تتوفر المحلات التجارية ببلادنا على أشكال وألوان متعددة للألعاب، لدرجة أن أغلب التجار غيروا من طبيعة نشاطهم حيث أصبحت محلاتهم متخصصة ببيع لعب الأطفال التي تجدها مصنوعة من البلاستيك تتحرك وترقص وتلعب، وحتى فيها من يجسد أبطال الرسوم المتحركة، الأمر الذي جعل الأطفال ينجذبون إليها. يرى بعض الملاحظين أنه بالرغم من أن بعض اللعب تفوق في أحجامها الأطفال أنفسهم لكن يبقى الطلب عليها قويا، بل ويتنافسون على اقتنائها وكأنها أمر ضروري بالنسبة لهم تساعد في ترشيد سلوك الطفل إذا تحصل عليها، والعكس صحيح، لأن اللعبة أصبحت أمرا واقعا وهاما للطفل تجد العديد من العائلات تحرص على توفيرها لهم. وتؤكد أخصائية نفسانية على أهمية اللعبة لدورها الهام في تنمية القدرات العقلية للطفل، لكن بالمقابل لها آثار سلبية خصوصا إذا تعلق بها الطفل لدرجة أنه لا يسعه الاستغناء عنها، و هنا قد تلحق به أضرار نفسية تؤذيه مستقبلا . وحسب أستاذ في علم النفس بجامعة عنابة، فإن الدراسات العلمية والنفسية تؤكد أن أهمية اللعب في الحياة النفسية للأطفال لما لها من دور فعال في تنمية قدراته العقلية والبدنية، فحسبهم اللعبة تشكل العالم الخاص بالطفل الذي يلجأ إليه للضرورة لإفراغ شحناته العاطفية، ويحرك الجانب العقلاني له، كما ينمي لديه معنى الصداقة والارتباط والتلاحم. واختيار أنواع اللعب تختلف بين الفئتين الإناث والذكور، حيث بالنسبة للأولى فإنهن يفضلن الدمية حيث تتحول لديهن إلى رفيقة ترعاها وتعاملها كشخص طبيعي، أما عند الطفل الذكر فيجعل من اللعبة صديقا له. وفي هذا الشأن يؤكد الأطباء أن التفاعل مع اللعبة يجعل الأطفال لهم نفس إبداعي وفضاء واسع للتفكير، فالطفل يتعلم تركيب الأشكال وهنا يقوم بعملية التركيز لاختيار القطع والأشكال المناسبة. وعليه فالعملية تتطلب جهدا فكريا عضليا في آن واحد تحرك فيها المخيلة والإبداع، هو مؤشر إيجابي للنمو العقلي الفكري والذهني لدى الطفل. كما أن هناك العديد من اللعب تساعد الأطفال على الاندماج مع الوسط المدرسي، وهي كذلك تخلق في نفسيتهم القدرة على التعايش وسط الجماعة. أما الجانب السلبي فيتمثل في إلحاق الأذى بهم على المستوى النفسي والجسدي.. ولهذا أكد بعض الأساتذة في علم النفس أنه على الآباء اختيار اللعبة من حيث نوعها وحجمها مما يتماشى وعمر الطفل ، خاصة تلك المصنوعة من الحديد والبلاستيك، فهذه المواد تؤثر على صحة الطفل مثل المفرقعات قد تفقع عين فلذات أكبادنا كما تساهم في انتشار بعض الأمراض المعدية بين أطفال الروضة والمدارس، بالإضافة إلى الالتهابات والأمراض المزمنة. وعليه يبقى على الآباء أن يحرصوا على ضرورة تقديم الألعاب التربوية لأبنائهم خاصة المتفوقين في دراستهم، كما يجب على مديرية التجارة مراقبة المحلات التجارية لأنها تروج بعض الألعاب النارية التي قد تلحق أضرارا بالأطفال، كما أنها تغرس فيهم العنف..