يعود ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء المسجلة خلال الأشهر القليلة الماضية بأهم أسواق العاصمة إلى"مجرد مضاربة" وليس إلى انخفاض الإنتاج، حسب مهنيي القطاع. وقال مدير الإنتاج الحيواني بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية "ليس هناك أي انخفاض في الإنتاج هذه السنة بالنظر إلى الإجراءات التي اتخذتها الدولة من أجل تطوير هذا الفرع والمتمثلة خاصة في استيراد 300 ألف طن من الشعير وفي حماية الأراضي ووفرة الأمطار التي ساعدت على وفرة الكلأ". في هذا الصدد صرح هذا المسؤول لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الارتفاع الشديد لأسعار اللحوم "جاء بسبب الوسطاء الذين انضموا إلى السلسلة منتهزين مثل هذه الفرص لمضاعفة أرباحهم" ، كما أن خسارة المواشي المسجلة مؤخرا جراء الفيضانات التي اجتاحت غرداية وبشار قد وصفت ب " بالطفيفة" من طرف هذا المسؤول. واستنادا إلى إحصائيات وزارة الفلاحة فإن عدد الأغنام على المستوى الوطني لسنة 2008 قد تجاوز 20 مليون رأس منها 10.9 من النعاج أي بتسجيل ارتفاع طفيف مقارنة بسنة 2006 ( 19.2 مليون). وللإشارة فإن ولاية الجلفة المعروفة بالسلالة الشهيرة " أولاد جلال" تحتوي على أكبر عدد من المواشي أي حوالي 2.5 مليون رأس من الأغنام، متبوعة بالمسيلة ب 1.460مليون، والأغواط ب 1.425 مليون رأس، والبيض ب 1.3مليون رأس، وتيارت ب 1.260مليون رأس. في هذا السياق لاحظ بائعو الجملة وكبار الجزارين أن " الموالين يترددون في بيع مواشيهم في هذه الفترة من السنة مفضلين الاحتفاظ بها لعيد الأضحى وبالتالي لمضاعفة أرباحهم". وحسب قولهم فإن المضاربات تبدو ناجحة، حيث أدت إلى تسجيل بعض النقص في اللحوم الحمراء على مستوى أسواق الجملة. وللإشارة فإن الأمطار المبكرة التي تعني وفرة العلف للمواشي قد عملت أيضا على ارتفاع أسعار الكباش عند اقتراب عيد الأضحى. في هذا الصدد صرح أحد الباعة الذي يعمل على مستوى المحور الرابط بين الجزائروالجلفة لتزويد الأسواق خلال هذه الفترة من السنة قائلا " الكلأ متوفر بكل مكان مما يدفع بالمربين إلى الاحتفاظ بأغنامهم في حالة وقوع كساد مثلما حدث في السنة الماضية، حيث كان الشغل الشاغل للمربين بيع مواشيهم بدل تغذيتهم".