قوم كانوا خير أمة أخرجت للناس، لكن دولهم هَزمت شعوبها، وهُزمت من قبل أعدائها !! فجعلت هؤلاء القوم خير أمة مهانة وعاجزة بين الناس. الكثير يلوم الإدارة الأمريكية ويلوم دول الغرب كلها على عدم الوقوف موقفا عادلا من القضية الفلسطينية وعلى الانحياز الكامل والسافر لإسرائيل، وعلى .. وعلى.. !! كلام تردد ويتردد كل يوم، كل ساعة وكل دقيقة، حتى من قبل بعض المسؤولين العرب (!!)، فضلا عن الإعلاميين والمثقفين وعن رجل الشارع. الأنظمة والشعوب العربية، ونحن جزء لا يتجزأ منها، عاجزة عجزا بائنا بينونة كبرى، الأولى عاجزة عن فعل أي شيء، إلا عن قمع شعوبها، والثانية عاجزة عن إنهاء حال هذه الأنظمة وعاجزة عن تغيير واقعها. في حروف هذه الكلمة كلمات أخرى تمكن من الإحاطة ببعض جوانب الموضوع، منها مثلا: كلمة عار، وهي كلمتان، الأولى بالضم والثانية بالكسر، ففي الأولى، أي عارٌ، هناك إجماع، تخرج عنه الأنظمة، وهو أن الأمة العربية تعيش العار الذي ما بعده عار. والواقع أنه ليس معاناة الشعب الفلسطيني هي السبب الوحيد الذي أنزل هذا العار بالأمة، فالحرمان من كثير من شروط الحياة الكريمة، سواء منها الحرية وتغييب المواطنين واغتصاب حقوقهم في التعبير وفي اختيار ممثليهم، أو التلاعب بالمقدرات الاقتصادية للكثير من الشعوب العربية، وغيرها كثير !! أما عارٍ، فهي تعكس حال الأنظمة العربية اليوم، فهي عارية أمام شعوبها وأمام كل أمم المعمورة، وقد أسقطت إسرائيل، وما تفعله يوميا بالفلسطينيين في غزة وفي الضفة وفي القدس وفي بيت لحم، ما بقي عليها من أوراق التوت، ومع كل هذا لا يحدث أي شيء، تعقد الاجتماعات تلو الاجتماعات وتصدر البيانات تلو البيانات، وإسرائيل تواصل جرائمها، لأنها تعرف حقيقة العجز العربي وأدركت أنه "ما لجرح بميت إيلام"!! لذلك على الشعب الفلسطيني أن لا يمني النفس كثيرا وعليه أن يعتمد على نفسه ويدرك أنه هو الذي يقدم الخدمات الجليلة للحكومات والأنظمة العربية، بل إنه يقدم خدمات جليلة للشعوب العربية، لسبب بسيط هو أنه يخفف من العار الذي حل بها ويزيد من تعرية هذا الواقع المرير علّ ذلك يبعث شيئا من الحياء قد يكون منقذا للدول من أنظمتها وللشعوب من هوانها وقهرها..!!