أعلن والي ولاية الجزائر محمد الكبير عدو امس الأربعاء بالجزائر العاصمة أنه سيتم الإعلان عن مناقصة وطنية و دولية في غضون الأسبوعين المقبلين لإعادة تهيئة 12500 مسكن بقلب العاصمة. وصرح عدو خلال زيارة عمل و تفقد قادته إلى بلدية الجزائر الوسطى أين اطلع بشارع العربي بن مهيدي على عرض للمخطط الاستراتيجي للجزائر أن الأمر يتعلق بالشوارع قبالة الواجهة البحرية وهي زيغود يوسف و شي غيفارا وديدوش مراد والعربي بن مهيدي ومليكة قايد وكريم بلقاسم وحسيبة بن بوعلي على أن تتوسع العملية تباعا لتشمل باقي أحياء العاصمة. وأكد والي العاصمة عقب تدشينه للمجمع التاريخي العربي بن مهيدي بحضور شقيقة الشهيد ظريفة بن مهيدي أنه سيتم أيضا مع انطلاقة موسم الاصطياف القادم فتح جزء من واجهة الجزائر البحرية (شاطئ الرميلة) على مسافة تمتد على 4.5 كلم بداية من واد الحراش إلى محطة تحلية المياه ببلدية الحامة. واستمع الوالي بالمجمع التاريخي إلى عرض مستفيض لمشاريع المخطط الإستراتيجي لعصرنة العاصمة التي ترمي إلى اعادة الاعتبار لمدينة الجزائر في آفاق 2029 من خلال إعادة تهيئتها بغية تحويلها إلى "جوهرة المتوسط". وقد رصد لهذه الإستراتيجية غلاف مالي أولي قدره 202 مليار دج تندرج في إطار مخطط تهيئة العاصمة كما أنها تستجيب و لأول مرة ل"تصور شامل بعيد الأمد يهدف إلى هيكلة تدريجية ومستديمة لمدينة الجزائر". وشكل مشروع تطهير وادي الحراش نقطة انطلاق من أجل تجسيد هذه الاستراتيجية التي ترتكز حول تهيئة خليج الجزائر العاصمة. و يرافق هذا المشروع الذي يتوقع استكماله في شهر ديسمبر 2015 انجازات اخرى سيما في قطاعي التعليم العالي (كليتي الطب و القانون) و النقل على غرار المحطة المركزية بالحامة بالقرب من المقر المستقبلي لغرفتي البرلمان حيث يرتقب استلامهما سنة 2015. و يتوزع المخطط الرئيس المتعلق باستراتيجية اعادة الاعتبار لمدينة الجزائر التي تمتد من 2009 الى 2029 الى اربع مراحل كل واحدة من خمس سنوات. و تتزامن اولى هذه المراحل 2009-2014 مع احياء الذكرى ال50 لاستقلال البلاد. وتتمحور بشكل اساسي حول اعادة الاعتبار للواجهة البحرية للعاصمة من خلال عمليات تتعلق باعادة الاعتبار للمركز التاريخي للعاصمة على غرار القصبة وتاهيل التوازنات الايكولوجية و اعادة التهيئة الحضرية لبعض الاحياء المتواجدة حول كبريات التجهيزات العمومية و تجسيد مخطط للانارة الحديثة و توسيع شبكة النقل الحضري الجماعي. أما بالنسبة للمرحلة الثانية (2015-2019) فان أهم الأعمال ستخصص لتمكين العاصمة من احتضان اكبر حدث دولي ببعد عالمي حسبما جاء في العرض الذي قدمه إطار بالولاية. و تخص هذه الأعمال إنجاز ميناء جديد في المياه العميقة و مواصلة أعمال تهيئة خليج الجزائر العاصمة و استرجاع فضاءات عقارية من القطاع الصناعي و تحويلها إلى استعمالات حضرية أخرى و تهيئة مناطق للتنمية الحضرية. أما بخصوص المرحلة الثالثة (2020-2024) فان مواصلة عملية تهيئة خليج الجزائر العاصمة ستشمل المحور الأساسي للتطوير. و فيما يتعلق بالمرحلة الأخيرة (2025-2029) فان المخطط الذي سطرته السلطات العمومية يطمح لجعل العاصمة "مدينة عالمية" سيما مع استكمال أشغال تهيئة خليج الجزائر و توسيع المدينة نحو الشرق. في هذا السياق أشار والي الجزائر العاصمة إلى أن مختلف المشاريع و العمليات المدرجة أو التي سيتم إدراجها في إطار هذا المخطط سيتم الشروع فيها و استلامها بشكل تدريجي أي مع استكمال أشغال الإعداد التقني و المالي و البيئي. وأفاد عدو خلال ندوة صحفية عقدها بمقر الولاية عقب مراسيم تدشين المجمع التاريخي بن مهيدي أنه سيتم تنصيب مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي قريبا توكل إليها مهمة تطوير العاصمة. وبخصوص السكنات الفوضوية أبرز والي العاصمة أن مصالحه عاكفة على القضاء عليها مشيرا في السياق ذاته إلى أنه تم خلال شهر أكتوبر الجاري هدم 110 سكنات فوضوية على مستوى ولاية الجزائر من بينها 80 مسكنا بالمقاطعة الإدارية الشراقة. وبشأن الأسواق الموازية أفاد عدو أن شباب بلدية الحراش سيستفيدون من سوق جواري مستطردا أن ذلك سيكون عقب تدشين محافطة الشرطة التي تجري بها الأشغال و المتواجدة بمحاذاة ذلك الفضاء التجاري. وأردف الوالي أن عملية توزيع المحلات التجارية التي أنجزت على مستوى عديد بلديات ولاية الجزائر لفائدة الشباب ستنطلق في غضون الأسبوعين القادمين لافتا في سياق آخر يتعلق بالنفايات أن مفرغة أولاد فايت ستغلق نهاية السنة الجارية. وعن سؤال حول ما يتداول عن قرارات غلق الحانات بالعاصمة نفي الوالي الامر جملة و تفصيلا مؤكدا أنه لاتوجد أي تعليمات بهذا الخصوص إلا في حالة وجود حانات تنشط بصفة غير قانونية و دون تراخيص. وكان والي العاصمة قد شرع يوم أمس في زيارة عمل و تفقد دامت يومين دشن خلالها جملة من الهياكل الثقافية و الرياضية و الصحية و التربوية بعديد بلديات العاصمة كما وقف على بعض المشاريع وورشات إنجازها وأشرف على تسليم عدد المواطنين مفاتيح سكناتهم الجديدة التي استفادوا منها في إطار صيغة السكن الاجتماعي التساهمي.