أعلن وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي اليوم الثلاثاء أن الجزائر و السلطات الليبية الجديدة ستشكلان قريبا لجان العمل التي ستعكف على العديد من الملفات مما سيضفي على العلاقات الثنائية طابعا رسميا و متواصلا. وفي تصريح له أوضح مدلسي قائلا "ما من شك أن قرار الحكومة الجزائرية العمل بشكل وثيق مع السلطات الليبية الجديدة من أجل إرساء تعاون ثنائي مثمر سيسمح للبلدين بالعمل معا بشكل أكثر صراحة لأنه لم تكن لدينا لحد الآن سوى اتصالات غير رسمية و غير متواصلة". و أضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية المتواجد حاليا بنيويورك في إطار الدورة ال66 للجمعية العامة للأمم المتحدة :"الآن سنضفي على علاقاتنا طابعا رسميا و متواصلا" مشيرا إلى أن هناك تحديات "في غاية الأهمية" بالنظر للوضع السائد في ليبيا. و أضاف مدلسي، أن الجزائر ستعمل على تعزيز التعاون مع ليبيا خصوصا و أنها تواجه تحديات عظيمة أهمها استرجاع السلم و استتباب الأمن في كامل التراب الليبي. مشيرا إلى أن أحد التحديات أيضا تشكيل حكومة جديدة تكون حكومة تمثيلية لجميع الليبيين. و أوضح في هذا الصدد، أن " وحدة التراب الليبي أمر مقدس من دون شك، و من المؤكد أن الليبيين سيعملون على تعزيز تلك الوحدة". و أشار مدلسي، إلى أن الجزائر لن تدخر جهدا لمد يد العون إلى الأشقاء الليبيين في إطار مبدأ الأخوة و التضامن " و أضاف مدلسي قائلا إن " جزء هام من ليبيا شهد دمار كبير، و تم إلحاق أضرار بالأجهزة الأمنية في الوقت الذي تبرز الحاجة الملحة إليها بالنظر للوضعية السائدة و الفوضى المنتشرة في البلاد، و التي يجب على الليبيين التصدي لها في إطار الحكومة الجديدة". و أضاف قائلا "لقد اتفقنا مع إخواننا الليبيين على تشكيل فرق ستعكف على دراسة مختلف الملفات" ذات الصلة بكل هذه المسائل موضحا أنه قبل الشروع في هذه الخطوة على مستوى اللجان "سيتم القيام ببعض الاتصالات في الأيام المقبلة للسماح بتنظيم" هذا البرنامج. و على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة التقى رئيس الدبلوماسية الجزائرية مرتين برئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل و ذلك خلال ندوة أصدقاء ليبيا التي انعقدت يوم 20 سبتمبر بنيويورك و أيضا بعد أن قررت الجزائر العمل "بشكل وثيق" مع السلطات الليبية الجديدة. و أوضح مدلسي أن جبريل أعرب خلال هذين اللقاءين عن "ارتياحه" و السلطات الليبية الجديدة بطرابلس حيث يوجد السفير الجزائري "في اتصال" مع السلطات الليبية. و في رده عن سؤال حول الإجراءات التي اتخذتها السلطات الجزائرية عقب تصريحات عائشة القذافي لقناة تلفزيونية عربية و التي وصفتها الجزائر ب"غير المقبولة" أكد الوزير أن الجزائر عند استقبالها لأعضاء من عائلة معمر القذافي لأسباب "إنسانية بحتة" لم يخطر ببالها أنه سيكون من بينهم "من يمارس السياسة" انطلاقا من أراضيها. و أضاف قائلا "كان أمرا غير مواتيا و مفاجئا بالنسبة لنا" مضيفا أنه "تم اتخاذ إجراءات لوضع الأشخاص الذين استقبلناهم أمام مسؤولياتهم و التأكد من عدم حدوث ذلك مجددا" دون أن يقدم أي توضيح عن نوعية هذه الإجراءات. و اعتبر مدلسي أنه "من الواضح أن هذه الرسالة قد تم نقلها لعائشة و لبقية أعضا عائلتها لكي يحترموا من الآن فصاعدا صفتهم كضيوف بالجزائر و يبتعدوا تماما عن كل عمل سياسي و قد وصلت الرسالة للمعنيين بكل وضوح". و عن سؤال حول القرار الذي قد تتخذه الجزائر في حالة ما إذا استمر أحد أعضاء عائلة القذافي في انتهاك الالتزامات رد السيد مدلسي قائلا "في كل مرة تواجهنا حالات تفرض علينا تنفيذ لوائح مجلس الأمن فسنفعل ذلك دون تردد".