الخطاب السياسي عندنا ثابته الأساسي انعدام الشفافية في كل المراحل ومع كل من تعاقبوا على السلطة، ولو بدرجات متفاوتة.. إنه منطق الأحادية وهو منطق دولة السلطة!! في كل الدول هناك مساحات ظل وهناك أسرار، لكن حياتنا كلها أسرار ومناورات خفية وخطاب يحمل أكثر من تأويل وخطاب ظرفي موجه لإسكات هذه الفئة أو تلك في هذه المرحلة أو تلك، وخطاب وعود لم تتحقق وخطاب يقول الشيء ويمارس عكسه. والمشكلة أن نقد هذا الخطاب يتم بالطريقة نفسها، كما نفعل نحن في هذه السطور نلمح ولا نصرح مخافة أن تسلط السلطة غضبها، وكما يفعل السياسيون المعارضون شكليا أو ظرفيا أو سياسيا، إلا القليل الناذر منهم!! من الكلمات التي نجدها في حروف هذه الكلمة، خطأ، من الخطأ الاعتقاد أن هناك أكثر من خطاب داخل دواليب السلطة، ذلك ما أخطأ فيه حتى اليوم الكثير من المحللين للواقع السياسي في بلادنا أو ما ظلوا يمارسوه عمدا. فالأحادية في الواقع هي اتفاق على احتكار الخطاب بين مراكز قوى محددة سلفا وبمساحات محددة سلفا وحتى بنتائج محددة سلفا، في الانتخابات أو في توزيع المناصب أو في توزيع المنافع أو حتى في السكوت على الفساد! أما كلمة بخل فهي تدفعنا للقول إن البخل على الناس بالحرية والبخل على الناس بالرزق يقابله كرم حاتمي على الذين جعلوا البلاد "بازارا" يسوقون فيه المواد الفاسدة والأفكار الفاسدة، ويجنون من وراء ذلك المليارات من الدولارات طبعا ليس من عملة القرود!! إن ما لا يدخل خزينة الدولة من الأموال العامة وما ينهب منها وما يتم التلاعب به هو تمويل غير مباشر للإرهاب!! ونجد كلمة طخ، وهي تعني في عاميتنا صوت الرصاص، وصوت الرصاص عندنا ما زال مستمرا يسقط الأرواح، وذلك ما قد يؤدي إلى أن يكون بلدنا موضوعا لحملة دولية ضد الإرهاب بالمعاني التي تريدها الولاياتالمتحدة واللوبيهات المهيمنة فيها على المال والقرار، وذلك ما سينقص من سلطة سلطتنا ومن حرية قرارها.