يعيش المبنى الداخلي لثانوية هواري بومدين بعاصمة الولاية، أوضاعا غير عادية وبالتحديد مع بداية تاريخ الدخول المدرسي لهذا لموسم. وبات يعيش حالة انسداد غير معهودة في تاريخه، نتيجة عدم مرور الخط بين مدير المؤسسة المذكورة وبين طاقم الأساتذة الذين رفضوا التعامل معه بسبب ما وصفوه بالتراكمات وأساليب أصبحوا يرونها عائقا أمام أي تقدم أو حوار جاد، خاصة عقب البيانات المتلاحقة من قبل الفرع والمكتب الولائي للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، التي تبنت مطالب الأساتذة في شكل نقاط، كان آخرها المطالبة برحيل مدير الثانوية. وقد تزامن ذلك مع توقيف المدير الولائي لقطاع التربية عن مهامه يوم 24 أكتوبر الماضي من قبل الوالي بعد مثوله أمام العدالة رفقة بعض الإطارات من نفس المديرية، في تحقيق يخص اقتناء تجهيزات لداخلية استيتن في الدعوى التي حركها المسؤول الأول للولاية، وتم تكليف الأمين العام للتربية بتسيير شؤون مصالح المديرية، ورغم مرور الأسابيع إلا أن دار لقمان بقيت على حالها، مما ترك ذات الفرع النقابي يصدر البيان رقم 04 الذي جاء عقب انعقاد الجمعية العامة للأساتذة يوم الأحد الماضي وتمخض عنه الدخول في إضراب لمدة أسبوع بداية من السبت 22 نوفمبر الجاري يليها مقاطعة امتحانات الفصل الأول المقررة يوم 29 نوفمبر، مع الاحتفاظ بحقوقهم كاملة كما جاء في بيان النقابة التي استلمت "الفجر" نسخة منه. وأمام تمسك مدير المؤسسة ببقائه والنقابة برحيله تبقى أوضاع ثانوية هواري بومدين بين مدّ وجزر في غياب مدير ولائي يتابع عن كثب هموم وانشغالات القطاع المتفرعة، التي باتت تصنعها أجواء الاحتجاجات يوميا هنا وهناك من قبل الأساتذة تارة والتلاميذ تارة أخرى، الذين طالبوا واحتجوا على نقص أساتذة المواد الأساسية والأجنبية بكل من ثانويتي ابن الهيثم و ثانوية محمد بوخبزة. ونشير إلى أن والي الولاية كان قد طالب من الأمين العام للتربية يوم افتتاح الدخول المدرسي وأمام السلطات المدنية والعسكرية والصحافة، بضرورة تطهير مصالح المديرية التي انبعثت رائحتها إلى الشارع، خاصة ما تعلق بجانب التعيينات وأساليب التوظيف في المسابقات، وأعطاه بالمناسبة ذاتها الورقة البيضاء للشروع في المهمة، التي بات يراها الكثير من المتتبعين لشؤون القطاع ومنهم بعض النقابات، شبه مستحيلة لوجود معطيات وواقع يصعب لأمين عام معين بصفة مؤقتة أن يلعب في ساحته الملغمة بالمشاكل.