كشف وزير الخارجية، مراد مدلسي، عن تفاصيل ما حدث قبل الجلسة الختامية لقمة الكويت الأخيرة من خلافات حول إبقاء مبادرة السلام العربية بدلا من تجميدها في المرحلة الراهنة• وقال إنه تم الاستناد إلى ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بأن مبادرة السلام لن تبقى مطروحة إلى الأبد لحل إشكالية الدعوة لتجميد المبادرة• وأكد أن هذا الموقف ساهم في إنهاء الخلافات حول بيان غزة، وعدم ضياع الجهد الذي بذل في المصالحة العربية الشاملة في الكويت• وتحدث مدلسي، في حديث خاص لجريدة "الشرق الأوسط" الخميس، عن ملابسات اجتماع الدوحة• وأوضح أن الضيوف الذين شاركوا فيه لم يحضروا سوى الجلسة الافتتاحية ولم يشاركوا في الجلسة المغلقة، وهو ما يحدث في القمم العربية العادية• وشدد مدلسي على أهمية بذل الجهد للبناء على ما تم في قمة الكويت في المجالات السياسية والاقتصادية، وكذلك الاهتمام بأوضاع غزة من حيث استمرار الدعم والإعمار• واعتبر أن هذه القمة جد مهمة بالنظر الى نتائجها وأهدافها والانسجام بين الأهداف والنتائج، سواء كانت سياسية أو تنموية• وخاصة الخروج بمصالحة شاملة عربية عربية سوف تؤثر بالإيجاب على الوطن العربي كله، بما في ذلك الساحة الفلسطينية• كما أن الجزائر مثل الدول العربية الأخرى ستعمل جاهدة حتى تعطي مضمونا ملموسا للتكامل الاقتصادي والاجتماعي والإنساني في الفضاءات العربية، ومن أولويات التنمية العربية إعادة إعمار غزة• وعن الخلاف الذي حصل، أوضح مراد مدلسي أن قرار قمة الكويت لم يأخذ بعين الاعتبار بيان الدوحة الذي لم يختلف تماما عن البيان الذي صدر في الكويت، باستثناء قضية المبادرة العربية• وقال "في هذا الشأن، نحن اتفقنا على أساس ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بأن المبادرة العربية لن تبقى مطروحة إلى الأبد، وبالتالي اتفقنا على الإبقاء على لمّ الشمل العربي والتفاهم حول كل ما يعكر الصفو، وأنه من غير الممكن الاستمرار في حال الخلافات العربية العربية وكذلك الخلافات الفلسطينية الفلسطينية"• ورافع وزير الخارجية لصالح التقاء القادة والمسؤولين العرب بغض النظر عن العدد أو حجم المبادرة، وأضاف قائلا "نحن أطلقنا على قمة الدوحة اسم اجتماع الدوحة وليس قمة الدوحة، ونرى أنه من حق خمسة أو ستة من الرؤساء عقد اجتماع في وقت الأزمات، فعلى سبيل المثال سبق أن التقى الرئيسين حسني مبارك والعقيد القذافي والرئيس بوتفليقة في طرابلس، وقالوا عليها قمة طرابلس• ثم إن معظم ما اتفق عليه في الدوحة أقر في قمة الكويت، باستثناء موضوع المبادرة العربية وقطع العلاقات• في النهاية لا نرى خلافا كبيرا في مواقف الدول العربية"•