توقيف 22 شخصا بتهمة الحرق العمدي للأملاك العامة واستعمال السلاح عاد الهدوء إلى مدينة غرداية بعد أحداث الشغب والمناوشات التي عرفتها المدينة خلال الأيام الأخيرة، في صراع يصفه البعض بالطائفي بين المالكية والإباضية، الحصيلة ثقيلة وتنبأ بالكارثة، في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، حيث تم تسجيل عشرات الجرحى في صفوف المواطنين و61 جريحا في صفوف قوات مكافحة الشغب، من بينهم عون أمن في حالة خطيرة متواجد بأحد مستشفيات العاصمة حاليا حسب ما مصادر مطلعة . استنادا لما أكده شهود عيان من مدينة غرداية في اتصال مع »صوت الأحرار«، عاد الهدوء تدريجيا إلى غرداية التي عرفت مشادات طائفية وأخرى بين بعض الأشخاص وعناصر الأمن، وذلك منذ نهاية الأسبوع الفارط، وفي هذا السياق قال يحيى من بلدية العطف »أنا لم أكن متواجدا بعين المكان ولكن عائلتي كانت هناك واضطررت إلى العودة من ولاية ورقلة بعد ما سمعت بهذه الأحداث، الحمد لله أن العائلة بخير، حاليا هناك تواجد أمني قوي، قالوا لنا البعض بأن الأمن تدخل وأمهل المتظاهرين 48 ساعة، لا ندري مدى صحة هذه الأخبار، المهم أن الهدوء يخيم على المدينة منذ أول أمس ونتمنى أن لا تتكرر هذه الوقائع«. وكشفت مصادر أمنية إحصاء أكثر من 60 جريحا في صفوف المدنيين و61 عنصرا من فرق مكافحة الشغب، يتواجد واحد منهم في حالة خطيرة بالعاصمة، أما عدد الموقوفين فقد بلغ 22 شخصا، تم تحويل ملف 5 منهم على العدالة، فيما تم عرض 17 آخرين على وكيل الجمهورية الذي أمر بإيداع 8 منهم الحبس الاحتياطي، 5 تحت الرقابة القضائية، 4 للاستدعاء مباشر. ويواجه الموقوفون تهمة جناية الحرق العمدي للأملاك العامة والخاصة وجنحة التجمهر واستعمال السلاح والرشق بالحجارة ضد القوة العمومية. وقال مصدر أمني إن عمليات تصوير بكاميرات لدى قوات الأمن وكاميرات يحملها بعض المواطنين يتم فحصها حاليا من قبل محققين في الشرطة القضائية، بالإضافة لعمليات تصوير جوي نفذت بطائرات عسكرية للتعرف على هوية متورطين في الاعتداءات وأعمال التخريب والحرق وقطع الطرق والتجمهر المسلح، حيث تم التعرف على هوية أكثر من 200 مشتبه فيهم بممارسة العنف والتخريب والاعتداءات سيتم إيقافهم لاحقا، وقد تم التعرف على بعض المشتبه فيهم وكانوا ملثمين من خلال تقنيات خاصة لدى الأمن. وتفيد المعلومات المستقاة من عين المكان، أن قوات الأمن تتحكم في الوضع، حيث أن سكان ميزاب كانوا قد طالبوا بتدخل الدرك بحجة أنه ليس لديهم ثقة في قوات الأمن، وعليه انتشرت قوات الدرك بعين ميزاب، فيما انتشر أعوان الشرطة بحي المجاهدين. وقد شكلت مجموعة من الأئمة من الجانبين لجانا جالت في بعض الأحياء ودعت للتآخي والتراحم ونبذ التفرقة والعنصرية، وقررت مديرية الشؤون الدينية توحيد خطبة الجمعة عبر كافة مساجد الولاية من أجل إطفاء نار الفتنة التي اشتعلت قبل عدة أيام بغرداية، وساهم تواجد الدرك الوطني في بعض النقاط الساخنة في تهدئة الأوضاع بصفة جزئية، حيث تمكن بعض عناصر التدخل التابعين لمجموعات الدرك الوطني من تسلق أسطح بعض البيوت ونصب نقاط مراقبة منعت وقوع اللمناوشات. وتؤكد بعض المصادر أن وزارة الداخلية، تدرس بالتنسيق مع اللجنة الولائية للأمن بغرداية، فرض حظر للتجول في كامل إقليم بلدية غرداية لمواجهة أعمال العنف وذلك في انتظار تحقيق أمني دقيق لتحديد مسؤولية كل الأطراف التي ما تزال تتبادل التهم بين إباضية ومالكية، وقد امتدت أعمال العنف التي اتخذت شكلا طائفيا إلى حد تهجير عشرات العائلات من بيوتها وسط المدينة بالقوة
تحت القصف بالزجاجات الحارقة، حيث اضطرت 100 أسرة، أغلبها كانت تقيم وسط المدينة، لمغادرة بيوتها تحت التهديد، لتتراجع حدة العنف تدريجيا، بينما تواصل الشلل الكلي للحركة التجارية في المدينة التي كانت تستعد لاستقبال آلاف السياح، كما بدأ عشرات التجار في غرداية بإخلاء محلاتهم من البضائع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من البضائع بعد عمليات نهب وتخريب للمحلات التجارية.