قال البروفيسور، على هامش التحضيرات التي يجريها الفريق الطبي الجزائري لعقد المؤتمر المغاربي لأمراض الصرع المزمع تنظيمه السبت المقبل بفندق الأوراسي، إن الإرتفاع الكبير في عدد الإصابات تدفع الأخصائيين إلى التركيز على تشخيص الأسباب الناجمة عن الداء، وكذا الإستماع من خلال ورشات العمل التي ستتخلل المؤتمر إلى تشريح الحالات المرضى وكذا فتح نقاش مطول، والإستعانة بالتجربة المغاربية في معالجة الكثير من هذه الحالات. وأضاف البروفيسور أرزقي أن الجزائر تعد من بين الدول النامية التي قطعت شوطا لا بأس به في التكفل بالمرضى المصابين بداء الصراع، حيث تتوفر على فريق طبي مؤطر يقدر ب 300 مختص في أمراض الأعصاب، ما يجعلنا في مرتبة أفضل من جنوب إفريقيا التي وصل عدد المختصين لديها من الأطباء إلى 126 طبيب، وهو الرقم الذي يعد قليلا جدا مقارنة بما تحتكمه الجزائر من أطباء مختصين في معالجة مرض الصرع الذي أصبح يعرف تقنيات جديدة في العلاج بفضل التكنولوجيا الحديثة المعتمدة في العديد من الدول الأوروبية والتي استفادت منها الإطارات الطبية بالجزائر بفضل الدورات التكوينية التي أصبحت تقام وتنظم كل مرة ويشرف عليها أطباء وأساتذة مختصون في المجال، حيث يتم تكوين سنويا 20 طبيبا لمعالجة المرضى من داء الصراع وفق مقاييس وتقنيات وطرق علاجية حديثة بفضل أطباء يعملون بأكبر مستشفيات أوروبا وأمريكا، ومنهم الأستاذ بن باديس الذي سيحضر في المؤتمر الذي سيدعمه بتجربته في علاج المرض. أوضح محدثنا في ذات السياق أن التجربة الجزائرية في معالجة داء الصراع تعد رائدة من نوعها مقارنة بدول عديدة مغاربية من تونس والمغرب وحتى من دول المشرق مثل مصر، وهذا بالرغم من تضاعف حالات الإصابات، إلا أننا نتحكم فيها حيث لم تحدث هناك مضاعفات خطيرة لدى المرضى، وذلك بفضل السياسة التي تبنتها الوزارة للتكفل بهذه الفئة فيما يخص توفير الأدوية الخاصة بمعالجة المرض. من جانب آخر أعرب العديد من أولياء المرضى من الأطفال المصابين بداء الصراع بالظروف الصعبة التي يعيشها أبنائهم خلال تمدرسهم بالمؤسسات التربوية والتي دفعت ببعض المؤطرين لهذه الفصول والأقسام إلى عزل هؤلاء المرضى في مقاعد خاصة وأحيانا أخرى عدم الإهتمام بهم، الأمر الذي دفع بالكثير من هؤلاء المرضى إلى الانقطاع عن الدراسة بعد حالات الصرع التي تنتابهم في أية لحظة داخل الأقسام. والتي أصبحت مصدر إزعاج بعض المؤطرين الذين يفتقدون إلى الرأفة والشفقة على أشخاص لم يختاروا مصيرهم بل وجدوا أنفسهم في صراع مع المرض، الأمر الذي يجعل الكثير من أولياء المرضى خلال الملتقى الذي احتضنه المعهد الطبي بوهران، إلى المطالبة بإعداد أقسام خاصة لأبنائهم المرضى المصابين بلصرع، وذلك من أجل ضمان حقهم في التمدرس كبقية زملائهم. وطرح الدكتور بجاوي، مختص في أمراض الأعصاب بمستشفى وهران، أن معظم الأطباء الذين يتم تكوينهم بالجزائر والذين تقوم الدولة بالإنفاق عليهم مبالغ مالية ضخمة على أساس المساهمة في تحقيق سياسة علاج المرض أصحبوا يغادرون أرض الوطن بمجرد عرض عليهم مرتبات مغرية في مستشفيات أجنبية خاصة بأوروبا، مضيفا أن الجزائر منذ الإستقلال إلى يومنا هذا قامت بتكوين 4 آلاف طبيب أعصاب غادروا جميعهم التراب الوطني باتجاه مستشفيات أوروبا ولم يعد إلا 400 طبيب فقط، وهو رقم ضئيل جدا مقارنة بعدد المرضى والحالات المرضية التي أصبحت في تنامي رهيب وتزايد مستمر، أمام الظروف الإجتماعية وتقشي ظاهرة المخدرات بين الشباب، وأسباب عديدة أخرى جعلت من مرض أعصاب حقيقة وواقع لابد من التكفل به وإعداد الشروط اللازمة للتقليص من عدد المصابين به.