الظلم منتشر انتشارا رهيبا في عالم اليوم، والظلم منتشر عبر تاريخ البشرية، ولم يتمكن الرسل والأنبياء من الإتيان عليه. عندنا، ألم تتحدث الكثير من التحليلات والكتابات وحتى الدراسات الجادة كثيرا محليا ودوليا، عن أن القضاء على التيارات المتطرفة وعلى الإرهاب الذي تلجأ إليه ينبغي أن يبدأ من تجفيف منابع هذا الإرهاب بسياسات اقتصادية واجتماعية على المستوى الوطني وعلى المستوى الدولي، تضمن مستوى من العدل وتضمن الحد من مظاهر الظلم؟ ما يريده الناس واضح: الأمن والعدل والحرية والكرامة، فهل السلطة مهيأة لذلك ؟! المشكلة هي في أي نوع من المخططات ينبغي وضعها؟ الكثير من الأصوات تعالت بعد فوات الأوان لتقول أولا إن "الحل الأمني غير كاف وحده"، ثم لتقول بعد ذلك بضرورة الرحمة، ثم أخيرا لتصل إلى الوئام، فالمصالحة. وقد ثبت وطنيا ودوليا أكثر من مرة أن السياسات التي قامت على القوة وعلى استخدام أدوات السلطة القمعية، بالسلاح أو من دون سلاح، تتسبب في مظالم أخرى، وفي كل الأحوال لا تحل مشكلة. كلمة ظلام، من الكلمات التي نجدها في حروف كلمة الظلم، والظلام يعني، فيما يعنيه، انعدام النور كما يعني انعدام الشفافية، والظلم وأدواته من البشر وسياساتهم، كثيرا ما كان يتم في الظلام، لكن التطور الذي عرفته وسائل الاتصال والإعلام خففت كثيرا من هذا الظلام، ولم يعد ممكنا للظلم أن يظل بعيدا عن الأضواء، وذلك حسنة من حسنات العولمة. لظى، مثل القول اكتوى بلظى الظلم، أو بلظى العشق، والكثير يقول إن الشعب الأمريكي اكتوى بلظى خياره السابق لبوش وجماعات المحافظين الجدد، ولكنه أثبت أنه يملك أدوات تصحيح خطأ ارتكبه، اسمه الديمقراطية. الكثير ينصح أوباما وإدارته بمراجعة سياسات أمريكا الداخلية والدولية، لاسيما في فلسطين والعراق والتوقف عن دعم إسرائيل وما تذيقه للشعب الفلسطيني من مظالم يندى لها جبين البشرية، ثم التخلي عن كل السياسات الاقتصادية التي اكتوت شعوب كثيرة بلظاها !! الموت والقتل والجريمة، لم تحل هي الأخرى أي مشكلة، وهي تتغذى من الظلم. ليُقتل الظلم، وليقم تحالف دولي ضد الظلم في جميع صوره، عندها سينتحر التطرف !!