من بين الأفعال والعمليات الإرهابية التي تبنتها مختلف الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر، نجد عمليات الاختطاف التي طالت المواطنين من مختلف الأعمار وبقيت مستعملة بكثرة من طرفها وهذا وفق الدراسة التي قام بها الباحث محمد عصامي. وأظهرت الدراسة التي قام بها الأستاذ والباحث، محمد عصامي، أن أولى عمليات الاختطاف التي نفذتها الجماعات الإرهابية كانت اختطاف أحد الشبان الجامعيين بمنطقة حمام ملوان بالبليدة شهر فيفري 1992، لتليها عاما بعد عام عمليات اختطاف لمواطنين من أوساط مختلفة، من الإمام، إلى الراعي، مرورا بالجندي، عون الدولة، الطبيب، الصحفي والفنان... هذه الممارسات التي سلكتها الجماعات الإسلامية المسلحة والإرهابية ارتكزت على أسباب إيديولوجية وفي بعض الأحيان لأسباب مصلحية. وخلال الأعوام الأخيرة تغيرت التحفيزات الرئيسية لأغلب عمليات الاختطاف، ومس التغيير طريقتها وشكلها نتيجة تمويل الجماعات الإرهابية. هذه الطريقة باتت المفضلة لدى الجماعة السلفية للدعوة والقتال من قبل وبعد انضمامها بشكل رسمي كتنظيم إرهابي مسلح إلى "تنظيم القاعدة" شهر سبتمبر 2006، وظهرت للمرة الأولى في 4 جويلية عام 2001 في حادثة اختطاف السيناتور عضو مجلس الأمة، محمد بوديار، في ولاية تبسة من طرف أمير المنطقة الخامسة، عماري صايفي، المدعو "أبو حيدرة الأوراسي"، والمعروف بكثرة باسم "عبد الرزاق البارا". السيناتور وعضو مجلس الأمة محمد بوديار أفرج عنه وأطلق سراحه بعد دفع "فدية". نفس الإرهابي أعاد الكرة عام 2003 لكن هذه المرة قام باختطاف في الصحراء مجموعة من السياح الغربيين واشترط مقابل الإفراج عنهم ملايين الأورو. في شهر نوفمبر من نفس السنة تم تسجيل اختطاف مقاول في منطقة سيدي داود بولاية بومرداس ليفرج عنه أربعة أيام من بعد مقابل دفع "فدية" دون تحديد قيمتها. وحتى هذا التاريخ بالذات لم تتوان الجماعة السلفية للدعوة والقتال في تنفيذ عملياتها الإرهابية بهذه الطريقة (الاختطاف) لكنها بالمقابل بقيت تتردد في بعض الأحيان، لكن عادت بداية من صيف عام 2005 للقيام بالمزيد من عمليات الاختطاف والتي ارتفع عددها العام المقبل أي عام 2006. للمرة الأولى وفي نفس السنة (2006) أصدر التنظيم المسلح بيانا مؤرخا في 21 ديسمبر 2006 للرد على المقالات الصادرة في الصحافة الوطنية والتي تناولت مسألة "الفدية"، وجاء في البيان أن "عمليات الاختطاف" هي الطريقة المعتمدة للحصول على الأموال وهي لا تغطي سوى أقل من عشر (1/10) من حاجيات الجماعات المسلحة فيما يتعلق بالذخيرة والسلاح، إلا أنها الطريقة المضمونة للحصول على المداخيل رغم اختلاف المكان والزمان. كما عرف العام الجاري 2008 تسجيل 12 حادثة اختطاف، في مقدمتها قضية السائحين النمساويين (ولغنغ.إي وأ.كلوبير) في 22 فيفري 2008 في الجنوب التونسي. وفي 3 جوان 2008 اختطف المدعو (أحمد ب.) مقاول بمنطقة الثنية ببومرداس وأفرج عنه مقابل فدية بقيمة 300 مليون. وبتاريخ 12 جوان، اختطف المدعو (حميد ح.) مالك لمركب سياحي بمنطقة زموري ببومرداس وأطلق سراحه مقابل فدية ب 3 ملايير. وفي 12 جوان من نفس العام اختطف المدعو (ب.م) تاجر بمنطقة سوق الاثنين بتيزي وزو وأفرج عنه مقابل فدية 80 مليون سنتيم. وفي 24 جوان 2008 اختطف المدعو (أحسن أ.) مقاول بمنطقة آيت تودارت، أطلق سراحه بتاريخ 26 جوان مقابل فدية 400 مليون سنتيم. وبتاريخ 26 جوان 2008 اختطف المدعو (نبيل س.) تاجر بمنطقة دلس ببومرداس اشترط على إطلاق سراحه دفع فدية 400 مليون سنتيم. وبتاريخ 22 جويلية اختطف المدعو عبد المالك مساس، إبن تاجر بمنطقة ولد اعمر مهمل بولاية خنشلة وأطلق سراحه مقابل 1 مليار سنتيم. وفي عام 2008 دائما ودون تحديد التاريخ، اختطف المدعو (أحمد سعيد ب.) تاجر بمنطقة برج منايل ببومرداس أفرج عنه في 1 أوت من نفس العام بعد أسبوع مقابل فدية ب 20 مليون سنتيم. وفي 23 أوت 2008 اختطف تاجر بمنطقة تيرميتين بولاية تيزي وزو وأطلق سراحه فيما بعد مقابل فدية قيمتها 400 مليون سنتيم. وبتاريخ 30 أوت من العام الجاري اختطف المدعو سفيان خضراوي، موظف بمنطقة سي مصطفى بولاية بومرداس وتمكن من الفرار بعدها من قبضة المختطفين. وفي 14 سبتمبر من عام 2008 اختطف المدعو (ب.ح) مربي دواجن بمنطقة بغلية ببومرداس وأطلق سراحه في 22 من نفس الشهر. وفي 13 سبتمبر من العام الجاري، اختطف المدعو (ل.ك) تاجر بمنطقة واضية بولاية تيزي وزو.