وقال الدكتور بوبكر في تصريح لوأج أن "تدنيس 500 قبر في ليلة واحدة يظهر كل الحقد والضغينة والاستفزاز إزاء الجالية المسلمة بفرنسا عشية الاحتفال بعيد الأضحى". وأضاف عميد مسجد باريس أن "هناك روح عدائية للإسلام بفرنسا" داعيا السلطات العمومية إلى ضرورة محاربة هذه الظاهرة ذات الأبعاد العنصرية و المعادية للأجانب و حماية هؤلاء (المسلمين) الذين حاربوا إلى جانب الجنود الفرنسيين خلال الحرب العالمية الأولى. وتعد هذه العملية الثالثة من نوعها بنفس المقبرة حيث أحدثت العديد من ردود الأفعال سيما من قبل الجمعيات المناهضة للعنصرية فقد اعتبرت الحركة المناهضة للعنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب أن "اختيار عيد الأضحى دليل على استفزاز مزدوج لأروح الذين ماتوا و أقربائهم و للجمهورية التي أذلت من خلال تدنيس قبور هؤلاء الجنود الذين قدموا حياتهم فداء لفرنسا" . من جهتها أعربت مجموعة "المساواة أولا" عن استيائها لهذا التدنيس الجديد و اعتبرت أنه "فضلا عن الذعر و السخط اللذين يثيرهما هذا السلوك فإننا نبقى مندهشين إزاء اللاعقاب الذي يستفيد منه الفاعلون". وذكرت المجموعة في بيان لها أن هده "ثالث مرة تدنس فيها ذاكرة هؤلاء المقاتلين الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مسلمون ماتوا من أجل فرنسا " و اعتبرت أنه آن الأوان للاعتراف بان معاداة الإسلام تشكل هي الأخرى شكلا من أشكال العنصرية و إدانتها" كما أبرزت ضرورة "العمل بحزم و قوة من أجل مكافحة هذا السلوك". وقد دنست القبور ال500 ليلة الأحد إلى الاثنين بوضع كتابات عنصرية ورسوم للصليب المعقوف و هي ثالث مرة في غضون سنتين حيث تم تدنيس المقبرة العسكرية مرتين منذ سنة 2007 في المرة الأولى ليلة الخامس إلى السادس افريل 2008 حيث كتبت على 148 قبر عبارات مسيئة للإسلام و ثانيهما ليلة 18 إلى 19 افريل 2007 عندما دنس 52 قبرا. و سرعان ما أدان العديد من المسؤولين السياسيين الفرنسيين هذا التدنيس الذي اعتبره الرئيس نيكولا ساركوزي " عنصرية مقرفة" ورأت فيه الأمينة الأولى للحزب الاشتراكي مارتين اوبري "مساسا بجميع الفرنسيين".