نقل عن الوزير رشيد حراوبية قوله: ".. ينبغي ملاءمة التعليم مع السوق.." هذا موقف ينطلق من فلسفة مادية أو من إيديولوجية السوق: دعه يعمل دعه يمر. ونقول في هذا المقام: الأمر هام جدا وفي حاجة للكثير من النقاش والجدل.. فالتعليم والجامعة بالخصوص ينبغي أن تُكوِّن من يتحكمون في السوق وهذا هو المهم وليس إنتاج أو تخريج ما تحتاجه السوق من يد عاملة. السوق تطرح أيضا مشكلات اقتصادية واجتماعية وسياسية، ذلك أن الهيمنة على وسائل الإنتاج وعلى الثروة والرأسمال مشكلة في أحيان كثيرة وليس حلا. لكن يبدو أن الخطاب السياسي يعتبر أن السوق حل ولابد أن نسخر التعليم لخدمة السوق. على العموم من حروف اسم الوزير حراوبية يمكن أن نشكل كلمات أخرى مثل كلمة حر، وحرية المال والسوق هي الحرية الوحيدة المكفولة في البلاد. وعندما يوضع التعليم وأبناء الجزائر في خدمة حاجة السوق فذلك موقف إيديولوجي مصلحي خطير، وهو في كل الأحوال مسألة قابلة للنقاش والجدل. أما كلمة باح فتجعلني أقول، لست أدري إن كان الوزير يبوح هنا برؤية سياسية إيديولوجية ذاتية أم سلطوية، أم أنه يقصد فقط مسألة إدارة مخرجات التعليم. ومع ذلك فالمشكلة الأهم تظل هي: كيف نلائم السوق مع حاجيات الجزائريين وكيف نضع السياسات الاقتصادية وكيف نراقب شطط المال وأصحاب المال وكيف نكسر احتكارات السوق وانحرافات السوق يا دكتور؟...