حكمة صينية تقول: ذهب حاكم إلى حكيم يسأله عن أسباب دوام الحكم، فرد الحكيم: أسباب دوام الحكم ثلاثة: الخبز بما يكفي إطعام جميع الناس، ثم السلاح بما يضمن حماية أمنهم وفرض القانون، ثم الثقة بين الحاكم والرعية. ثم سأل الحاكم الحكيم: وإذا كان لا بد من التضحية بواحدة من هذه فبماذا أبدأ؟ فرد الحكيم: تبدأ بالخبز فالشعوب تعودت أن تجوع! ثم عاد الحاكم ليسأل: طيب وبماذا أضحي من بين الاثنين المتبقين؟ فرد الحكيم: تضحي بالسلاح، فضياع الثقة بين الحاكم والمحكومين هو نهاية الحكم!! طبعا الحكمة لا تنطبق إلا على الصينيين على ما يبدو!! في حروف كلمة الثقة يمكن أن نجد كلمات أخرى مثل، قال، وتعني قال في الإعلام بالخصوص الاستناد لمن له رأي أو موقف، عندنا فأغلب القول للرئيس! فحتى الوزراء ينبغي لهم التذكير بكلام فخامته. ولكن الجديد هو أن الرئيس فضل في الفترة الأخيرة السكوت عن الكلام المباح! والسكوت خاصة عن موضوع "العهدة". ونجد أيضا كلمة ثقل، والواقع أنه عندما كان أغلب القول للرئيس فذلك كان يحمله المسؤولية الكاملة على ما يقول باسم الدولة.. كل الدولة!! ولكن عندما يسكت هو فمن المسؤول؟ أما كلمة ألقى فهي تذكرنا بقول العرب: ألقى الكلام على عواهنه!! وهي تعني من يهدر (ويهدر عربية فصيحة) كثيرا وبلا معنى! أما كلمة قَتْل، فإيحاءاتها معروفة، والجزائريون يعرفونها ربما أحسن من غيرهم، وذلك من أيام الاستدمار الفرنسي، والجنرال اوزاريس شهد على القليل من ذلك! وكلمة اتق، فيها الرجاء من الرئيس ومن غيره أن يتقوا الله في الناس. وكلمة ألق تذكرنا، فيما تذكرنا، بمدرب الملاكم الذي يلقي المنشفة، اعترافا بهزيمة ملاكمه، فمن سيلقي منشفة الفاشلين عندنا..؟!!