بعد أسابيع من احتدام الخلافات بين قيادات حزب نداء تونس الذي يقود الائتلاف الحاكم في تونس أصبح الحزب على وشك التشتت والانقسام إلى حزبين، بل وأضحى مهدداً بفقدان الأغلبية البرلمانية لصالح خصمه حركة النهضة الإسلامية. وتعصف بالحزب منذ أشهر خلافات داخلية بين ممثلي الهياكل الحالية وجناح معارض يتزعمه نائب رئيس الحزب حافظ قايد السبسي نجل رئيس الدولة الباجي قايد السبسي، ويتهم المكتب التنفيذي الحالي حافظ قايد السبسي بتعطيل اجتماعه بالحمامات والدفع بمنحرفين لإشاعة الفوضى. ويتهم الجناح الموالي لأمين عام الحزب محسن مرزوق ورئيسه بالنيابة محمد الناصر، حافظ قايد السبسي بالسعي إلى توريث رئاسة الحزب بينما يتهم الأخير الهياكل الحالية بالفشل في تسيير الحزب والتواصل مع التنسيقيات الجهوية. ووصلت الخلافات داخل حزب حركة نداء تونس إلى مرحلة العنف يوم الأحد الماضي بانفضاض اجتماع كان مقررا للمكتب التنفيذي بالقوة، حيث فاجأ عدد من الأشخاص وهم يحملون العصي اجتماعا كان مقررا للمكتب التنفيذي للحزب بمدينة الحمامات لكنه سرعان ما انفض مع تهجم العناصر المجهولة على مقر الاجتماع. وطالب نواب عن الكتلة البرلمانية للحزب الرئيس الباجي قايد السبسي التدخل لنزع فتيل الأزمة التي تهدد بانقسام الحزب بعد نحو عام من فوزه بالانتخابات التشريعية. وكان الرئيس الحالي لتونس الباجي قائد السبسي قد أسس حزب نداء تونس في 2012 سعياً لإحداث توازن سياسياً مع حركة النهضة التي كانت القوة السياسية الأكبر في تلك الفترة، حيث نجح نداء تونس في انتخابات 2014 في اقتناص 86 مقعداً في البرلمان متقدماً بفارق طفيف على النهضة. ويضم الحزب مزيجاً من الشخصيات اليسارية والمستقلة ومسؤولين من النظام السابق تجمعوا لمواجهة الإسلام السياسي بعد فوز النهضة في أول انتخابات بعد ثورة 2011 التي أنهت حكم الرئيس زين العابدين بن علي. ولكن استقالة مؤسس الحزب السبسي إثر انتخابه رئيساً للبلاد أطفت على السطح خلافات حادة بين قيادات الحركة حول إعادة تنظيم الهياكل وبعض المسؤوليات الأولى، وأيضاً حول طموحات حافظ قائد السبسي، نجل الرئيس السبسي، لتولي زعامة الحزب وفقاً لمعارضيه.