تزداد حدة المعارك في سوريا لترتفع معها حصيلة الضحايا التي وصلت إلى اكثر من 136 الف قتيلا منذ اندلاع النزاع في مارس 2011 في ظل تعثر الجهود الدولية للوصول إلى حل توافقي بين أطراف النزاع خاصة مع رفض المعارضة التعاون مع الحكومة "لمحاربة الإرهاب" في البلاد. وتتواصل المعارك في العديد من المناطق السورية بين المعارضة المسلحة و الجيش النظامي السوري حيث إرتفعت حصيلة ضحايا عمليات القصف التي يشنها سلاح الجو السوري منذ السبت الماضي في محافظة حلب الشمالية إلى 121 شخصا على الأقل. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 100 شخص قتلوا أمس الاحد في هذا قصف الذي يتواصل لليوم الثالث على التوالي مستهدفا الأحياء الشرقية لمدينة حلب ومنها القاطرجي والانصاري والشعار والمعادي موضحا ان "ما لا يقل عن 85 شخصا قتلوا جراء القصف بمن فيهم 65 مدنيا منهم 10 أطفال". كما قتل 16 مسلحا معارضا على الاقل أمس في هجوم انتحاري نفذه مسلح ينتمي إلى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" المرتبط بتنظيم القاعدة في محافظة حلب حيث فجر الإنتحاري حزامه الناسف في سجن "بلدة الراعي" بشمال محافظة حلب. وتزامن هذا الهجوم الإنتحاري مع انفجار سيارة مفخخة خارج ما يسمى "مقر الالوية الاسلامية" وذلك في إطار المعارك بين مسلحى المعارضة من جهة ومسلحى "الدولة الاسلامية في العراق والشام" من جهة ثانية والذين كانوا يقاتلون في صف واحد ضد نظام الرئيس بشار الاسد في الثالث من يناير الماضي. وفي خضم ذلك وصل عدد ضحايا النزاع بسوريا المستمر منذ 15 مارس 2011 إلى أكثر من 136 الف و227 قتيلا منهم 47 الف و 998 مدني بينهم اكثر من 7الاف و 300 طفل حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي اكد أيضا أن "شهر يناير المنصرم كان الشهر الاكثر دموية". وكان المرصد السوري قد احصى 130 الف و 433 قتيلا في حصيلة نشرها شهر ديسمبر. لكن المعارك العنيفة التي اندلعت بين المتمردين و القوات الحكومية و المعارك بين المتمردين و الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة خلفت 6000 قتيل منذ ذلك الحين. وحسب المرصد فان حصيلة القتلى ارتفعت في صفوف المعارضة الى 31 الف و 629 بينهم 8000 مرتبطين بتنظيم القاعدة فيما قتل 53 الف و 167 جندي وعنصر في القوات الحكومية و كذا 609 فرد من مجموعات اخرى موالية لنظام بشار الأسد كما تتضمن الحصيلة 2824 قتيل لم يحدد المرصد هوياتهم. وفي ذات السياق أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الحصيلة الحقيقية للقتلى في صفوف اطراف النزاع هي في حقيقة اعلى لكن لم يتمكن من توثيقها بسبب عدم كشف الاطراف عن العدد الحقيقي للضحايا في صفوفهم. وينعكس ذلك على الوضع الإنساني في مناطق الصراع حيث أكدت منسقة عمليات الإغاثة في الأممالمتحدة فاليري أموس أن "أكثر من ثلاثة ملايين شخص في سوريا محتجزون في مناطق تشهد معارك عنيفة أو تحاصرهم قوات الحكومة أو المعارضة خاصة مناطق الحسكة وداريا والغوطة الشرقية قرب دمشق". وشددت المسؤولة الأممية على "ضرورة التحرك سريعا لرفع الحصار والتوصل إلى وقف لإطلاق النار والسماح للقوافل بالدخول فورا وفي شكل آمن" في حين دعا ناشطون في مدينة حمص الى فك كامل للحصار عن الاحياء التي يسيطرون عليها وسط المدينة والافراج عن أكثر من 250 عائلة تصارع الموت يوميا. إلى ذلك تواصلت أمس ولليوم الرابع على التوالي عملية إدخال المساعدات الغذائية والإغاثية إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق المحاصر منذ أشهر فيما تم خروج 40 طالبا كدفعة أولى من طلاب المدارس الى خارج المخيم . كما تمكنت منظمات دولية وهيئات إغاثة من إدخال كمية من المساعدات الإنسانية إلى مخيم اليرموك بدمشق وذلك بعد عدة محاولات فاشلة لإدخال مساعدات في الفترة الأخيرة جراء إطلاق نار تبادلت أطراف النزاع الاتهامات بشأنه وتلا ذلك إعلان الأونروا يوم الأحد الماضي أن نقاط تفتيش حكومية عرقلت عملها في إيصال مساعدات إلى المخيم رغم تأكيد السلطات السورية أنها ستسمح بتوزيع المساعدات. وفي إنتظار موعد الجلسة المقبلة من محادثات جنيف 2 بين الحكومة السورية و المعارضة المقررة في 10 فبراير الجاري يتبادل طرفا النزاع الإتهامات بإفشال الجلسة الأولى من مؤتمر جنيف 2 التي إختتمت يوم الجمعة دون التوصل إلى أي إتفاق. وحول الجلسة المقبلة من المفاوضات أعرب المبعوث الأممى إلى سوريا الأخضر الابراهيمي عن أمله في تحقيق تقدم هذه الجولة على أساس أن "هناك أرضية مشتركة يمكن البناء عليها" غير ان رئيس الإئتلاف المعارض إستبعد التوصل أي إتفاق مع الحكومة. وبشأن المشاركة في الجولة المقبلة قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الوفد السوري عائد "إذا وجدنا أن العودة إلى الحوار في جنيف مطلب الشعب السوري فسنعود إليه" متهما وفد المعارضة بعرقلة التوصل إلى نتائج ملموسة. وفي غضون ذلك تحاول المعارضة إقناع روسيا بالتوقف عن "دعم" الرئيس السوري بشار الأسد والضغط عليه للقبول بعملية انتقال سياسي حيث سيلتقي وفد عن المعارضة بقيادة رئيس الإئتلاف السوري أحمد الجربا غدا الثلاثاء بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وهو اللقاء الذي وصفته الخارجية الروسية بأنه يأتي "في إطار الاتصالات الروسية مع ممثلي المعارضة من أجل التوصل إلى حل سياسي مقبول للأزمة السورية". وكان لافروف قد التقى مع الجربا في باريس في 12 يناير المنصرم وفي مدينة مونترو السويسرية في 22 يناير على هامش أشغال مؤتمر جنيف 2.