عندما كان صدام يصرخ مع بداية اجتياح العراق، أن أمريكا ستنهزم وسينتصر العراق، كنت أضحك من كلامه .. لكن يبدو أن العراق الذي لم ينتصر في أرضه على الجيوش الأمريكية وحلفائها، قد انتصر على العالم كله، ومن خلال الأزمة المالية التي أطاحت ببلدان العالم واحدة واحدة، مثلما هي نظرية الدومينو التي بدأت أمريكا تطبقها في بلدان الشرق الأوسط، تنفرد بهم واحدة واحدة، لإضعافهم أمام إسرائيل. فهل بعد الهزيمة المالية التي ألحقتها الحرب بأمريكا بوش، ستكون هذه مجبرة على الانسحاب من العراق، وتعترف في النهاية بهزيمتها، بل بهزيمة الأنظمة الغربية التي سارت كلها في فلك أمريكا ؟ التوقعات والتحليلات السياسية بدأت تتنبأ بقرب إعلان أمريكا عن الانسحاب من العراق على خلفية الأزمة المالية، التي مازال العالم لم يعرف بعد كل تبعاتها على المجتمع الإنساني، لكن لا بوش ولا المتسابقين إلى البيت الأبيض أشاروا إلى الانسحاب. وسواء انسحبت أمريكا أم لم تنسحب فهزيمتها في العراق لم تعد تهم المتتبعين للشأن الدولي، بعد أن ضربت مصارف العالم أعاصير الأزمة المالية، فأنستهم مصائبهم ما ألحقوه بالعراق من مجازر وتدمير. وكأن صوت صدام مازال يدوي ويقول للعالم: "العراق سينتصر على أمريكا"...