توفي امس الجمعة بمونتبوليي (جنوبفرنسا) المناضل من أجل القضية الوطنية إبان الثورة التحريرية الجزائرية الأستاذ في الطب بيار شولي عن عمر يناهز ال 82 سنة إثر مرض عضال. و سيتم نقل جثمان الفقيد إلى أرض الوطن الإثنين المقبل على متن طائرة للخطوط الجوية الجزائرية قادمة من مارسيليا بحيث من المرتقب وصولها إلى الجزائر العاصمة على الساعة الثالثة زوالا و خمس و أربعين دقيقية (15سا45د). و سيتم صباح يوم الثلاثاء بمونتبوليي تنظيم وقفة ترحمية على روح بيار شولي بحضور عائلة و أصدقاء الفقيد و كذا السلطات القنصلية الجزائرية و الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا. و ولد بيار شولي بالجزائر العاصمة و ناضل من أجل تحرير الجزائر إبان الثورة (1954-1962) الى جانب جبهة التحرير الوطني. اختار الأستاذ شولي المختص في الأمراض الصدرية و التنفسية الجنسية الجزائرية غداة الاستقلال و شغل مناصب عليا في وزارة الصحة و كان خبيرا في مكافحة السل. كما شغل منصب نائب رئيس المرصد الوطني لحقوق الإنسان وعضو المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي. وكان بيار شولي من بين مؤسسي وكالة الأنباء الجزائرية بتونس سنة 1961 وقد كرمته هذه الأخيرة في ديسمبر 2011 في الذكرى الخمسين لتأسيسها. و سيتم نقل جثمان المناضل السابق بيار شولي إلى أرض الوطن الإثنين المقبل حيث سيوارى الثرى وفق رغبته حسبما علم لدى قنصل الجزائر بمونبوليي السيد بناني خالد. و أوضح قنصل الجزائر في مكالمة هاتفية مع وكالة الأنباء الجزائرية أن الراحل بيار شولي أعرب بمونتبوليي عن إرادته في أن يقضي أيامه الأخيرة بالجزائر إلا أن حالته الصحية لم تسمح له بذلك. كرس الأستاذ في الطب بيار شولي الذي توفي اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة عن عمر يناهز 82 عاما اثر مرض عضال حياته للجزائر بالنضال من أجل استقلالها و انعتاقها من نير الاستعمار و بالمساهمة في تشييدها. من مواليد 1930 بالجزائر كان بيار شولي الذي اختار الجنسية الجزائرية غداة الاستقلال أحد رواد الطب الجزائري. و إبان حرب التحرير الوطني ناضل إلى جانب جبهة التحرير الوطني حيث كان مكلفا بعدة مهمات التقى خلالها بكبار قادة الثورة أمثال عبان رمضان. و يرى المؤرخ دحو جربال أن بيار شولي و زوجته كلودين"لم ينضما إلى جبهة التحرير الوطني كمجرد مناضلين في القاعدة بل قاما أيضا بالتكفل بقادة جبهة التحرير الوطني و المجاهدين و قاما بحمايتهم و معالجتهم". كما كان بيار شولي أحد مؤسسي وكالة الأنباء الجزائرية عام 1961 بتونس. و لدى تطرقه إلى بدايات هذه المؤسسة الإعلامية الوطنية-خلال الاحتفال بالذكرى ال50 لتأسيسها-وصف بيار شولي هذه الفترة ب"الحرجة"ذلك أن الأمر كان يتعلق بتبليغ صوت الجزائر المكافحة إلى العالم من خلال بث الأخبار بأوسع طريقة ممكنة. و أشار حينها إلى أن وكالة الأنباء الجزائرية قدمت من خلال الأخبار التي كانت تبثها"دعما سيكولوجيا"لسكان مدن و قرى الجزائر. كما كان بيار شولي ضمن فريق التحرير بجريدة المجاهد عميد الصحافة الوطنية المكتوبة. و بعد الاستقلال قام بيار شولي الأخصائي الكبير في الأمراض الصدرية و التنفسية بتكوين عدة أجيال من الأطباء الجزائريين و كان خبيرا في مكافحة مرض السل. و بفضل تفانيه و كفاءته تقلد مناصب عليا بوزارة الصحة كما مكنته خبرته العالية من العمل كمستشار بالمنظمة العالمية للصحة. و شغل بيار شولي منصب نائب رئيس المرصد الوطني لحقوق الإنسان و عضو بالمجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي. و كتب رضا مالك-الناطق الرسمي لوفد الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية في مفاوضات إيفيان- أن الزوج شولي يعد "رمزا من رموز النضال التحريري و شهادة حية عن عظامة الثورة الجزائرية التي استطاعت بشرعيتها أن تجلب إليها أنصارا من أصول فرنسية".