البترول ثروة باطنية لا جهد للإنسان في إيجاده مثله مثل الماء والهواء، والإنسان يضيف للبترول قيمة باستخراجه وتكريره وتصنيعه واستخلاص منافع كثيرة منه. والبترول مثل أي ثروة أخرى يمكن أن يستخدم في الخير وفي الشر ويمكن أن يكون ثروة تمول القمع والأنظمة الفاسدة والديكتاتورية ويمكن أن يكون أداة للرفاهية والعدل والاستقرار والديمقراطية. لكن البترول كان سببا في صراعات ونزاعات بين أفراد وبين شركات وبين دول وأمم، وهو موجود اليوم أيضا في خلفية الأزمة التي يعيشها العالم الرأسمالي بالخصوص. وتسمح لنا كلمة لتر الموجودة في حروف هذه الكلمة من القول إن انخفاض سعر برميل النفط يحمل أنباء سيئة جدا.. لماذا؟ لسبب منطقي وهو إذا كان الأنظمة لم تتمكن من حل مشاكل بلدانها وشعوبها بسعر برميل نفك بمائة أو حتى مائة وعشرين أو مائة وخمسين فكيف يمكن توقع أنها سوف تنجح والنفط فقد ثلثي قيمته وقدرته الشرائية؟ وتجعلنا كلمة البتر نتذكر أنه حتى تتمكن أمريكا من تحقيق أغراضها وأغراض بعض شركاتها (والرئيس بوش قادم من عالم النفط كما نعلم) فهي عملت على بتر كل ما يعيقها عن تحقيق هذه الأغراض. في العراق وفي أفغانستان. ولهذا يتساءل البعض: هل الأزمة الحالية ليست فصلا من فصول الأغراض الأمريكية؟! وتذكرنا كلمة رتب أن على الحكومة وعلى الحكم كله أن يعيد ترتيب شؤون البلاد، وأن يخرج بسرعة من لغة: الأزمة ما زالت بعيدة!! أما كلمة لب فهي تذكرنا أن لب المشكلة ليس البترول ولا سعر البرميل، إنه في النظام الرأسمالي وفي أنظمتنا العاجزة في الحر وفي القر والرخاء وفي السغب. في كل هذا نتذكر أن لب مشكلة مجتمعاتنا لم يجد له حلا!!