اعتمد المشاركون في المؤتمر الافريقي للمدراء والمفتشين العامين للشرطة الذي اختتم يوم الثلاثاء بعد يومين من الاشغال قرار انشاء الآلية الافريقية للتنسيق و التعاون بين المؤسسات الشرطية (أفريبول) تكون الجزائر مقرا لها, حسب ما أعلن عنه المدير العام للامن الوطني, اللواء عبد الغني هامل. و أوضح اللواء هامل في ندوة صحفية أن هذه الآلية "ستشجع التعاون الشرطي الاقليمي و تعمل على تقريب وجهات النظر بين رؤساء الشرطة في مجال تقييم التهديديات و تحديد السياسات و تعزيز القدرات المؤسساتية الشرطية في ميدان التكوين و الشرطة العلمية و ادارة اجهزة الشرطة التي تقوم على احترام حقوق الانسان و العدل و المساواة و كذا تبادل الممارسات السليمة". كما أكد ان الجزائر ستلتمس من لجنة الاتحاد الافريقي في غضون الآجال المناسبة ادراج المشروع المتعلق بانشاء الأفريبول في جدول الاعمال الخاصة بالقمة القادمة لرؤساء دول و حكومات الاتحاد الافريقي المزمع عقدها في شهر يونيو 2014 بمالابو في غينيا الاستوائية. و في رده على سؤال حول الدور الذي ستلعبه الشرطة الجزائرية في أفريبول أشار اللواء هامل الذي نشط الندوة الصحفية رفقة السفير اسماعيل شرقي, مفوض السلم و الأمن لدى الاتحاد الافريقي, و ممثل إفريقيا لدى انتربول, محمد ابو بكر ادامو, أن "الشرطة الجزائرية ستمنح المقر و كل اللوازم لضمان نجاح عمل هذه الآلية". و فيما يخص المؤتمر الذي دام يومين في جلسة مغلقة بمشاركة 113 مندوب ممثلين عن 41 دولة افريقية و عن المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (انتربول) و كذا منظمات اقليمية, أكد المتحدث نجاح اشغاله منوها بالنقاش الثري الذي تخلله. و اعتبر ان اعتماد قرار انشاء الأفريبول يؤكد وعي الدول الافريقية و ايمانها بمصيرها المشترك و بالقيم التي تتقاسمها و ايضا حرصها على السماح لمؤسسات الشرطة الافريقية بالتموقع في كنف الانظمة الأمنية الدولية بغية تعزيز قدراتها الوقائية و لمكافحة الجريمة المنظمة بشتى انواعها و الارهاب. و أشار اللواء هامل أن المؤتمرين عبروا عن شكرهم و عرفانهم لرئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة, لدعمه اللامشروط لكل مبادرة من شانها تعزيز الامن و الاستقرار في القارة الافريقية كما حيوا موقف الجزائر و التزامها و جهودها المبذولة لتجسيد مشروع انشاء أفريبول. و من جهته اعتبر اسماعيل شرقي رئيس المفوضية الافريقية للامن والسلم ان أفريبول ستكون "لبنة جديدة في صرح قضايا السلم و الامن و التعاون بالنسبة للاتحاد الافريقي" و انها "ستستجيب بنفس المبادئ التي يرتكز عليها الاتحاد الافريقي من ضرورة حماية حقوق الانسان و احترام دولة القانون و حماية المواطن". و أضاف في نفس السياق ان الآلية الافريقية للتنسيق و التعاون بين المؤسسات الشرطية "ستلعب دورا اساسيا فيما يخص بعثات السلم و الامن للاتحاد الافريقي في القارة إلى جانب الدور الذي يلعبه الجانب العسكري" مؤكدا ضرورة اعتماد قرار انشائها من طرف القمة القادمة لرؤساء دول و حكومات الاتحاد الافريقي. أما أدامو فقد ابرز اهمية التنسيق و التعاون بين مؤسسات الشرطة الافريقية لكون العالم اصبح -كما اعتبر- "قرية صغيرة" بسبب سرعة التطور التكنولوجي و تاثيرها على التبادلات الاقتصادية سيما التجارية منها, مشيرا في هذا الصدد ان أفريبول "تعكس الارادة السياسية لدول الاتحاد الافريقي و وعيها بعدم امكانية كل دولة على حدى محاربة الجريمة بكل انواعها".