كشفت خريطة للسجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية نشرتها صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن وجود مراكز للتعذيب تابعة لها في عدة دول عربية، أهمها المغرب، مصر، السعودية، اليمن، قطر، العراق والأردن وحتى سوريا المعروفة بسياستها الممانعة والمعارضة للاستراتيجيات الأمريكية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى دول أخرى هي أوزباكستان وباكستان وأفغانستان ورومانيا وبولونيا• أوردت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية عمدت وفي سرية تامة وبواسطة خدمات قدمها أصدقاؤها فيما يسمى ب "الحرب على الإرهاب" إلى خلق شبكة عالمية للاحتجاز مترابطة مع بعضها في كل من مصر وباكستان والأردن وأوزباكستان وشمال إفريقيا تهدف إلى تحويل "الإرهابيين" خارج الولاياتالمتحدة، وهذا للتحرر من القيود القانونية التي يفرضها القانون الأمريكي• وتحدثت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن معتقلات سرية تابعة لمركز الاستخبارات الأمريكية تم ترحيل سجناء من غوانتانامو إليها ويتعلق الأمر بكل من الرباط ومصر والأردن والمغرب• ومن بين السجناء في غوانتانامو، حسبما نقلته الصحيفة محمد الحبشي وهو بريطاني من أصل إثيوبي مر عبر السجون السرية لوكالة الاستخبارات الأمريكية، وكان ألقي عليه القبض في كراتشي سنة 2002، وتعرض للتعذيب في سجون مغربية ثم أيضا عذب في سجن بالعاصمة الأفغانية كابول يسمى سجن الظلام• وكذلك الأمر بالنسبة لأسامة نصر، المعروف باسم "أبو عمار" وهو مصري ينتمي "للحركة التمردية من الجماعة الإسلامية" اختطفته وكالة الاستخبارات المركزية سنة 2003 بأحد شوارع ميلانو بالتواطؤ مع السلطات الايطالية وتم بعدها نقله إلى القاهرة حيث بدأت محنته، حسب "لوفيغارو" وتم تعذيبه بنقله من غرفة بدرجات حرارة عالية جدا إلى غرفة باردة وتم تعليقه من القدمين• أما بالنسبة لخالد المصري وهو ألماني من أصل لبناني، فتم اعتقاله خطأ في مقدونيا عام 2004 وتعرض للتعذيب مدة خمسة أشهر في أفغانستان قبل العثور على الشخص الحقيقي المدان، حيث تم الخلط بين اسميهما• وقد حدث مثل هذا الأمر، حسبما تؤكده الصحيفة، للآلاف من "الإرهابيين" الذين تم توقيفهم• وقد أمر الرئيس الأمريكي الجديد، باراك أوباما، بغلق معتقل غوانتانامو ومرفقاته ومراكز الاعتقال التي تسيطر عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في الخارج وطالب بوضع حد لاستخدام التعذيب من قبل أجهزة المخابرات، مشددا على احترام قوانين الجيش التي تحظر استخدام العنف أثناء استجواب السجناء في خطوة "تعبر عن تغير في التوجهات الأمريكية الذي تبناه الرئيس السابق جورج بوش" وقد لاقت هذه الخطوة ترحيبا أوروبيا•