إذا قيل إنه لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة إنما مصالح دائمة، فيمكن أن نضيف اليوم، لا مفاهيم ثابتة ولا مبادئ ثابتة..!! الولاياتالمتحدة في عهد كلينتون (دام من 1992 إلى 2000، وفي هذه الفترة تولى السلطة في الجزائر خمسة رؤساء دولة وثمانية رؤساء حكومة ومئات الوزراء وقد نسينا أسماء أغلبهم!) كانت تقول لهؤلاء، على السلطة في الجزائر أن توسع قاعدتها الاجتماعية، وكانت تعتبر ذلك منطلقا لمعالجة الظاهرة الإرهابية. اليوم ماذا لو طُلب من السلطة الأمريكية أن تعتمد النصيحة نفسها وتعمل على توسيع قاعدتها الاجتماعية، باعتبارها سلطة مركزية للعالم، وتوسع بذلك من قاعدة الراضين على سياساتها في العالم المسلم وفي العالم الثالث ككل، وأن تجعل ذلك منطلقا لمعالجة الظاهرة الإرهابية، وليس الحل العسكري ولا طائرات (بي 52) ولا القنابل الضخمة التي تخترق الجبال وصخورها وكهوفها.. إلخ، التي لا تمكنها في كل الأحوال من اختراق قلوب الناس في العالم الآخر الذي لا يحب سياساتها الظالمة؟!! لص، الشركات الأمريكية الكبرى وبنوكها كثيرا ما كانت لصا دوليا تحميه القوة، ينهب ثروات الشعوب الضعيفة، طبعا بتواطؤ أنظمة ديكتاتورية أو على الأقل غير ديمقراطية، قامت بالانقلابات والاغتيالات التي خططت لها مصالح أمريكية أو غربية، وسهلت لها، بمبرر حماية المصالح، الثراء الشخصي والتعامل في ألوان من الفساد، وسكتت حتى على قمعها الوحشي لمعارضيها، والأمثلة كثيرة ومعروفة، بل هي موثقة اليوم في كتب..!! مصلح، لو كانت نية الرئيس الأمريكي الجديد الإصلاح فينبغي أن يبدأ بتشكيل تحالف دولي ضد الرشوة والفساد المالي وتبييض الأموال، لتعيد هذه الأموال للبلدان التي هربت منها، ولو كانت نيته الإصلاح فينبغي أن يشكل تحالفا عالميا لمحاربة تجار المخدرات وتجار السلاح، ولو كانت نيته سليمة فينبغي أن يرغم المجتمع الدولي، كما تفعل الإدارات الأمريكية دائما، على عدم التعامل مع الشركات التي تنشر الفساد من أجل خدمة مصالحها.. حاصل، الحاصل هو غطرسة وتباهي بالقوة واستعراضها، وهي برأي برتراند راسل حماقات طفل صغير، والحاصل أيضا أن الاقتصاد الرأسمالي من دون هذا الفساد سينهار ومن دون هذه الأنظمة غير الديمقراطية سيفقد هيمنته.. إذا على واشنطن توسيع قاعدتها الاجتماعية !!