طرح الدكتور نواد مقران، عضو المجمع الفلاحي "إينوف" إشكالية ترقية الإستثمار الفلاحي والمحاصيل الزراعية بالجزائر بالنظر إلى الإمكانات المسخرة طبيعيا واقتصاديا للإرتقاء بالقطاع الفلاحي إلى التوجهات العصرية وفق تكنولوجيات الصناعة التحويلية التي يفتقر إليها البلد، لتحقيق الإكتفاء الذاتي، لما في ذلك من حلول راهنة تسد ثغرات الأزمة المالية على المدى المتوسط محليا. وأوضح الدكتور أن الجزائر ومن خلال انتهاجها سياسة المحاصيل الموسمية وتكثيف عمليات الزرع خلال السنة وذلك عبر تكنولوجيات المعهد الوطني الفلاحي "سوقراد" بولاية سطيف، قد حققت مؤخرا قفزة نوعية في تنويع الإنتاج وتعدد العمليات فيما يخص البذر، ما مكنها من تلبية الإستهلاك المؤقت للموارد الزراعية وطنيا، لاسيما في مادة البطاطا، حيث تعد ولاية عين الدفلى الأولى وطنيا من حيث استغلال الإستثمار في الميدان بما يزيد عن 235 ألف هكتار حسب مدير الغرفة الفلاحية للولاية، جيلالي حاج، الذي أكد أن الولاية توفر كل التسهيلات المخصصة لدعم الإنتاج الفلاحي، كما تحاول أن تلبي الكميات اللازمة فيما يخص الأسمدة الآزوتية للرفع من نسبة المردودية الإنتاجية التي بدأت تظهر نتائجها وطنيا، ذلك ما أكد عليه الدكتور نواد خلال تصريحه "للفجر" حول تطلعات الجزائر في المدى المتوسط لتحديث الصناعات التحويلية بعد اتباعها لاستراتيجية "تحقيق الاكتفاء الذاتي محليا إنتاجا وصناعة" حيث ستشرع الدولة في إدراج مشاريع التحويل الصناعي للمحاصيل والإنتاج الفلاحي ضمن أولويات آفاق المدى المتوسط لإعطاء البديل الإستثماري وتنويع الدخل العام الوطني خارج المحروقات، أما فيما يتعلق بالأسمدة الآزوتية التي تبقى المشكل العويص لدى منتجي البطاطا والمحاصيل الزراعية بالجزائر حسبما صرحوا به ل"الفجر" فقد أجاب الدكتور بأن المشكل متعلق بالجانب الأمني نظرا لخطورة نقل الأسمدة بلا مرافقة أمنية عبر شبكة الطرقات خصوصا وأن بعد الموانئ عن المزارع الوطنية وأصحاب الأراضي الفلاحية الكبرى حال دون وصول الكميات اللازمة للمنتجين والفلاحين، بيد أن ولاية عين الدفلى، وعبر رئيس الغرفة الفلاحية أكد أن توفير المادة يمر بالمرافقة الأمنية والولاية تجسد كل وعودها للفلاحين، ذلك ما لمسناه لدى صاحب أكبر إنتاج وطني في مادة البطاطا، الذي ارتاح لتسهيلات ولاية عين الدفلى فلاحيا لتوفير الإنتاج ورفع المردودية محليا ووطنيا، ومساهمة السلطات الولائية في دعم مسار التنويع الإستثماري فلاحيا. هذا ودعا الدكتور نواد إلى الإستمرار في الزراعة لمرتين في الموسم في انتظار تحقيق طموحات مجمع "إينوف" للزراعة ثلاث مرات في السنة لتكثيف النشاط الفلاحي وزيادة الإنتاج الفلاحي وطنيا، ما يساهم في تحقيق الإكتفاء الذاتي ويدعم الصناعة التحويلية مستقبلا "قصد بلوغ التنمية المستدامة" الشعار المطروح على مستوى البحر المتوسط لمسايرة تغيرات العالم الإقتصادية.