حقق المنتخب الزامبي تتويجا رائعا في تاريخه كبطلاً لكأس أمم أفريقيا في نسختها الثامنة و العشرين بفوزه على كوت ديفوار بركلات الترجيح 8-7 بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي و الإضافي في المباراة النهائية التي جرت الأحد على إستاد الصداقة في ليبرفيل في ختام البطولة التي استضافتها الغابون و غينيا الاستوائية. باتت زامبيا الدولة الرابعة عشرة التي تنجح في تدوين اسمها في السجل الذهبي للبطولة.و كانت محاولتها الثالثة ثابتت بعد مرتين فاشلتين عامي 1974 و 1994 حين خسرت النهائي أمام زائير 0-2 ونيجيريا 1-2 على التوالي. و يحمل النجاح الزامبي بعداً إنسانياً إذ يأتي بعد 19 عاماً من خسارتها أفراد المنتخب الأوّل إثر تحطّم الطائرة قبالة سواحل ليبيرفيل في التحديد و كانت تقل المنتخب الوطني إلى السنغال عام 1993 لخوض مباراة في تصفيات الكأس القارية. و كان لاعبو زامبيا زاروا مكان تحطم الطائرة الخميس الماضي لدى وصولهم إليها من غينيا الاستوائية حيث خاضوا مباريات الأدوار الأول وربع ونصف النهائي علماً أنها المرة الأولى التي تعود فيها زامبيا لليبرفيل منذ الحادثة المذكورة. و بات مدرب زامبيا، هيرفي رينار رابع مدرب فرنسي ينجح في التتويج باللقب بعد كلود لوروا وليار لوشانتر (كلاهما مع الكاميرون) وروجيه لومير (تونس). و توّجت زامبيا بفوزها على كوت ديفوار مشوارها الرائع و المفاجئ إذ كانت تغلبت على منتخبين آخرين رشحا للقب، هما السنغال 2-1 في الدور الأوّل، و غانا 1-صفر في ربع النهائي. أما كوت ديفوار فستبكي على جيلها الذهبي الذي لم ينجح في خطف لقب ثان للبلاد بعد أول عام 1992، خصوصاً أن اعمدة المنتخب في مقدمتهم النجم الكبير ديدييه دروغبا (33 عاماً) و حبيب كولو توريه (30 عاما) و حارس المرمى بوباكار باري (32 عاما) شارفوا الاعتزال و لم ينجحوا في فك عقدة المباراة النهائية إذ خسروا نهائي 2006 أمام مصر. و للمفارقة الحزينة أنها أنهت مشوارها في هذه البطولة بشباك نظيفة و دون خسارة أي مباراة لكن عقدة عدم التسجيل في النهائي لازمتها شأن عام 1992 (0-0) مع غانا و 12-11 بركلات الترجيح و 2006 (0-0) مع مصر و(4-2) بركلات الترجيح. و هذه المرة الرابعة التي يحسم فيها اللقب بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، بعد الأولى عام 1986 في القاهرة بين مصر و الكاميرون (5-4)، و الثانية عام 1992 و الثالثة عام 2006 أي ثلاث مرات منها بوجود كوت ديفوار طرفاً في النهائي.