تحيي الجزائر اليوم الجمعة الذكرى ال55 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، عندما خرج الجزائريون مرددون شعار " الجزائر – جزائرية" لإحباطا محاولات ديغول السياسية التي تريد أن تعطل الثورة التحريرية. ففي مختلف المدن خرج الآلاف من الجزائريين مطالبين بالاستقلال و رافعين الأعلام الجزائرية، قوبلت بالقمع و الردع من قبل الشرطة الاستعمارية، فذهب المئات من الضحايا الأبرياء. و تنظم الاحتفالات الرسمية المخلدة لهذه الذكرى هذا العام في ولاية عين الدفلى حيث يتواجد وزير المجاهدين، طيب زيتوني الذي دعا الشباب إلى اللتشبع بقيم السلف و تحقيقها في الميدان. واعتبر وزير المجاهدين الطيب زيتوني ، أن أحداث 11 ديسمبر 1960 كانت دليلا قاطعا على عزم الشعب الجزائري لتحدي الاستعمار الفرنسي و انتزاع استقلاله. و أكد الوزير خلال تدخله في إطار ملتقى حول هذه الأحداث التاريخية تم تنظيمه بجامعة جيلالي بونعامة بخميس مليانة، أن أمواج المواطنين التي اجتاحت الشوارع في عدة مناطق من البلاد برهان على أن الشعب قد حسم اختياره و أنه اختار طريق الحرية دون رجعة. و حسب الوزير، فان التنظيم المحكم لهذه المظاهرات كان دليلا إضافيا عن قوة الثورة و قدرتها على تجنيد الفرد الجزائري من أجل المشاركة في النضال التحرري، مشيرا الى أن هذا التنظيم كان علامة واضحة عن قرب نهاية عهدالاستعمار. كما ابرز ان هذه الأحداث كان لها الأثر الايجابي على الصعيدين الدبلوماسي و الإعلامي بحيث عززت مكانة الحكومة المؤقتة للثورة الجزائرية و سمحت للراي العام العالمي بمعرفة مدى عدالة القضية الجزائرية، مضيفا قائلا: "أننا مدعوون إلى التمحيص في معنى الاحتفال بهذه الأحداث و استنتاج الدروس من الثورة الشعبية آنذاك" . و قال الطيب زيتوني أنه على أبناء الجزائر اليوم التشبع بقيم السلف وتحقيقها في الميدان من أجل مواصلة الدينامكية الوطنية المتبناة في مجال التنمية، مذكرا برسالة رئيس الجمهورية بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للطالب داعية الشباب الى أن يكونوا أوفياء لقيم الشهداء و أن النجاح و التقدم يكونان بالجد و المثابرة. و في نفس السياق، ابرز أن الوضع العالمي و الإقليمي الراهن يستدعي مناعلى الصعيد السياسي مضاعفة المبادرات الرامية إلى الحفاظ على مكتسبات البلاد و المؤسسات من أجل تمكين الجزائر من احتلال المكانة التي تستحقها ما بين الأمم. و بهذه المناسبة، نشط الدكتور دراوي محمد من قسم التاريخ لجامعة خميس مليانة محاضرة حول نفس الموضوع قبل تنظيم حفل تكريمي على شرف المجاهد بناعي جمال الذي شارك في مظاهرات 11 ديسمبر 1960 بالعاصمة. فيما تم بالموازاة توزيع بطاقات الشفاءو شهادات الاستفادة من منح التقاعد. و ببلدية مليانة، زار الوزير مصنع الأسلحة للأمير عبد القادر حيث استمع لعرض مفصل حول الهيكل قبل أن ينتقل في الظهيرة إلى بلديتي عين بنيان و حمام ريغة أين أشرف على تشغيل شبكة لغاز المدينة لفائدة سكان المنطقة. مؤرخون يؤكدون أن المظاهرات قضت على مشروع ديغول التقسيمي ابرز البروفيسور في التاريخ تلمساني بن يونس، أن مظاهرات 11ديسمبر1960 هي عبارة عن انتفاضة شعبية من اجل جزائر مستقلة لإفشال مخطط شارل ديغول التقسيمي. و أوضح البروفيسور، خلال ندوة تارخية نشطها هذا الخميس في متحف المجاهد بالعاصمة بحضور اساتذة و عدد من المجاهدين، أن مخطط شارل ديغول كان يرمي إلى الاستيلاء على الساحل الجزائري و الأرضي الخصبة وترك "منطقة شبه قاحلة إلى الشعب الجزائري أما الصحراء فتبقى دائما فرنسية". كما أكد نفس المتحدث أن هذا المخطط قد تصدت له قيادة الثورة من خلال مظاهرات11 ديسمبر، تحت شعار بديل هو "الجزائر مسلمة مستقلة"، و اصطدامات عنيفة في مختلف المدن و كانت النتيجة هو قتل أزيد من 800 جزائري و اعتقال ألف و400 شخص و جرح ألف. من جهته ، أشار المؤرخ عامر رخيلة، إلى أن المرأة الجزائرية المحافظة كانت حاضرة بقوة في مظاهرات 11 ديسمبر دون أن تتخلى عن اللباس التقليدي "الحايك" الذي صمم بألوان العلم الجزائري . و دعا الحضور على ضرورة تسجيل الشهادات و إبلاغ الرسالة النوفمبرية .