تمكنت الوحدات البحرية لحراس السواحل بعنابة والطارف، في ساعات مبكرة من يوم أمس، في حدود الساعة الثانية، من توقيف 64 حرافا كانوا قد انطلقوا من شاطئ سيدي سالم بعنابة والشط بالطارف• وحسب المعلومات المتوفرة لدى ''الفجر'' فقد شق الحرافة رحلة الموت نحو مصير مجهول على متن 4 قوارب نحو جزيرة سردينيا، ليلة الإثنين إلى الثلاثاء، قضوا ثلاث ساعات في عرض البحر على بعد 4 أميال عن شواطئ الناحية، قبل أن يكتشف أمرهم من قبل حراس السواحل بعنابة• وتم توقيف 18 حرافا كانوا على متن قارب، 16 منهم من ولاية سكيكدة والآخرين من ولاية وهران، أما القوارب الثلاثة الأخرى فقد أوقفتهم الوحدات البحرية لحراس السواحل على مستوى إقليم القالة، تتراوح أعمارهم ما بين 21 و37 سنة، بينهم خمسة من العاصمة وإثنين من ولاية وهران و25 من ولاية سكيكدة، أما البقية معظمهم من ولايات الشرق الجزائري، منهم ربيع ذو 33 سنة من مدينة سكيكدة، الذي كان ل ''الفجر'' اتصال هاتفي معه، حيث أوضح أن هذه المحاولة تعتبر الثانية له نحو جزيرة سردينيا بعد وصوله إليها شهر جانفي الماضي• وقد تم تحويلهم إلى مقر القاعدة البحرية، أمس، أين تم إخضاعهم لفحوصات طبية، قبل تحرير محاضر سماع لهم وتقديمهم أمام وكيل الجمهورية• وأفادت مصادر عليمة، أن المصالح الأمنية بعنابة فتحت تحقيقات موسعة حول نشاط أكبر شبكة وطنية متخصصة في تهريب البشر نحو الجزر الإيطالية التي تم إرفاقها بتصريحات الحرافة الموقوفين بشاطئ جوانو، والمتضمنة اتصالهم هاتفيا من ولايتي سكيكدة والشلف بأحد عناصر هذه الشبكة لترتيب رحلة الحرفة، حيث التقوا حال وصولهم إلى عنابة بمحطة المسافرين بسيدي إبراهيم شخصا في العقد الثالث من العمر، قام بتحويلهم إلى شاطئ جوانو، وقبل الانطلاق سلموه قيمة الرحلة التي تراوحت ما بين 4 و7 ملايين• على أساس هذه التصريحات، باشرت الجهات الأمنية تحرياتها حول شبكة ترتيب رحلات الحرفة التي يبدو أن أباطرتها ينحدرون من عنابة وتحديدا بمنطقة سيدي سالم أين يتم استقبال شبان من مختلف جهات الوطن قبل مباشرة عمليات الإبحار بهم في قوارب الموت• وكانت المصالح المختصة قد أوقفت مؤخرا شخصين وحجزت 6 قوارب جاهزة ومعدات العمل•