طالب قرابة 100 أستاذ متعاقد من مديرية التربية بالشلف بتجديد عقود توظيفهم لسنة إضافية أخرى بعد لجوء المديرية الولائية إلى فسخ العقود مع هؤلاء الأساتذة المستخلفين نتيجة لحالة الاكتفاء التي عرفتها هذه السنة بعد توفير أكثر من880 منصب مالي جديد في رتبة أستاذ مجاز، والتي أجريت مسابقتها نهاية جويلية الفارط. لا يزال ما يصل إلى 100 أستاذ متعاقد في اعتصام وتردد على مقر مدير التربية منذ ما يصل إلى 45 يوما من أجل تسوية وضعيتهم المهنية التي طال أمدهم رغم الأقدمية المهنية التي يتوفرون عليها، حيث أن البعض منهم ممن لم يسعفهم الحظ في النجاح في مسابقة توظيف أساتذة مجازين والتي أجريت نهاية شهر جويلية الأخير، قد التحقوا بمناصب عملهم السابقة في حين بقيت الغالبية بدون عمل إلى يومنا هذا. وكان أكثر من ألف أستاذ راسب في امتحان الأساتذة المجازين من أصل أكثر من ألفي مرشح للمسابقة المذكورة قد طالبوا المديرية بإيجاد مناصب مالية لهم عن طريق الاستخلاف، إلا أن مديرية التربية بالولاية ردت بكون الأولوية تمنح بالنسبة لمناصب الاستخلاف لأصحاب الشهادات الأكثر أقدمية وليس لاعتبار الخبرة المهنية، وحسب هؤلاء الأساتذة في رسالة موجهة إلى وزارة التربية الوطنية فإن مديرية التربية لولاية الشلف خالفت القاعدة بإلغاء الخبرة المهنية في إطار عملية التوظيف المتعلقة بمناصب استخلافية في مختلف التخصصات، حيث تم الاعتماد على أقدمية الشهادة الجامعية المحصل عليها في ترتيب الأساتذة المستخلفين بدلا من الخبرة المهنية والتي تفوق الخمس سنوات لغالبية هؤلاء الأساتذة الذين استنكروا على مديرية التربية قرارها القاضي بقبول بعض الشهادات غير التعليمية كشهادة مهندس دولة في البيولوجيا، وهي شهادة غير معترف بها حسب هؤلاء المحتجين من قبل مفتشية الوظيفة العمومية في ميدان التربية والتعليم. وحسب هؤلاء المقصيين فإن العديد من المدارس حاليا بدون معلمين، كما طالبوا مديرية التربية بمراجعة عملية توظيف أساتذة مستخلفين بالولاية والنظر إلى خبرتهم المهنية التي اكتسبوها خلال مسارها التعليمي حيث زاولوا المهنة في مناطق نائية ومعزولة مع ما عانوه من قلة وانعدام المواصلات، إضافة إلى الأوضاع الأمنية التي كانوا يشتغلون فيها وهو ما تناسته مديرية التربية حسبهم وتم التخلي عنهم بسهولة لصالح متخرجين دون خبرة مهنية أو أي تجربة في ميدان التدريس. وطرحت مؤخرا ذات المديرية نداءا من أجل توظيف أساتذة مجازين بالنسبة للمرحلة المتوسطة في تخصصات الرياضيات والفيزياء، وهما التخصصان اللذان يسجلان أكبر عجز بالنظر إلى عدم تقدم مرشحين بالعدد الكافي في مسابقة الأساتذة المجازين التي أجريت مؤخرا، وهو ما دفع بالمديرية إلى تدارك هذا النقص عن طريق الاستخلاف أو إجراء دورة ثانية بالنسبة لمرشحين من خارج الولاية إذا اقتضى الأمر.