أكد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي، أول أمس، بالقاهرة تحسن الأجواء العربية بصفة واضحة منذ قمة الكويت، داعيا إلى تجسيد هذا التحسن بصفة ملموسة في المواقف المتعلقة بالقضايا الهامة المطروحة على الساحة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وأوضح السيد مدلسي في تصريح للصحافة في ختام أشغال الدورة العادية ال131 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، أن الاجتماع تمحور حول ثلاث مسائل رئيسية تتعلق بمجلس السلم والامن العربي، ومبادرة السلام العربية والقضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن النقاش الذي دار حول مجلس السلم والامن العربي تركز بالأساس، على بحث الإمكانيات الكفيلة بتدعيمه وإعادة النظر في تشكيلته وتحديد مهامه إلى جانب دراسة الإمكانيات التي يجب تجنيدها لتأمين الفضاء العربي من الأخطار المختلفة. وذكر السيد مدلسي انه تم خلال اللقاء الاتفاق على مواصلة النقاش خلال الأشهر الثلاثة القادمة للخروج بتوصيات ترفع إلى مجلس الوزراء العرب، وتخص التعديلات الواجب إدخالها على هذا المجلس وأهدافه وإمكانياته، على أن تعرض بعد ذلك على أقرب قمة عربية. وبخصوص مبادرة السلام العربية، قال الوزير "نحن نعتز بهذه المبادرة، لكن رؤية الآخرين لها لم تكن كافية، بل سيئة أحيانا، مما تطلب تقييم مضمون هذه المبادرة والنظر في كيفية تفعيلها بصفة أوسع حتى يتقبلها الآخرون، وتصبح قاسما مشتركا ما بين الأطراف" . وذكر في سياق متصل بأن قمة الدوحة التي سبقت انعقاد قمة الكويت الاقتصادية، سمحت للكثير من القادة العرب بفتح الحوار حول هذه المبادرة ليستمر النقاش بشأنها في الكويت، حيث تم الخروج بخلاصة حول المبادرة، ومنها ما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين أن هذه الأخيرة "ليست مطروحة إلى الأبد على الطاولة ويتعين تفعيلها أو التراجع عنها إذا اقتضى الأمر" . وأشار السيد مدلسي إلى أن هذا الموقف أحدث ردود فعل ايجابية من طرف دول لها وزن بالنسبة لقضية الشرق الأوسط خاصة الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، التي أصبحت تعتبر المبادرة مرجعا أساسيا لحل نهائي وشامل لمشكل الشرق الأوسط". وبعد أن وصف هذا التحول بأنه "إيجابي لكن غير كاف"، أوضح الوزير أن هذا التحول دفع وزراء الخارجية العرب، إلى مواصلة النقاش بهذا الشأن لغاية نهاية الشهر الحالي، موعد انعقاد القمة العربية بالدوحة، "حيث سيتم تخصيص يوم كامل، لتحضير موقف عربي موحد من قضية الشرق الأوسط ومبادرة السلام وتفعيل هذه المبادرة لعرضها على القادة العرب" . وحول مشاركة السيدة فريرو في الجلسة الافتتاحية للمجلس الوزاري العربي، أوضح السيد مدلسي أن حضورها كان بغرض توقيع مذكرة تفاهم بين الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية، مضيفا بأن المسؤولة الأوروبية اغتنمت الفرصة للتحدث إلى وزراء الخارجية العرب، وعبرت لهم عن تفاؤلها بمستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والبلدان العربية.