الفيلم من إخراج المغربي عزيز السالمي وبطولة الفنانة الفرنسيّة من أصل جزائري "حياة بلحلوفي"، التي جسّدت دور"البتول"، فتاة محافظة وملتزمة دينيا، إلا أن لقاءها برجل ثم وقوعها في غرامه، يدفعها، دون أدنى تردد إقامة علاقة غير شرعيّة معه. وفي البيت تظهر البتول، وهي ترتدي الحجاب، وتصلي، وتقرأ القرآن.. لكن بمجرد لقائها بصديقها الذي يفاجأ بالحجاب الذي تضعه فوق رأسها، معبرا عن امتعاضه وسخريته، لا تتورع في الارتماء بين أحضانه، في أي مكان، دون أي شعور بتأنيب الضمير، مادام ما تقوم به تعبيرا عن الحب، وليس "حراما"، كما يأتي على لسانها في حوار مع صديقتها. كما يرصد الفيلم، بجانب "البتول"، شخصيات نسائية أخرى يرتدين الحجاب ليس عن قناعة دينية بالضرورة، بل بحثا عن رجل، لأن أغلب الرجال يشترطون امرأة محجبة ليس عن قناعة دينية بل لأن المحجبة أكثر قابلية للخضوع من غيرها، حسب تصور المخرج. وأثارت قصة الفيلم غضب الإسلاميين في المغرب، حيث اعتبر برلمانيون إسلاميون أن المخرج "يقصد الإساءة إلى الحجاب وإلى الرمز الإسلامي والمتمسكين بالإسلام، وأن الهدف منه تشويه صورة "الحجاب"، والإيحاء بأنه مجرد مظاهر شكلية فقط، وليس دليلا على التدين"، متعهّدين بمنع عرض الفيلم بشتى "الطرق" في المغرب. في المقابل دافع بعض النقاد عن الفيلم، واعتبروا أنه ينقل واقعا معاشا، ورأى النقاد أن أحداث الفيلم تنقل مفارقات موجودة بالفعل في المجتمع المغربي، ولم يقصد مخرج الفيلم الإساءة إلى المرأة المحجبة، معتبرين أن جراءة الفيلم هي السبب وراء الجدل المثار حوله..