نال المنتخب الجزائري لكرة اليد (رجال) تاجه القاري السابع في التاريخ، بعد اطاحته بحامل اللقب المنتخب التونسي في نهائي الطبعة ال21 كاس افريقيا للامم 2014 التي نظمتها الجزائر (16-25 يناير)، امس السبت بقاعة حرشة حسان (الجزائر) بنتيجة 25-21، (الشوط الأول 12-11). وعانقت الكرة الصغيرة الجزائرية الكأس الافريقية بعد غياب دام 18 عاما اي منذ دورة البنين سنة 1996. ومنذ البداية أبان المنتخب الجزائري، المدعم بآلاف جماهيره التي كانت في الموعد بمدرجات قاعة حرشة منذ الصباح الباكر والتي لم تتسع لتلك الاعداد، حيث افتتح زعموم التسجيل في أول دقيقة ليضيف سوداني هدفا ثانيا بعدها بدقيقة. وعاد المنتخب التونسي في النتيجة اد وبعد مرور خمس دقائق رجح المخضرم عصام تاج الكفة (3-2). المباراة كانت قوية وحماسية، فكلما يسجل فريق يرد عليه الآخر، فبعد عشر قائق من اللعب كان سوداني يحرز هدف الجزائر ليجيبه عصام تاج مرة اخرى (5-5). من جهته، كان حارس الخضر عبد المالك سلاحجي بطل هذا اللقاء التاريخي بفضل وقوفه سدا منيعا امام "الماكينة" التونسية. وظهرت خبرة "نسور قرطاج" في بعض اللقطات ما سمح لها بالتقدم في الربع ساعة الاولى من الشوط الاول ب(6-5)، لكن رغبة الجزائريين، المدعمين بحناجر مدوية، عادوا ليتحكموا في زمام الامور بفضل بوخميس ورحيم لينهوا ال20 دقيقة الاولى متقدمين (9-7). وعزز الثنائي الخطير بركوس ورحيم من تقدم منتخبهم (11-9)، الامر الذي اجبر المدرب التونسي حسانفنديتش على طلب وقت مستقطع لتصحيح الاخطاء. ولم يأت ذلك باي جديد سوى بانتهاء المرحلة الاولى بتفوق طفيف للمنتخب الوطني بنتيجة (12-11). ومع انطلاق المرحلة الثانية، تألق بوخميس وسوداني، خصوصا عبر الهجمات المعاكسة التي كانت بأكثر واقعية وفاعلية، مع صد لكل المبادرات التونسية وغلق محكم لمحور الدفاع. وفي نفس الوقت تمكن الحارس سلاحجي من صد هجمتين حبست انفاس الجمهور وأوقف أيضا رمية من سبعة امتار (ضربة جزاء) في ظرف دقيقتين، ما رفع من معنويات رفقائه والهب حماس المناصرين. ومع مرور الدقائق، بدأ الجميع ينتظر الاعلان عن النهاية، في ظل تقدم الجزائر في النتيجة مقابل محاولات يائسة لزملاء اللاعب عصام تاج، كما ضاعف سوداني وبودرالي وبكوس اهداف الخضر الى (23-16). ونال الحارس سلاحجي العلامة الكاملة في هذه المواجهة التاريخية لاسيما وأنه انقذ الجزائر من كرات عديدة وجها لوجه أمام أقوى اللاعبين التونسيين الناشطين ضمن احسن الأندية الفرنسية وذلك في الدقائق الاخيرة. وحاول التونسيون العودة في النتيجة خلال الدقائق الاخيرة بتقليصهم الفارق لكن ذلك لم يشفع لهم لتنتهي المباراة بنتيجة (25-21) وبتتويج مستحق للخضر للتاج الافريقي في نهائي كبير امام حامل اللقب الذي نال تقدير الجماهير الجزائرية. وتسلم قائد المنتخب الجزائري، هشام بودرالي، الكاس القارية من يد الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، وسط اهازيج كبيرة زعزعت جدران قاعة حرشة ما جعل اللاعبين الجزائريين يذرفون دموع الفرح. وبهذا الفوز يظفر المنتخب الجزائري بلقبه السابع بعد تتويجه في دورات 1981، 1983، 1985، 1987، 1989 و 1996. ويخلف "الخضر" في سجل المنافسة المنتخب التونسي الذي يملك في رصيده تسعة ألقاب. وعادت المرتبة الثالثة للمنتخب المصري الفائز على أنغولا (31-24) اليوم السبت بقاعة حرشة. كما سلمت كاس افريقيا للسيدات للمنتخب التونسي بعد فوزه اليوم السبت ايضا بنفس القاعة في النهائي امام جمهورية الكونغو الديمقراطية (23-20). وبعد الانتهاء من تسليم الميداليات للمنتخبات التي احتلت المراكز الثانية والثالثة على التوالي، تم تسليم الراية الى مصر التي ستنظم البطولة الافريقية للرجال في 2016، وأنغولا التي تحتضن المنافسة القارية للسيدات في 2016 ايضا. وتتأهل منتخبات الجزائر و تونس و مصر لمونديال-2015 المقررة بقطر(رجال)، أما فرق تونس، جمهورية الكونغو الديمقراطية وانغولا فستكون معنية بمونديال السيدات المقرر بالدنمارك 2015.