تتسارع وتيرة الحملة الانتخابية بدخول أسبوعها الثالث والاخير حيث تكثف الاحزاب السياسية من خرجاتها الميدانية ونشاطاتها الجوارية للحديث عن انشغالات المواطنين وتحسين الخدمات العمومية وخدمة الصالح العام. ويحاول قادة الأحزاب والأحرار هذا السبت وفي اليوم الواحد والعشرين من الحملة الانتخابية اقناع الناخبين للتصويت لصالح برامجهم لتولي تسيير الشؤون العامة للبلدية والولاية خلال الأعوام الخمسة المقبلة . و قد دعا مسؤولو أحزاب سياسية امس في خرجاتهم الميدانية لمختلف جهات الوطن في اطار الحملة الانتخابية لمحليات 29 نوفمبر الجاري المواطنين الى ضرورة احداث التغيير السلمي بغية الشروع في اصلاح شؤون البلاد. وفي هذا الاطار ذكر الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية السيد علي العسكري ببومرداس أن تحقيق التنمية والديمقراطية المنشودة "لن يتم دون تغيير جذري و سلمي". وقال السيد العسكري في تجمع شعبي ان الجزائر "تعاني من أزمة في التسيير لذلك يجب التغيير السلمي الذي يأتي من خلال صناديق الاقتراع. و أوضح ان عامل التعبئة الشعبية الذي يعمل الحزب له من أجل إحداث التغيير السلمي عن طريق التصويت مدرج ضمن أولويات برنامج جبهة القوى الاشتراكية داعيا إلى"التجنيد"من أجل الانتخابات المقبلة"ليتم تحقيق التزام مدني لبناء التغيير و توفير البديل الديمقراطي السلمي المنشود عوضا عن العنف". وبدوره أوضح رئيس حركة مجتمع السلم السيد أبو جرة سلطاني من ولاية ورقلة أن الجزائر بحاجة في الظرف الراهن إلى تغيير جذري على مستوى الذهنيات. وقال السيد سلطاني خلال تجمع شعبي''ان تغييرا جذريا على مستوى الذهنيات هو الكفيل بتغيير الواقع الحالي للبلاد والتوجه بشكل حقيقي إلى خدمة المجتمع كي لا يبقى ذلك حبيس الخطاب فقط". ودعا المتحدث الى القضاء على 'الفوارق الجهوية عبر إفادة ولاية ورقلة ببرامج تنموية قطاعية كبرى تساهم في ارتقائها" مطالبا الشباب بصفة خاصة بالمحافظة على الوحدة الوطنية "سيما في ظل الظروف الدولية الحالية المتميزة بوجود توترات على حدود البلاد الجنوبية". ومن ولاية الجزائر أكد الامين العام لحركة النهضة السيد فاتح الربيعي أن التغيير الذي ينشده الشعب الجزائري والذي طال امده"سيتحقق عاجلا أم آجلا" . وأضاف الامين العام للحركة خلال تجمع شعبي أن حركته مصرة على مواصلة النضال لتحقيق التغيير وإصلاح شؤون البلاد رغم الخروقات التي تعرفها كل عملية انتخابية. وذكر المتحدث بان قانون الانتخابات الاخير عمل على تكريس هيمنة الادارة على العملية الانتخابية مشيرا في ذات الوقت الى أن التأخر الذي طال تنصيب اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات كان"متعمدا". أما رئيس حركة الانفتاح السيد عمر بوعشة فقد ذكر بالجزائر العاصمة ان حركته لا يمكنها ان تقدم الوعود الكاذبة للمواطنين بل ستعمل على اشراكهم في تسيير شؤونهم اليومية وأكد المتحدث في تجمع شعبي أن ابواب المجالس الشعبية البلدية ستكون مفتوحة امام المواطنين في حالة فوز مرشحي الحركة في هذا الاستحقاق حتى يتسنى لهم"الاسهام في اتخاذ القرارات"داخل هذه المجالس. ويرى السيد بوعشة ان تحقيق التنمية المحلية لن يتم الا من خلال"الاستثمار في الفلاحة والصناعات التحويلية" بغية "تجسيد الامن الغذائي والابتعاد عن التبعية للخارج. ومن جانبه دعا رئيس عهد 54 السيد علي فوزي رباعين من ولاية الجزائر الى احترام الاختيار الحر للمواطنين لممثليهم في المجالس المحلية بغرض التمكن من احداث التغيير الذي يتطلع إليه الشعب الجزائري. وأضاف مسؤول الحزب في تجمع شعبي أن هذا التغيير المنشود لايتحقق الا من خلال الشروع في"محاسبة الذين عبثوا بالمال العام" لى جانب تبني سياسة التسيير اللامركزي. ومن جهته ذكر الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي السيد أحمد أويحيى بتيزي وزو أن البلدية هي مفتاح استقرار البلاد لأنها ركيزة البناء المؤسساتي. وقال السيد أويحيى خلال تجمع شعبي ان غالبية المشاكل اليومية التي يواجهها المواطن يتم طرحها على مستوى البلدية وب"الإمكان إيجاد حلول لها لو توفر الحوار الضروري ما بين المنتخبين و مواطنيهم". وأشار الى أهمية الاستقرار في تجنيد الطاقات الوطنية ملحا على ضرورة تعزيز مناخ الأمن والهدوء اللذين استرجعتهما البلاد على مستوى البلدية مبرزا أن تعزيز هذا الاستقرار مرهون ب"استعادة الثقة بين المنتخبين و المواطن". وبولاية البيض دعا رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية إلى''صحوة شاملة'' خلال المحليات المقبلة تكون مبنية على اختيار أحسن البرامج الاقتصادية والاجتماعية و الإيديولوجية وعلى انتقاء منتخبين يرفعون انشغالات الشعب. وطالب بضرورة الحفاظ على الثروات الجزائرية لفائدة الأجيال القادمة التي لها الحق في ثروة البلاد التي لابد من "حمايتها من أي عبث كان''. وأوضح أن مشاركة حزبه في الموعد الانتخابي القادم جاءت بهدف''تصحيح المسار''و"تكريس سلطة الشعب التي لابد أن يعبرعليها بقوة خلال الانتخابات داعيا الى"منح الثقة"لقوائم حزبه التي "تحمل أسماء شابة حاملة لبرامج و توجهات تهدف إلى خدمة الوطن والمواطن''.