النقابات تشير إلى نسبة 90 بالمائة ووزارة التربية تعترف ب 48 بالمائة في الثانوي أحدث الإضراب الوطني المعلن من قبل نقابات قطاع التربية لمدة أسبوع قابلة للتجديد، عبر كافة المدارس في الأطوار التعليمية الثلاثة، على المستوى الوطني، أمس في يومه الأول، نسبة استجابة واسعة فاقت كل التوقعات، حيث بلغ نسبة 90 بالمائة في الثانوي ومن 70 إلى 90 بالمائة في الطورين الابتدائي والمتوسط، بحسب المعلومات، فيما اعترفت وزارة التربية الوطنية بنسبة إضراب بلغت 50 بالمائة في الثانوي و25 بالمائة في المتوسط و12.6 بالمائة في الابتدائي. * عبرت النقابات الوطنية المستقلة لكل من المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني »كنابست« والاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين »إينباف« والنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني »سنابست«، عن تفاجئها بالنسب المرتفعة والاستجابة التاريخية التي ضاهت إضراب سنة 2003، وأكدت أن ذات الإضراب لم يحصل منذ ست سنوات خلت، وترجمت ذات الاستجابة بأنها »سخط عن الوضع المزري الذي آل إليه الأستاذ والمعلم وتردي القدرة الشرائية والمكانة الاجتماعية لموظفي قطاع التربية«. * وفي ذات السياق، أكد، مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام بنقابة »كنابست«، في تصريح ل »الشروق«، معطيات التعليم الثانوي والتقني أفادت تسجيل نسبة إضراب 94 بالمائة من مشاركة عدد الثانويات من أصل 1600 ثانوية على المستوى الوطني، وأن نسبة إضراب الأساتذة فاقت 90 بالمائة من قرابة 74 ألف أستاذ، بإضافة المتعاقدين على مستوى 48 ولاية، واعتبر أن الذين اشتغلوا أغلبهم متعاقدين لا يملكون حق الإضراب، مشيرا إلى تسجيل نسبة 87 بالمائة في وهران، 95 بالمائة في تلمسان و90 بالمائة في معسكر وغيلزان و82 بالمائة في مستغانم »تعتبر الأخفض في الغرب«، بحسب المتحدث. * وأوضح بوديبة أن العاصمة سجلت نسبة 80 بالمائة، شرق ووسط، و90 بالمائة العاصمة غرب، وفي الجنوب 35 ثانوية من أصل 43 ثانوية في الجلفة في إضراب، والأغواط 70 بالمائة أساتذة مضربين و100 بالمائة في الثانويات. * أما باتنة فسجلت 89 بالمائة وسط أساتذة و100 بالمائة بالنسبة للثانويات. * وسجلت الواد 88 بالمائة وغرداية 80 بالمائة، وأحفضها سعيدة ب 67.81 بالمائة و97.11 بالمائة في ڤالمة، 95 بالمائة في جيجل و97 بالمائة في البويرة وتجاوزت 95 بالمائة في عنابة. * وقال بوديبة »نتوقع إجراءات العدالة ونتمنى انفراج لحل المطالب، وليس وسائل الضغط التي ستعفن الوضع«، مضيفا »نجاح الإضراب دلالة على نجاح المطالب وبحاجة للتدخل ولما لا رئيس الجمهورية لإرجاع القيمة الاجتماعية للأستاذ، وخروج التلاميذ للشارع دليل على وجود مشاكل في القطاع ولم نأخذ أبدا التلميذ رهينة«. * من جهته، قال، الصادق دزيري، رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أنه »مادام الإضراب لحق برج عمر إدريس في أقصى أدرار وبرج باجي مختار دليل على أن الأساتذة وثقوا في الوحدة النقابية ويريدون حل نهائي لوضعيتهم وهو إضراب تاريخي يذكر بإضراب 2003«، موضحا بأن النسبة تراوحت مات بين70 إلى 90 بالمائة للمعلمين والأساتذة في الأطوار الثلاثة. * وفي تصريح صحفي لنقابة »اينباف«، أشار البيان إلى وجود ضغوطات على الموظفين ومغالطات لإحصاء المضربين من قبل بعض مديري التربية بالولايات في الأطوار التعليمية الثلاثة، وأفاد البيان تسجيل من 87 بالمائة شرقا إلى 90 بالمائة غربا بالعاصمة و55 بالمائة في الجزائر وسط، و75 بالمائة في بجاية وتيبازة، و85 بالمائة في باتنة، ڤالمة، عين الدفلى وعنابة، و86 بالمائة في البليدة، و92 بالمائة في البويرة، و90 بالمائة في تبسة وتيزي وزو، و95 بالمائة في ورڤلة والطارف، 63 بالمائة في البيض، 98 بالمائة في خنشلة، 80 بالمائة في المسيلة، 57 بالمائة في تيارت، 82 بالمائة في بومرداس و71 بالمائة في غيلزان. * وعلى نفس الصعيد، قال، مزيان مريان، الأمين العام للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، ل »الشروق«، بأن »الاستجابة اليوم، أي أمس، كانت قوية نستطيع أن نقول ذلك نتيجة توحيد الحركة الاحتجاجية وقاربت نسبة إضراب سنة 2003، وفي بعض الولايات لحقت النسبة 100 بالمائة كالبيض، وهران، بشار، أدرار، تيارت، قسنطينة، ميلة، أم البواقي وتيزي وزو«. وأكد مريان بأن تعليمة أويحيى حرمت الموظفين من مبلغ مالي ما بين 12 إلى 19 مليون سنتيم لعدم تطبيق نظام التعويضات بأثر رجعي. * وأفاد مريان، في ندوة صحفية نشطها أمس بالعاصمة، بأن اللقاء مع الوزارة، لم يأت بجديد ووصفه بالفاشل »ببقاء تعليمة أويحيى قائمة والوزارة ليس لديها صلاحيات التفاوض في جانب زيادات الأجور، مطالبا بتدخل الوزير الأول«، مضيفا بأن إضراب الأسبوع سيتجدد لاحقا، إلى غاية تحقيق المطالب المهنية والاجتماعية وأبرزها، تطبيق نظام التعويضات بأثر رجعي من الفاتح جانفي 2007، مراجعة تسيير الخدمات الاجتماعية، والاهتمام بتقنين حقوق عن مخلفات الأمراض المهنية في القطاع، وإعطاء حق التقاعد لما بعد 25 سنة من العمل، واسترجاع كرامة التعليم التقني، واحتساب المردودية بشكل خاص بالنسبة لموظفي الجنوب. * * اليوم الأول من إضراب التعليم بتيزي وزو * استجابة متفاوتة في الإبتدائيات والمتوسطات وشلل في الثانويات * عرف، أمس، اليوم الأول من الإضراب الذي دعت إليه عدد من النقابات المستقلة المستقلة لقطاع التربية استجابة متفاوتة بولاية تيزي وزو، ففي الوقت الذي انضم عدد هام من الثانويات للنداء وصل إلى نسبة 50٪ حسب مديرية التربية وأكثر من 90٪ حسب ممثلي النقابات المشاركة، فإن المؤسسات التربوية الأخرى تخلفت عن الموعد لعدة أسباب أهمها غياب الإتصال وضعفه. * ولقد بلغت نسبة المشاركة في هذا الإضراب الذي سيدوم أسبوعا كاملا في الطور المتوسط 25٪، أما الإبتدائي فلم يتعد ال 12٪، حسب الأرقام التي استقيناها من مديرية التربية بالولاية، وهي الواقع الذي لاحظناه لدى الجولة الخاطفة "للشروق" في عدد من المؤسسات التربوية بعاصمة تيزي وزو، حيث زاول تلاميذ المدرستين الإبتدائيتين "ميكاشرة" و"بايدي"، بصفة طبيعية في صبيحة اليوم لكن متوسطة مولود فرعون قررت ركوب "قاطرة" الإضراب بداية من أمسية نهار البارحة وقدمت "عطلة" للتلاميذ إلى غاية صبيحة يوم الأربعاء، للنظر في تطورات هذه المسألة، لكن لاحظنا بالمقابل استجابة عامة لنداء الإضراب في كل من ثانويتي "الخنساء" و"فاطمة نسومر"، حيث وجدنا التلاميذ ينتظرون خارج هاتين المؤسستين والحسرة بادية على وجوههم خاصة بالنسبة للمسجلين في الأقسام النهائية الذي انتابهم شعور بالخوف من إمكانية استقرار هذا الإضراب لأيام عديدة، وهو الأمر الذي سيهدد لا محالة مستقبل البرنامج الدراسي. * ومن جانب النقابات الثلاث التي دعت إلى هذا الأسبوع الإحتجاجي فهناك إجماع بأن النداء لقي استجابة كاملة فمن جهة المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني التابع لمكتب تيزي وزو فقد تحدث عن "شلل تام للدراسة في عدد من الثانويات".. "فمن مجموع 56 ثانوية التي تحصيها الولاية فقد استجابت 39 ثانوية بنسبة 95 ٪ ". والإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين من طرفه تحدث عن استجابة تفوق 90٪. أما النقابة الجزائرية لعمال التربية والتكوين فيرى من جهته أن نسبة الإستجابة لنداء الإضراب ستعرف ارتفاعا ملحوظا خلال اليومين القادمين. * * نجاح قياسي للإضراب الذي دعت إليه نقابات التربية * شلل بمدارس الشرق وأولياء التلاميذ يتحسّرون * عرفت المؤسسات التربوية عبر كافة ولايات الشرق أمس، استجابة واسعة لنداء الإضراب الذي دعت له نقابات القطاع، حيث عمّ الشلل النسبة الغالبة منها وبمعدلات وصفت حسب مصادرنا بالقياسية وقد جاء هذا الإضراب مثلما هو معلوم نتيجة للقرار الذي اتخذه الوزير الأول بشأن نظام المنح والتعويضات وعدم الإستفادة منها بأثر رجعي ابتداء من شهر جانفي وذلك بغرض تحسين القدرة الشرائية. * وقد أكد المضربون على أن تعليمة الوزير الأول ستحرمهم من حق أساسي من حقوقهم التي يصرّون على استرجاعها، مطالبين الوصايا بمراجعة تلك التعليمة التي تحدّد بدء دفع المنح والتعويضات حال صدور القوانين الأساسية لمختلف القطاعات.. * وعلى ذات الصعيد، فإن أساتذة التعليم مصرّون على استرجاع حقوقهم بالوسائل القانونية والسلمية المتاحة إلى غاية الإستجابة لمطلبهم المشروع حسبهم. * وأمام هذا الشلل الذي تشهده المؤسسات التربوية بالشرق، فإن العديد من أولياء التلاميذ أعربوا من جهتهم عن استيائهم من الإضراب الذي وإن كانوا يعترفون بأنه شرعي فهو من جهة أخرى، يضرّ بالمسار التعليمي لأبنائهم بحيث يؤثر على استقرارهم المعنوي ويصبحون ضحايا صراعات هم أصلا خارج دائرتها ولا ناقة لهم فيها ولا جمل. * وعلى صعيد آخر، فإن المدارس والمؤسسات التربوية الخاصة واصلت من جهتها عملها بشكل عادي جدا عكس ماهو حاصل على مستوى المؤسسات العامة التي سيستمر بها الإضراب لمدة أسبوع قابل للتجديد. * * السنابست تركز على المطالب الجوهرية "بعيدا عن صراع بن بوزيد مع خرشي" * الثانويات أكثر استجابة، ومديرون ومفتشون حاولوا تكسير الإضراب في مدارس بالغرب * وصف "محمد أوس" المنسق الجهوي للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني للغرب "سنابست" في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بثانوية "باستور" بوهران نسبة استجابة أساتذة الطور بالعالية والمرضية جدا، بما يتجاوز معدل 80 % على مستوى الجهة، كانت أقصاها في حدود المطلق بمستغانم، مثلما قدرت على سبيل المثال في 53 ثانوية تمثلها النقابة من مجموع 55 بولاية وهران ب 97.78 %، وفي غليزان 90.9 %، وحوالي 87 % في البيّض خلال الفترة الصباحية، موضحا أن فروق الممثلة للنسب غير المشارِكة صنعها بالأساس المحسوبون على نقابة "الإيجتيا". * وأرجع المنسق الجهوي للسنابست "الهبة القوية" للأساتذة وإنجاحهم الاحتجاج في مرحلته الأولى أمس مقارنة بما جرى في سنة 2003 إلى بلوغهم ذروة الانفجار ضد تردي أوضاعهم الاجتماعية وانهيار القدرة الشرائية، وأثار رفضهم المطلق الاستكانة أمام اللاعدالة في التعامل مع مطلب احتساب النظام التعويضي بأثر رجعي ابتداء من الفاتح جانفي 2008 بين عمال التربية ونواب البرلمان والقضاة، الذي رفضه الوزير الأول بالنسبة للفئة الأولى التي لا تزيد حدود استفادتها عن معدل 14 مليون سنتيم لأستاذ ثانوي مصنف في الدرجة السادسة من التصنيف الجديد، بينما زكاه لصالح البقية، وتمكن البرلمانيون لوحدهم من استفادة كل واحد منهم من 330 مليون سنتيم، كما طالب بجعل عمال التربية في منأى تماما عن الصراع الذي تأجج مؤخرا على الملأ بين الوزير بن بوزيد والمدير العام للوظيفة العمومية "خرشي"، مؤكد أن عامل التربية لا يبحث سوى عن حقوقه و"خبزته" بشرف ولا دخل لنا بما يتعلق بإطارات الدولة. * أما نقابة "الإينباف"، فقد أكد مسؤولها الولائي بوهران على تسجيل نسبة مشاركة محتشمة في إضراب أمس بالمدارس تراوحت بين 10 و15 بالمائة، مبررا الأمر بتحكم الإدارة والمفتشين أكثر في الطور الابتدائي، في حين قدّرها بين 45 و50 بالمائة في الطور المتوسط، حيث كان الشلل مركزا داخل إكماليات آرزيو، مشيرا إلى التحاق بعض المتوسطات كما في بلدية بوتليليس متأخرة في احتجاجها خلال الفترة المسائية، ونفس العائق تعرض إليه الإضراب خاصة في الابتدائي على مستوى ولاية غليزان التي أحصت نسبة 68.77 بالمائة، وكانت في حدود 75 بالمائة في الطور المتوسط، حيث ندد المكتب الولائي للأينباف فيها ب "الضغوطات والتهديدات الإدارية وسياسة التخويف المنتهجة من بعض المديرين والمفتشين لكنها لم تؤثر كثيرا في حجم الاستجابة" حسب البيان الذي تلقته "الشروق" منه أمس. * * كريم وأصدقاؤه، ثانويون في وهران يتحدثون للشروق دون رقابة.. * "لا نفرق بين الكنابست والسنابست...السانديكا واعرين والمهم هو الباك"؟! * وجدناه في إحدى المكتبات بوسط المدينة، وتحديدا في شارع العربي بن مهيدي، النابض بالحياة في وهران "كريم.ع" شاب يدرس في القسم النهائي، أو السنة الثالثة ثانوي، يعيش مثل أقرانه هذه الأيام على وقع الإضرابات والدراسة المتقطعة وآمال التأهل للمونديال وكيفية التحرر من رقابة العائلة؟! * غمار البكالوريا بدأ في الإلحاح على كريم كهاجس منذ بداية السنة،...سألناه عن الإضراب والاحتجاجات المتكررة في الثانويات، والمؤسسات التربوية عموما، فرد علينا بلهجة شعبية بسيطة، "والله ماني عارف شانقولك...كثير من التلاميذ أصدقائي، يستبشرون بالتوقف عن الدراسة، من أجل التقليل من المواد المعروضة علينا في هذه السنة، وللاستراحة، حتى وإن كانت العطلة الصيفية قد انتهت منذ أيام قليلة فقط، لكنكم تعرفون..فالجميع هذه الأيام منشغل بالفريق الوطني وبكرة القدم وبمواجهة مصر يوم 14 نوفمبر، لذلك فهم يتمنون أن تتوقف الحياة وتبدأ مجددا بعد ذلك التاريخ". * كريم، ومن دون أن نسأله عاود الحديث: "في الحقيقة، أنا ضد الإضرابات التي ندفع فاتورتها في نهاية المطاف، جهدا مضاعفا، ذلك أن جميع الأوقات التي نحصل عليها حاليا كراحة اضطرارية، سنكون مضطرين فيما بعد لدفع فاتورتها من خلال الازدحام في البرامج". طلبة الثانويات في وهران كغيرهم من الطلبة في العديد من الولايات، أصبحوا مقتنعين، أنه لا دراسة دون إضرابات ولا احتجاجات، فهذه الأخيرة أصبحت لصيقة بيومياتهم، كما أن معظم الأساتذة ينتمون لنقابات مستقلة، وقليل منهم للنقابة الوطنية التابعة "للايجيتيا" التي رفضت الاحتجاج لمدة أسبوع..يقول كريم للشروق، "أنا لا أعرف التفرقة بين السنابست والكنابست أو نقابات أخرى...كثيرون من زملائي يجهلون الفرق بينها أيضا، نعلم فقط أن هنالك "سنديكا"، يتزعمها أساتذتنا الأكثر صرامة وصعوبة..مثل الفيزياء والفلسفة والرياضيات.. وأن هؤلاء الأساتذة وغيرهم غاضبون من الشهرية والمنح القليلة، ونتمنى أن تُسوى أمورهم فعلا حتى نتخلص من هذه الإضرابات التي تحولت إلى كابوس حقيقي كل سنة"؟! * يعتقد كريم وغيره من الثانويين الذين حاورتهم الشروق، أن الوزير بن بوزيد يمتلك خبرة واسعة في تسيير قطاعه، وأن المشاكل التي تحصل عليها قد تتكرر مع أي مسؤول آخر في الوزارة، لكنه يستطردون بالقول "هذا لا يعني أننا نوافق على جميع تلك القرارات التي يتخذونها في القطاع، مثل تغيير المناهج وزيادة ساعات الدراسة وتضخيم معاملات بعض المواد الصعبة، أو عدم التسامح مع نظام الإنقاذ في الباك"؟ !.. حينها لم نعرف إن كان كريم وأصحابه مع الوزير بن بوزيد أو ضده، مع النقابات أو ملّوا من إضراباتها؟! * سألنا كريم، المعروف بين أقرانه، بصاحب النظارتين، إن كان يدرك رفقة أصحابه أن الرهان الأساسي للدولة عليهم، كجيل جديد، وأن قطاع التربية لم يعد مصنعا للكوادر والإطارات، وإنما للبطالة والحراڤة... فرد: "لا أكذب عليكم، أحيانا أسمع واقرأ في الجرائد أنهم يريدون جعلنا في المدارس فئران تجارب لمناهج دراسية جديدة، لكننا لم نحس بأي تغيير، فقد بقينا ندرس أي شيء، المهم أن ننجح في نهاية المطاف، والأهم من هذا وذاك، رضا الوالدين الذين يتعبون لأجلنا... فدعوة الخير أهم من كل شيء..."؟ ! * * تلاميذ فرضوا الفوضى * إصابة أستاذ وتلميذة في رشق بالحجار بتبسة * شهدت نهار أمس بعض المؤسسات التربوية بولاية تبسة فوضى كبيرة بمناسبة الإضراب الوطني الذي أعلنته بعض نقابات القطاع، وقد نجم عن الفوضى التي تسبب فيها التلاميذ أنفسهم الذين رفضوا الدخول إلى الحجرات على وقع، »وان تو ثري فيفا للجيري/ لا قراية لا دروس حتى يزهونا لأولاد«.. وقد استغل بعض المنحرفين الوضع حيث رشقوا بعض المؤسسات بالحجارة وزجاجات الخمر مثل ما حصل بمتوسطة صوالحية محمد السعيد بمدينة تبسة، حيث أصيب أستاذ وتلميذة نتيجة الرشق، وهو ما دفع بالتلاميذ والأساتذة للفرار من المؤسسة خوفا على أرواحهم وسياراتهم والفوضى نفسها عرفتها بعض المؤسسات التربوية بذراع الإمام والزاوية... * وفي ردهم عن واقع الإضراب أكد ممثل الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أن نسبة الإضراب بلغت نهار أمس 85 بالمائة وقد سجلت أعلى النسب، خاصة بالتعليم المتوسط والثانوي وعلى العكس من ذلك فإن مصالح مديرية التربية لولاية تبسة أكدت بأن النسبة العامة لم تتجاوز 26 بالمائة وأن الدروس تسير بصورة عادية جدا. * وفي ردهم عن هذا الإضراب أكد الأستاذ رزايقية محفوظ من متوسطة رزايقية لحبيب من مدينة بئر العاتر أنه أضرب عن العمل رفقة زملائه وهو مقتنع بالمطالب التي تقدمت بها مختلف النقابات لما يتوافق مع أوضاعهم الاجتماعية، موضحا أن الأستاذ الآن وعلى الرغم مما يتقاضاه فهو يصنف مع الطبقة الفقيرة، الأستاذ رزايقية أكد أنه يعيش بقطاع التعليم منذ 25 سنة وله أسرة تتكون من 6 أفراد، 3 خريجي الجامعة وأن الظروف الاجتماعية هي التي دفعت به وبأمثاله إلى الدخول في الإضراب ولا علاقة لنا بتسييس المدرسة. * ومن جهته عبّر الأستاذ عشي عبد الحفيظ من متوسطة صوالحية محمد السعيد بمدينة تبسة عن عدم اقتناعه بالإضراب، مؤكدا بأنه مع المطالب، لكن ما حصل له في الإضرابات السابقة من خصم الأجور وعدم تدخل أي تنظيم نقابي للدفاع عنه جعلني كما قال أرفض الإضراب بدليل كما قال »لقد قدمت نهار أمس حصصا للتلاميذ بصفة عادية«. * * نسبة الإضراب تجاوزت 80 بالمائة * أولياء وتلاميذ يحتجون أمام مقر مديرية التربية بسوق اهراس * إحتج أمس تزامنا مع الإضراب الناجح للأساتذة عدد من أولياء تلاميذ ثانوية أحمد لولو بسوق أهراس للتعبير عن رفضهم توجيه أبنائهم لشعبة الرياضيات، حيث تحصل أبناؤهم على معدلات تقل عن 6 من 20 في نهاية السنة الأولى جذع مشترك. الأولياء الذين ساندهم أبناؤهم في الاحتجاج، كشفوا أنهم ضحايا سوء التوجيه، حيث رفضوا إجراء الفروض ومواصلة الدراسة بانتظام في شعبة الرياضيات ما لم يتم إعادة توجيههم وفق رغباتهم ومعدلاتهم، وقد علق التلاميذ على جدران مديرية التربية مطلبهم المتمثل في تطبيق التعليمية الوزارية رقم 105 المؤرخة في 27/05/2009 التي تنص على عدم توجيه التلاميذ إلى الشعبة المذكورة بمعدل أقل من 9 على 20، الأمر الذي اعتبره التلاميذ إجحافا في حقهم وتهديدا لمستقبلهم التعليمي، وكان الأولياء الذين استنفذوا كل الطرق والإجراءات القانونية منها الطعون، قد ظلوا محل تلاعب منذ الدخول المدرسي، ليقرروا شن احتجاج امام مقر مديرية التربية رفقة أبنائهم، على أن يتواصل إلى حين إعادة النظر في عملية التوجيه، معبرين عن قبولهم لأي حل ماعدا قبول شعبة الرياضيات، وتزامن هذا الاحتجاج مع شروع الأساتذة والمعلمين في إضراب لمدة أسبوع متجدد للمطالبة بجملة من الحقوق، حيث تفاوتت نسبة المشاركة في الإضراب من مؤسسة إلى أخرى بين 80 و90 بالمائة، وهي أعلى نسبة تسجلها الولاية في قطاع التعليم منذ عدة سنوات. * * شلل شبه تام في الهياكل التربوية بمناطق الجنوب * سجلت معظم الهياكل التربوية بمناطق الجنوب شللا شبه تام وغير مسبوق منذ إعلان النقابات الوطنية للتربية عن الشروع في العملية أمس، فيما شوهد مئات المتدرسين يجوبون الشوارع بداعي الإضراب الذي عرف مراحل قياسية في عاصمة الواحات ورڤلة، وكذا الواديوغرداية، بينما وصفت مديرية التربية بأدرار الإضراب بالفاشل إذ لم تتجاوز النسب المسجلة حسب تقاريرها الرسمية واحد بالمائة، وهو ما نعتته النقابات الداعية للإضراب باللأرقام مضللة وبالرجوع إلى توضيحات خلايا الإعلام التابعة للنقابات بالجهات الجنوبية، فإن الإضراب حقق أهدافه، حيث سجل نسبة 95 بالمائة في ورڤلة في الطور الثانوي 75 بالمائة في المتوسط و85 بالمائة في الطور الابتدائي، بينما وصلت نسبة الإضراب في ولاية الوادي 95 بالمائة، كما رصدت نسبة 85بالمائة بعاصمة وادي ميزاب غرداية و75 بالمائة بدائرة القرارة إحدى أكبر الدوائر التابعة لها، واستنادا إلى تقارير ميدانية قام بها مراسو »الشروق اليومي« بنفس المؤسسات، فإن الإضراب شل غالبية المرافق التربوية ونسبة كبيرة بمناطق جنوب البلاد، وقد لقي دعما من قبل بعض أولياء التلاميذ، سيما العائلات المعوّزة التي لم تتمكن من توفير المأزر المطلوبة من قبل الوزارة والمنح المدرسية التي لم تسلم لهم لحد الساعة بالرغم من مرور شهرين عن موعد الدخول المدرسي. * * استجابة واسعة للإضراب في العاصمة ومؤسسات تربوية أوصدت أبوابها في وجه التلاميذ * تفاوتت أمس نسبة الاستجابة للإضراب الذي دعت إليه ست نقابات في قطاع التربية بمختلف المؤسسات التربوية بالعاصمة ففي ما تمسك الأساتذة الدائمون بخيار الإضراب، درس الأساتذة المتعاقدون التلاميذ في مختلف الأطوار التعليمية، الأمر الذي أحدث فوضى في أوساط المتمدرسين الذين رفضوا التنقل إلى المدرسة طيلة أيام الإضراب من أجل مادة واحدة فقط. * تمسك أساتذة التعليم الابتدائي والإكمالي والثانوي بولاية الجزائر بخيار الإضراب وسط إجماع على تحقيق المطالب المرفوعة إلى وزارة التربية الوطنية والتجند لإنجاح أطول إضراب يعرفه القطاع منذ سنة 2003. بداية جولتنا كانت من بلدية سيدي امحمد أين غادر التلاميذ مؤسساتهم التربوية بمجرد رفض عدد من حراس المدارس فتح الباب في حدود الساعة الثامنة صباحا، بينما ظل أخرون يرابطون أمام مؤسساتهم التربوية إلى غاية العاشرة صباحا، لعل الأساتذة يتراجعون عن خيار الإضراب. * بالمقابل استقبلت إكمالية عيسات إيدير وثانوية الإدريسي بساحة أول ماي التلاميذ الذين يزاولون دراستهم عند أساتذة متعاقدين كون القانون لايسمح لهم بممارسة حق الإضراب. * هذا الوضع دفع عددا من التلاميذ الذين التقيناهم أمام مدخل ثانوية الإدريسي إلى التفكير في مقاطعة الدراسة إلى غاية نهاية الإضراب، وعدم التنقل للمدرسة من أجل دراسة مادة واحدة أو مادتين طيلة يوم كامل. أما في ثانوية ابن الهيثم التقنية الكائنة ببلدية محمد بلوزداد فعاشت نفس أجواء مقاطعة الدراسة من قبل الأساتذة، الأمر الذي استاء له عدد من الطلبة قائلين للشروق »بأن الإضراب مشروع من أجل تحسين الظروف الإجتماعية للمعلمين، لكن بالمقابل سيؤثر على تحصيلنا الدراسي، خصوصا يقول هؤلاء ونحن على أبواب إمتحانات الفصل الأول ومقبلين في أخر العام على اجتياز شهادة البكالوريا. * كما إضطر صباح أمس عدد من الأولياء التغيّب عن عملهم بعدما ظلوا لساعات ينتظرون أبناءهم أمام المؤسسات التربوية التي تعمدت إبقاء البعض منهم في فناء المدرسة إلى غاية منتصف النهار قبل أن تقرر فتح الباب لهم. * * السنابست تركز على المطالب الجوهرية "بعيدا عن صراع بن بوزيد مع خرشي" * الثانويات أكثر استجابة، ومديرون ومفتشون حاولوا تكسير الإضراب في مدارس بالغرب * وصف "محمد أوس" المنسق الجهوي للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني للغرب "سنابست" في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بثانوية "باستور" بوهران نسبة استجابة أساتذة الطور بالعالية والمرضية جدا، بما يتجاوز معدل 80 % على مستوى الجهة، كانت أقصاها في حدود المطلق بمستغانم، مثلما قدرت على سبيل المثال في 53 ثانوية تمثلها النقابة من مجموع 55 بولاية وهران ب 97.78 %، وفي غليزان 90.9 %، وحوالي 87 % في البيّض خلال الفترة الصباحية، موضحا أن فروق الممثلة للنسب غير المشارِكة صنعها بالأساس المحسوبون على نقابة "الإيجتيا". * وأرجع المنسق الجهوي للسنابست "الهبة القوية" للأساتذة وإنجاحهم الاحتجاج في مرحلته الأولى أمس مقارنة بما جرى في سنة 2003 إلى بلوغهم ذروة الانفجار ضد تردي أوضاعهم الاجتماعية وانهيار القدرة الشرائية، وأثار رفضهم المطلق الاستكانة أمام اللاعدالة في التعامل مع مطلب احتساب النظام التعويضي بأثر رجعي ابتداء من الفاتح جانفي 2008 بين عمال التربية ونواب البرلمان والقضاة، الذي رفضه الوزير الأول بالنسبة للفئة الأولى التي لا تزيد حدود استفادتها عن معدل 14 مليون سنتيم لأستاذ ثانوي مصنف في الدرجة السادسة من التصنيف الجديد، بينما زكاه لصالح البقية، وتمكن البرلمانيون لوحدهم من استفادة كل واحد منهم من 330 مليون سنتيم، كما طالب بجعل عمال التربية في منأى تماما عن الصراع الذي تأجج مؤخرا على الملأ بين الوزير بن بوزيد والمدير العام للوظيفة العمومية "خرشي"، مؤكد أن عامل التربية لا يبحث سوى عن حقوقه و"خبزته" بشرف ولا دخل لنا بما يتعلق بإطارات الدولة. * أما نقابة "الإينباف"، فقد أكد مسؤولها الولائي بوهران على تسجيل نسبة مشاركة محتشمة في إضراب أمس بالمدارس تراوحت بين 10 و15 بالمائة، مبررا الأمر بتحكم الإدارة والمفتشين أكثر في الطور الابتدائي، في حين قدّرها بين 45 و50 بالمائة في الطور المتوسط، حيث كان الشلل مركزا داخل إكماليات آرزيو، مشيرا إلى التحاق بعض المتوسطات كما في بلدية بوتليليس متأخرة في احتجاجها خلال الفترة المسائية، ونفس العائق تعرض إليه الإضراب خاصة في الابتدائي على مستوى ولاية غليزان التي أحصت نسبة 68.77 بالمائة، وكانت في حدود 75 بالمائة في الطور المتوسط، حيث ندد المكتب الولائي للأينباف فيها ب "الضغوطات والتهديدات الإدارية وسياسة التخويف المنتهجة من بعض المديرين والمفتشين لكنها لم تؤثر كثيرا في حجم الاستجابة" حسب البيان الذي تلقته "الشروق" منه أمس. * * وزارة التربية تعترف: * نسبة الإضراب بلغت 48.7 بالمائة في الثانوي و25.3 بالمائة في المتوسط ولم تتجاوز 13 بالمائة في الابتدائي * اعترفت وزارة التربية الوطنية بتسجيل نسبة إضراب في الطور الثانوي بلغت 48.7 بالمائة ونسبة 25.3 بالمائة في المتوسط و12.3 بالمائة في الابتدائي، وذلك وسط 50327 أستاذ عمل، أمس، من أصل 73864 أستاذ في الثانوي و107022 أستاذ عمل من أصل 135880 أستاذ في المتوسط، و138948 معلم لم يضرب من أصل 169032معلم في الابتدائي. * وكشفت مصالح الوزير أبو بكر بن بوزيد في بيان لها تلقت "الشروق" نسخة منه، ببلوغ الاضراب في الابتدائيات نسبة 40 في المائة في بعض الولايات، وحتى 80 بالمائة في بعض الولايات في المتوسط، فيما أكدت تسجيل قرابة 90 بالمائة في عدد من الولايات بالنسبة للطور للثانوي.