قتل شرطي تونسي أمس الأربعاء خلال اشتباكات بين الشرطة ومحتجين يطالبون بالشغل في مدينة القصرين، وفق ما نقل سكان ومسؤولون، كما امتدت المظاهرات نحو العاصمة وبلدات أخرى في أنحاء البلاد. وقام حشود بإحراق إطارات للسيارات هاتفين "شغل.. حرية.. كرامة" في ثاني يوم من المظاهرات التي اندلعت في القصرين بعد انتحار شاب فشل في في الحصول على وظيفة، وفي المقابل أطلقت الشرطة سحبا من الغاز المسيل للدموع بعدما حاول محتجون اقتحام قسم للشرطة في القصرين، وسدت إطارات محترقة الشوارع فيما اشتبكت الشرطة مع مجموعات من المحتجين، ووفق متحدث باسم وزارة الداخلية إن شرطيا واحدا على الأقل قتل في فريانة بعدما هاجمه محتجون. وشملت الاحتجاجات أيضا مدن تالة وفريانة والسبيبة وماجل بلعباس والقيروان وسليانة وسوسة والفحص والعاصمة تونس. وقال محتج يدعى سمير في القصرين "أنا عاطل منذ سبع سنوات.. سئمنا الوعود ولن نعود إلى بيوتنا إلا عندما نحصل على شغل لنعيش بكرامة. هذه المرة نقول للرئيس وحكومته إما نعيش كلنا حياة كريمة أو نموت .. ولكن سننغص فرحتكم بالكراسي". وعلى مستوى السلطة أعلنت حكومة الرئيس الباجي قائد السبسي أمس الأربعاء أنها ستشغل أكثر من ستة آلاف عاطل من القصرين وستبدأ في مشروعات إنشائية في المنطقة، وقال المتحدث باسم الحكومة خالد شوكات "الحكومة ليس لها عصا سحرية لتغير الأوضاع في القصرين ولكن ستبدأ فعلا هذا العام عدة مشاريع هناك سعيا لامتصاص معدلات البطالة المرتفعة". ورغم أن الانتقال الديمقراطي في تونس كان سلسا وغير عنيف، على العكس مما حدث في بلدان مثل ليبيا واليمن وسوريا، وحظي بإشادة واسعة مع إقرار دستور جديد وانتخابات حرة، إلا أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الهشة تمثل أكبر تحد للائتلاف الحاكم في تونس.