن دخلنا محلات أخرى متواجدة بحي الوئام، وعلى طول الشارع الرئيسي وبحي 119 سكن ما فيه تلك المحلات أنها متخصصة في بيع الماركات العالمية من مختلف أنواع الألبسة كما يقول أصحابها، حيث سجلنا توافد عدد قليل من المراهقين على تلك المحلات منهم من كان رفقة والديه ومنه من كان لوحده.. إقتربنا من شابين بعدما اقتنينا سروالين من نوع الجينز عرفنا من خلال السعر المعروض على الرف بأن سعر الواحد منهما يفوق 1600دج سألناهما عن رأيهما في الأسعار فأجابنا أحدهما بأنه لايهم السعر بقدر ما تهم نوعية الشيء الذي يريد شراءه والماركة التي يحملها. وفي زاوية محل آخر غير بعيد عن الأول خاص بملابس النساء تفنن صاحبه في عرض محتوياته بشكل جميل يجلب النظر التقينا فتاة أخبرتنا بأنها تحصلت مؤخرا على شهادة التعليم المتوسط ما يعني أنها ستدرس هذه السنة في الثانوية وعليه فهي تريد أن تكون ملابسها مقتناة من آخر صيحات الموضة، وحين سألناها عن الأسعار قالت.. صرفت مبلغا يفوق ال 7000 دج على بعض الثياب فقط ومازلت القائمة طويلة ولا يهم المبلغ الذي سأصرفه مادامت النوعية جيدة. إقبال كبير على محلات "الشيفون" من المركز التجاري سي مخلوف والمحلات الخاصة التي يقصدها أصحاب الجيوب المرتاحة عرجنا على محلات الشيفون المتواجدة بمعظم الأحياء والساحات العمومية بحي السبع، حي الوئام وغيرها، حيث وجدناها تعج بالزبائن من العائلات الفقيرة منها من اهتم بالملابس المعلقة على المشاجب والتي عرضت بأثمان ترواحت بين (150) و(400دج) حسب نوعية القطعة ومنهم من وجدناه يحتار من بين أعوان الملابس المعروضة على طاولة توسطت المحل والتي قدر كل قطعة بها مهما كان نوعها بسعر رخيص يصل في غالب الأحيان إلى (100دج) فقط، وفي زاوية من زاويا المحل حيث وضعت أزواج من الأحذية البالية وجدنا بعض الزبائن يختارون منها ما يتلاءم ومقاسات أبنائهم. وأثناء جولتنا في السوق الأسبوعية لمدينة تسمسيلت الذي يعرض كل يوم ثلاثاء وجدنا رب أسرة يعرض ثلاجة وخزانة للبيع قال بأنه اضطر إلى بيعها لأنه لا يملك حتى تأمين الخبز لأبنائه السبعة رفقة والدتهم بعد طرده من العمل في إطار الشبكة الإجتماعية، أما عن أبنائه المتمدرسين فأخبرنا بأنه اضطر إلى توقيفهم جميعا ماعدا واحدة من بناته تدخل أساتذتها للحيلولة دون حرمانها من الدراسة مع تحملهم جزء كبير من مصاريفها. وفي نفس السوق وجدنا العديد من المواطنين ممن قهرتهم الظروف الإجتماعية يعرضون أغراضهم المنزلية كالثلاجة جهاز الراديو، وغيرها للبيع قصد توفير الحد الأدنى من مستلزمات شهر رمضان والدخول المدرسي وعيد الفطر المبارك. وفي سياق ذي صلة يتطلع السواد الأعظم من الأولياء بولاية تسمسيلت إلى الإستفادة من الأدوات المدرسية في إطار التضامن المدرسي قبل الانطلاق الفعلي للدروس حيث تبقى الفئات المحرومة تنتظر ما ستجود به السلطات من أدوات على أبناء الفقراء والمحتاجين. وفي هذا الصدد أكد العديد من المواطنين ممن تحدثت معهم "الفجر" أنه في بداية كل موسم دراسي تعرف هذه العملية تأخرا كبيرا يصل إلى أواخر شهر أكتوبر يرافقه إلحاح المعلمين والأساتذة على ضرورة إحضار هذه اللوازم الحتمية التي يجد الأولياء خاصة الفقراء منهم صعوبة في اقتنائها.. هذه المعاناة التي تتخبط فيها العديد من العائلات لا تقتصر على اللوازم المدرسية فقط بل تتعداها إلى الكتب التي أصبح سعرها هي الأخرى في غير متناول شريحة واسعة من المواطنين لا سيما منهم من يعيشون الفقر المدقع وحتى الموظفين أصحاب الدخل حيث يعتمدون على الكتب القديمة التي يجدون فيها ضالتهم للتخفيف من ضخامة الفاتورة، وفي هذا الصدد تحدث إلينا مواطن بسيط مؤكدا بأن مصاريف هذه السنة لا تطاق خاصة وأن الدخول المدرسي تزامن مع شهر رمضان ليبدأ التفكير في عيد الفطر الذي يحتم هو الآخر على الأولياء شراء بعض المستلزمات للأطفال. هي حالة عينة من مواطني وخاصة فقراء ومعوزي ولاية تسمسيلت الذين أكدوا لنا أن ما أثقل كاهلهم هو تزامن الدخول المدرسي مع شهر رمضان المعظم وكذا عيد الفطر مما تطلب زياردة المصاريف مقابل ما يملكون أو ما يتقاضوه من رواتب لا تسمن ولا تغني من جوع.