علمت "الفجر" من مصادر مطلعة أن 22 حرافا جزائريا وصلوا بسلام إلى جزيرة سردينيا، بينهم طبيب وأن الحرافة انطلقوا من شاطئ سيدي سالم بمدينة عنابة، نهاية الأسبوع الماضي، بعدما شقوا رحلتهم إلى مصير مجهول في عرض البحر، معظمهم من ولايات الطارف، سوق أهراسوعنابة، أربعة منهم من مدينة سكيكدة، تتراوح أعمارهم ما بين 18 و36 سنة• وكشف أحد أقارب الحرافة الأربعة بمدينة سكيكدة، في لقاء مع "الفجر"، أن عائلات الحراقة تلقت اتصالات من أبنائها يطمئنونها عن حالتهم، ويؤكدون لها أنهم محتجزون لدى السلطات الإيطالية، فيما فر أصغرهم، وينتظر مثولهم أمام الجهات القضائية هناك• وفي سياق متصل، عرفت ولاية سكيكدة العديد من رحلات الحرقة، منها الرحلة المأساوية التي فقد فيها 16 شابا الصائفة الماضية، والذين كانوا قد انطلقوا من شاطئ البطاح بولاية الطارف على متن قارب رفقة مجموعة أخرى من الشباب في قارب آخر كان يقوده شاب من مدينة سكيكدة الذي أبلغ عن فقدان القارب الأول في عاصفة بحرية، حيث تداولت معلومات بعدها بوجود جثث الحراقة بمستشفيات إيطالية وتونسية، لكن دون العثور عليهم هناك• أما أمواج البحر، فقد رمت بجثث ثلاثة منهم على مستوى شواطئ القالة بولاية الطارف، وادي الصابون، آخرها بشاطئ مرج الزيتون بولاية سكيكدة منذ قرابة ثلاثة أيام، حين تم التعرف على هويتهم وتبين أنهم من الحراقة ال 16 الذين فقدوا• كما عرفت مدينة القل بسكيكدة رحلة حرقة ناجحة بعدما استغل 11 شابا انشغال المواطنين بمجريات مباراة جمعت الفريق الوطني بفريق آخر، ليقوموا بسرقة قارب من شاطئ القل ومن ثمة الوصول إلى جزيرة سردينيا بعد يومين، دون أن تتمكن السلطات الإيطالية من القبض عليهم• ورغم الأحكام القضائية التي تسلطها العدالة والتي تصل إلى حد السجن وفرض غرامات كبيرة، ورغم تشديد التدابير القانونية والعقوبات في تعديل قانون العقوبات الأخيرة، إلا أن محاولات بلوغ الضفة الأخرى يعد البديل الذي لا يستغني عنه الحراقة، حيث أصبح الإبحار إلى المجهول أفضل من البقاء تحت الحيطان رهن البطالة ومخاطر المخدرات وباقي الآفات الإجتماعية•