بدأ عشرات التجار في مدينة غرداية منذ صباح أمس السبت بإخلاء محلات تجارية لم تطلها عمليات التخريب والحرق التي اجتاحت مدينة غرداية منذ يوم الخميس الماضي، وقرر أغلب تجار مدينة غرداية الدخول في إضراب جديد مفتوح بعد أن فشلت مصالح الأمن في حماية سكان المدينة. بدأت قوات مكافحة الشغب التابعة للشرطة والدرك في التحضير لحملة مداهمات وتفتيش واسعة النطاق ل6 أحياء بمدينة غرداية من أجل كشف السلع المنهوبة من المحلات التجارية ومن البيوت، بالإضافة إلى أسلحة وأسلحة بيضاء وأجهزة تصوير وكمبيوتر استعملت في التحريض عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، وقد اتخذ القرار مساء يوم الجمعة أثناء اجتماع جمع وزير الداخلية بمسؤولي الأمن المحليين. وقال مصدر مسؤول من ولاية غرداية إن وزير الداخلية اجتمع بوالي غرداية ومسؤولي أجهز الأمن، وتقرر إرسال 10 وحدات جديدة من قوات مكافحة الشغب. وطالب مواطنون من ضحايا أعمال العنف والتخريب في غرداية في شكوى جديدة بتغيير طريقة تعامل قوات مكافحة الشغب مع مجموعات الملثمين واستعمال العنف ضد الحشود التي تعتدي على الأشخاص والممتلكات، وقال البيان الذي صدر مساء يوم الجمعة "إننا نفهم طريقة تسيير الأزمة بغرداية بأنه قرار من الحكومة بالتخلي عن سكان مدينة غرداية"، وأضافت الشكوى أن المشكلة ليست في مضاعفة عدد عناصر الشرطة بل في التعامل بكل شدة وحزم مع مجموعات من المجرمين المسلحين بأسلحة بيضاء". وتواصل التراشق بالحجارة والزجاجات الحارقة والاعتداءات ضد الأشخاص والممتلكات وعابري السبيل في غرداية صباح السبت في 3 مواقع بمدينة غرداية، فيما قرر تجار غرداية تنفيذ إضراب جديد مفتوح، وعمد عدد كبير من التجار إلى ترحيل بضائعهم من المحلات القليلة التي سلمت من أعمال النهب والتخريب والحرق، بينما تعرض تجار آخرون لاعتداءات وحشية أثناء محاولة إنقاذ محلاتهم التجارية، كما توقفت الحركة تقريبا طيلة الجمعة بين عدة أحياء في غرداية، وشكل الشباب في معظم الأحياء لجان حراسة ويقظة تحمل أسلحة بيضاء وتفتش السيارات التي تزور الأحياء بحجة الدفاع عن النفس، وفاق عدد الجرحى الذين أصيبوا يوم الجمعة فقط 150 بعضهم إصابته خطيرة. كما امتنع أئمة عن الدعوة في بعض خطب الجمعة أول أمس للتهدئة، ورغم هذا قال عدد من أئمة غرداية من العرب والميزابيين في بيان مشترك نشر يوم السبت "إن الدين الإسلامي بكل مذاهبه وفرقه بريء من الذين يمارسون الاعتداءات ضد الأشخاص والممتلكات، وإن تعرض موقع أو حي لاعتداء لا يعطي للضحية الحق في الانتقام بنفسه، وإن حساب المعتدين عند الله سيكون عسيرا"، وندد عدد من الأئمة بحالة الرعب التي ينشرها منحرفون في أحياء غرداية وسيطرتهم على الشوارع والاعتداءات التي تعرض لها أناس بادروا إلى قول كلمة الحق، وحاولوا منع حرق وتخريب الممتلكات والاعتداء على الأشخاص والأحياء. ولم يعد الجرحى المصابون في أعمال العنف في غرداية بحاجة للتنقل إلى المستشفى لعلاج الجروح والإصابات البسيطة التي يتعرضون لها، حيث أنشأت ناشطون يقولون إنهم في موقف الدفاع عن أحيائهم وممتلكاتهم عيادات ميدانية يعمل فيها أطباء وممرضون، وكل هذا لدعم المجموعات التي تقاتل الجانب الآخر بحجة الدفاع عن النفس، لكنها بالمقابل تمارس أعنف الاعتداءات.