تشرع ''الفجر'' بدءًا من هذا الأسبوع في نشر سلسلة من مجموعة حلقات مسجلة في أشرطة انفردت بالحصول عليها، عن ماضي أسلاف الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تبنّت في آخر بياناتها نفس نهج خوارج ''الجيا''، وهي أشرطة سمعية• واختارت ''الفجر'' أن تكون أول حلقة منها نشر ذلك ''الكلام المعسول'' خلال لقاء الوحدة بين الجماعات الإرهابية التي نشأت في بداية العشرية الحمراء خلال التسعينيات• كانت ''الفجر'' نشرت من قبل ما اقترفه قياديو ''الجيا'' من قتل وتنكيل في حق مؤسسي تيار الجزأرة باسم السلفية، وبتهمة عمالتهم لسوريا وإيران والتشيّع، وكان ''الجزأريون'' قبل هذا المصير قد تفنّنوا في قتل المثقفين والإعلاميين• وتكشف هذه الحقائق الموثقة وجها من الأوجه الحقيقية لمن يدّعون شرعية ''الجهاد'' في الجزائر ويستبيحون، تحت غطائه، دماء الرضع وأعراض القاصرات، في حين أنهم أول ناقضي العهود والغادرين• في يوم 13 ماي 1994 تم انضمام الجماعات الإرهابية المسلحة التي كانت تزرع الرعب والدمار والذبح والقتل والسبي والاختطاف والاغتصاب في الجزائر، إلى التنظيم الدموي المسمى ''الجماعة الإسلامية المسلحة''، في محاولة منهم لزيادة ورفع وتيرة الإرهاب والإجرام والدمار وسط الشعب الجزائري، تحت راية ''الجهاد'' المزعومة، وهو بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف• واستند هؤلاء في أعمالهم التخريبية على فتاوى بعض المتطرفين الإرهابيين من أمثال ''أبو قتادة'' المعتقل في سجون بريطانيا، الذي يطالب تنظيم ما يسمى ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' سلطات لندن بإطلاق سراحه مقابل الإفراج عن الرهينتين البريطانيتين المحتجزتين لديها في شمال مالي• أصبحت حرية مفتي الجيا الإرهابي ''أبو قتادة''، مستبيح دماء الجزائريين ومجيز اغتصاب وسبي النساء وتكفير كل من يتحرك في هذا الوطن، مرهونة بإفراج الجماعة السلفية عن الرهينتين البريطانيتين، مما يكشف عن الوجه الحقيقي لبقايا أتباع دروكدال في الصحراء، ممن أثبتت التقارير الأمنية عمالتهم لخدمة الطرح الأجنبي في إقامة قواعد عسكرية بمنطقة الساحل لدواع أمنية مفبركة، وهو ما يظهر النوايا الخفية لتنظيم ما يسمى ''القاعدة في المغرب الإسلامي'' التي تجري في نفس وادي التنظيم الإرهابي ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال''، التي تبنّت في آخر بياناتها نهج ''الجيا'' والتي لم يكن لها منهج سوى القتل والذبح والتنكيل بالمسلمين ركّعا وسجّدا ورضّعا• واختارت جماعة دروكدال هذا النهج الدموي بعدما استفاق معظم أتباعها وقيادييها لما يخطط باسمهم لضرب استقرار الإسلام دينا وزعزعة الجزائر دولة وشعبا باسم ''الجهاد الزائف''• وقرر من أسّسوا الجماعة السلفية التخلي عن العمل المسلح وانخرطوا في مسار المصالحة الوطنية، باذلين كل ما في وسعهم لإقناع المغرر بهم للعودة إلى جادة الصواب وعدم الانسياق باسم الجهاد الكاذب خدمة لضرب الإسلام والجزائر• هذه حلقة من سلسة حلقات ستنشرها ''الفجر'' أسبوعيا حول أسلاف دروكدال ممن أرادوا سن سنة سيئة، اسمها قتل الأبرياء باسم ''الجهاد''، ويتعلق الأمر بما سمي ''لقاء الوحدة'' بين الجماعات ''الجهادية'' تحت لواء الجماعة الإسلامية المسلحة، التي سرعان ما انكشف أن رؤوسها لم يؤمنوا يوما بما نادوا به من عهود ومواثيق، فقد اجتمعوا وأقسموا على المصحف الشريف بأغلظ الأيمان بعدم الخيانة وعدم القيام خلال ''جهادهم'' بما يتنافى مع الشرع، لكنهم كانوا أول من نقض العهد• هؤلاء اقتتلوا فيما بينهم ونكّلوا بمن عاهدوهم، وفي مقدمتهم قياديي الجزأرة الذين نكّل بهم جمال زيتوني وعنتر زوابري بتهمة التشيّع والعمالة لإيران وسوريا• ولم يكن مصير مؤسسي ''الفيدا'' من أبناء الفكر الجزأري أقل مما فعلوه هم بإطارات ومثقّفين ونقابيين اغتالوهم غدرًا في بداية التسعينيات، قاصدين من بذلك ''الجهاد''!؟ ولم يكن السبب الحقيقي لقتل مؤسسي الجزأرة تشيّعهم ولا عمالتهم، مثلما يرويه تائبون من ''الجيا''، إنما الصراع على الزعامة أو ''الإمارة'' بين رؤوس الموت• فلم يكن زيتوني وزوابري ليقبلا في صفوفهما من تدرّج في الجامعة، ويعلم ما يجهلونه من ثقافة تسييس الدين والتنويم النفسي والروحي للأتباع، لأنهما لم يكونا أكثر منهم نبوغا في علم تخدير الروح والعقل• وجاء دور محمد السعيد وعبد الرزاق رجام اللذين أرادا معرفة مصير تلميذيهما في الجزأرة، بعد سماعهما بقتلهما، لينالا هما كذلك نفس المصير فقتلا شر قتل من طرف زيتوني وزوابري• وبدأت حرب الزعامات والاقتتال بعدها، فانشقت كتائب الغرب الجزائري تحت إمرة قادة بن شيحة تحت لواء كتيبة الأهوال التي زرعت آلتها للموت الأكفان وعطر تغسيل الموتى، ثم انشقت كتائب الوسط التي كانت تحت لواء الجيش الإسلامي للإنقاذ بقيادة كرطالي في منطقة الأربعاء، وأيضا كتائب بن حجر في المدية التي قتلت زيتوني ومن معه، بعد أن تزعّم الجيا• وأظهرت الأحداث أن هؤلاء ليسوا أهلا لعهود ولا مواثيق يوفون بها ونهجهم قتل الصديق والعدو لأن مهنتهم أصبحت صناعة الموت لا غير• نقض العهود والاقتتال والتنافس على الزعامة أعلنت الجبهة الإسلامية للانقاذ وحركة الدولة الإسلامية والجماعة الإسلامية المسلحة عن تشكيل جماعة مسلحة واحدة، بعد الاجتماعات والاتصالات التي سبقت الاتفاق، وشملت النقاط المتفق عليها والمختلف حولها والمتنازع عليها، حسب ما جاء في كلمة افتتاح الاجتماع الذي ضمّ قياديي التنظيمات المسلحة والعناصر الإرهابية المشاركة قدمها المدعو ''أبو بكر زرفاوي''• واعتبر المجتمعون - حسب ما ورد في الشريط - هذا الاتفاق وإعلان الوحدة فيما بينهم ''وقفة تاريخية ضد الشعب الجزائري والوطن''، تحت جناح الجماعة الإسلامية المسلحة، في إشارة ضمنية إلى السيطرة التي كان يحكمها هذا التنظيم الدموي، والنزاع المفضوح حول الزعامة التي تعرف عن هاته الجماعات الإرهابية، من خلال إبقائها على اسم التنظيم ''الجيا'' من جهة، وضم الجماعات المسلحة الأخرى تحت سيطرتها وفرض منطقها وفكرها الدموي عليهم من جهة، زاعمين أنهم يخاطبون شعبا أميا ودولة ضعيفة• وورد حسب الشريط السمعي: ''أيها المجاهدون، أيتها الأمة المسلمة، أيتها الشعوب الإسلامية، أيها الشباب المسلم، ها نحن نقف وقفة تاريخية''، بإعلان الوحدة في إطار الجماعة الإسلامية المسلحة مع الجماعات المسلحة المتفرقة''، وشدد الخطيب في كلمته على استعمال عبارة ''الولاء'' للجماعة الإسلامية المسلحة وأميرها ''أبو عبد الله أحمد''، لإبراز السيطرة والديكتاتورية المتبعة والمفروضة فيما بين الجماعات الإرهابية ومحاولة بسط نفوذها واحتوائها لجميع الجماعات لتخلو لها الساحة، وهو ما حدث فيما بعد، وأصبح نعت التكفير موجه لكل الجزائريين واستبيح دمهم وأحلّت لهم النساء بحجة الغنائم، بعد أن أفتى الإرهابي ''أبو قتادة'' حينها بذلك وهو في لندن، هذا الأخير الذي يطالب اليوم كل من أبو زيد عبد الحميد ويحيى جوادي من تنظيم دروكدال بالإفراج عنه• وحضر اجتماع إعلان ما أسمته تلك العناصر الدموية ب''إعلان البيعة'' كل من مسؤول اللجنة السياسية ''محمد السعيد''، ''عبد الرزاق رجام''، و''يوسف بوبراف'' ممثلين للجبهة الإسلامية للإنقاذ سابقا، وعن تنظيم ما سمي حينها ''حركة الدولة الإسلامية'' وأميرها المدعو ''السعيد مخلوفي''، وأعضاء مجلسه الشوري، والمدعو ''رابح فطاف''، وشارك عن التنظيم الدموي ''الجماعة الإسلامية المسلحة'' أميرها الإرهابي ''أبو عبد الله أحمد'' ومستشاروه، حسب ما ورد في الشريط، أبو بكر زرفاوي، في كلمة افتتاح الاجتماع وأمير المنطقة الأولى المدعو ''خالد'' وأمير المنطقة الثانية المدعو ''محفوظ'' والمستشار السياسي والإعلامي ل''الجيا'' المدعو ''أيوب'' والمستشار المالي والعلاقات الخارجية المدعو ''الحاج''، والمستشار العسكري المدعو ''علي الأفغاني''، بمشاركة عناصر إرهابية أخرى من مختلف الجماعات المسلحة، من أجل إعلان ما تزعمه ''البيعة'' للأمير الجماعة المسلحة الإسلامية الدموي ''أبو عبد الله أحمد'' لوقف الخلافات السائدة حول الزعامة والدموية، مستندين على آيات وأحاديث بريئة منهم براءة الذئب من دم يوسف• وأضاف مفتتح اجتماع ما أسمته العناصر الإرهابية ''البيعة''، أن ''العقيدة الصحيحة المأخوذة من كتاب الله وسنة رسوله الكريم جمعت التنظيمات المسلحة تحت إمرة الجماعة الإسلامية المسلحة''، التي - يضيف الإرهابي المتحدث - تسير على المنهج الصحيح للإسلام، في محاولة لتغليط الشباب والرأي العام، باستعمالها العواطف الدينية الراسخة في وسط الشعب الجزائري، دون وساطة من أحد، واستدل بالحديث نبوي الذي يتضمن ''••• 73 طائفة في النار إلا واحدة•••''، في إشارة إلى جماعته الدموية ''الجماعة الإسلامية المسلحة''، و''أن الفرقة فيما بين الجماعات يزيد من الانحراف، مثلما حدث - يضيف الإرهابي المتحدث - لعدة جماعات في مناطق عديدة''، متهما ''الذين يتّبعون المنهج الدعوي في الساحة'' المخالف لمنهجهم التكفيري الدموي بأنهم ''خوارج''• وقال إن ''الذين لم يلتزموا بهذا المنهج اتّخذوا الدعوة صنما يعبدونه''، وأن الجماعات المنضوية تحت إطار الجماعة الإسلامية المسلحة تسير وفق منهج السلف الصالح - حسب زعمه - متخذة القتل والذبح في حق الأبرياء بعد تكفيرهم والدمار في حق الوطن باسم الجهاد واتباع الشرع، وترفض الحوار والأساليب السياسية في معالجة أمور وقضايا البلاد والعباد التي أوصانا بها ديننا الحنيف• وأفتى الإرهابي المدعو ''أبو بكر زرفاوي'' بأن ''هذه ''البيعة'' صحيحة وشرعية'' للأمير الدموي ''أبو عبد الله أحمد''، متّخذا مثالا ما جاء في بيعة الصحابة الكرام لخير خلق الله! والذي لا تربطه أي صلة بما يحدث، فاسحًا بعدها المجال لقياديي الجماعات الإرهابية المسلحة المشاركة في الاجتماع لإعلان بيعتهم لأمير ''الجيا'' الواحد تلو الآخر، ملقنا إياهم الكلمات التي يتعين عليهم ترديدها أمام الأمير المبايع وأمام الجميع في مثل هذه الحالات• هؤلاء من بايعوا على استباحة الدماء والأعراض وبدأت عملية المبايعة مع مسؤول اللجنة السياسية للجبهة الإسلامية للانقاذ محمد السعيد، تلاه أمير حركة الدولة الإسلامية السعيد مخلوفي، ليليهما الباقون الواحد تلو الآخر، مرددين كلمات البيعة، ومحذّرين من مغبة الخروج عن ما تم الاتفاق حوله، ومهددين بنقض البيعة في حالة ما إذا حدث انحراف، ليأخذ الأمير الإرهابي المبايع للجماعة الإسلامية المسلحة، ''أبو عبد الله أحمد''، كلمة يشكر فيها الحضور على الثقة التي وضعوها فيه، وطمأنهم على عدم الخروج على ما تم الاتفاق حوله والعمل على تحقيقه• بنود العهود المنقوضة وإعلان عضوية عباسي مدني وعلي بن حاج في ''الجيا'' الأطراف المجتمعة اليوم وهي: الجماعة الإسلامية المسلحة الجبهة الإسلامية للإنقاذ حركة الدولة الإسلامية وتم الاتفاق على ما يلي: 1- الاعتصام بالكتاب والسنة والمنهج السلفي• 2- لا حوار، لا هدنة، لا مصالحة، لا أمان، ولا ذمة• 3- الجهاد فريضة ماضية• 4- المقصود إقامة الخلافة الإسلامية 5- تمت الوحدة في إطار الجماعة الإسلامية المسلحة• 6- الجماعة الإسلامية المسلحة الإطار الشرعي الوحيد للجهاد في الجزائر• 7- ندعو المجاهدين للالتحاق• 8- مبايعة أمير الجماعة الإسلامية المسلحة ''أبي عبد الله أحمد'' وطنيا• 9- يضاف إلى مجلس الشورى الوطني للجماعة الإسلامية المسلحة كل من ''محمد السعيد، عبد الرزاق رجام، سعيد مخلوفي، عبد القادر شبوطي، قطاف''• 10- تثبيت كل من عباسي مدني وعلي بن حاج أعضاء في مجلس الشورى الوطني ل''الجيا''• الجمعة 04 ذو الحجة 1414 الموافق ل13 ماي .1994