يسدل سهرة اليوم الأحد، الستار على العرس الكروي في طبعته الثامن والعشرون بالعاصمة الغابونية ليبرفيل، من خلال إقامة المواجهة النهائية بين المنتخبين الإيفواري والزامبي، والفائز من هاته المواجهة سيكون له شرف خلافة المنتخب المصري على العرش القاري، بعد أن تمكن منتخب (الفراعنة) من الحفاظ على تاجهم في ثلاث دورات متتالية وهو رقم قياسي لم يسبق لأي منتخب وأن فاز باللقب القاري ثلاث مرات متتالية· بن عبد القادر تتجه الأنظار ليلة اليوم إلى ملعب مدينة ليبرفيل عاصمة الغابون الذي سيكون مسرحاً لنهائي كأس الأمم الإفريقية بين فيلة الكوت ديفوار والرصاصات النحاسية الزامبي· مواجهة فنية بين مدرب الفيلة ومدرب زامبيا هناك مواجهة فنية بين مدرب الفيلة الإيفواري فرانسوا زاهوي الذي يسير بخطى ثابتة نحو تكرار إنجاز مواطنه يوو مارسيال الذي قاد الفيلة إلى اللقب الأول والأخير في نهائيات كأس الأمم الإفريقية عام 1992 في السنغال، ومدرب الشيبولوبولوس الفرنسي هرفيه رونار الطامح إلى نحت إسمه بحروف من ذهب في سماء الكرة الإفريقية عموماً والكرة الزامبية خصوصاً· زاهوي على خطى مارسيال يسعى زاهوي مع كوت ديفوار إلى تحقيق ما عجز عنه العديد من المدربين الأجانب ومن العيار الثقيل في مقدمتهم الألماني بيتر شنيتغر واليوغوسلافي رادوفوي أونيانوفيتش والفرنسي فيليب تروسييه ومواطنيه البولندي الأصل هنري كاسبرجاك وروبير نوزاريه وهنري ميشال وجيرار جيلي ووحيد خليلودزيتش الذين فشلوا في الظفر باللقب القاري، ويأمل الإيفواري إعادة سيناريو 1992 مع المدرب المحلي يوو مارسيال· ويخطو زاهوي نحو الإنجاز ذاته في النسخة الحالية حيث لم تهتز شباك الفيلة حتى الآن في 5 مباريات حققوا فيها الفوز جميعها ويملكون أفضل خط هجوم أيضاً (9 أهداف)· رونار بين الطموح والتحدي يملك مدرب زامبيا هيرفيه رونار رغبةً أكيدةً لردّ الاعتبار لنفسه من وسائل الإعلام الزامبية والفرنسية عندما يقود منتخب الشيبولوبولوس الليلة أمام الكوت ديفوار في المباراة النهائية· وحقّق رينار مشواراً رائعاً مع زامبيا حتى الآن في العرس القاري وقادها إلى المباراة النهائية التي لم يكن أي أحد يتوقعها، وهو بات على بعد خطوة واحدة من دخول تاريخ كرة القدم الزامبية على الخصوص والقارية عموماً من خلال التتويج باللقب القاري الأول· ولم يتوقف، منذ بداية البطولة عن التلميح إلى انتقادات وسائل الإعلام الزامبية عقب الخروج من الدور ربع النهائي للنسخة الأخيرة في أنغولا على الرغم من أنّ المنتخب قدّم عروضاً رائعةً وخرج على يد نيجيريا بركلات الترجيح· ويتذكر رينار جيداً أنّ وسائل الإعلام الزامبية عارضت كثيراً تعاقد الاتحاد المحلي معه عام 2008، وأرغمته على ترك منصبه عقب النسخة الأخيرة مبرراً ذلك بأسباب عائلية حيث أشرف بعدها على تدريب منتخب أنغولا لفترة قصيرة وفريق اتحاد العاصمة الجزائري· النهائي الثالث للمنتخبين هذا النهائي الثالث للمنتخبين في النهائيات، حيث توجت كوت ديفوار بلقبها الأول والأخير حتى الآن في مباراتها النهائية الأولى عام 1992 في السنغال على حساب غانا 12-11 بركلات الترجيحية الماراتونية (24 ركلة) علما بأنها تخطت زامبيا 1-صفر بعد التمديد في ربع النهائي، ثم خسرت نهائي عام 2006 أمام مصر المضيفة بركلات الترجيح· زامبيا تبحث عن لذة التتويج لأول مرة لم تذق زامبيا حلاوة اللقب قط لكنها تلعب دائما دورا هاما في النهائيات وتبلغ أدوارا متقدمة، فأهدرت فرصة إحراز اللقب مرتين، الأولى عام 1974 في مصر عندما خسرت أمام الزائير (الكونغو الديموقراطية حاليا) صفر-2 في المباراة النهائية المعادة (تعادلا في الأولى 2-2)، والثانية عام 1994 عندما خسرت أمام نيجيريا 1-2 في المباراة النهائية في تونس· زامبيا لعنة الإيفواريين تخطت زامبيا كوت ديفوار في المرتين اللتين بلغت فيهما المباراة النهائية، لكن في الدور الأول فازت بنتيجة واحدة 1-صفر، وكانت المواجهات الثلاث بين المنتخبين في النهائيات وتاريخ مواجهاتهما حتى الآن· تضميد جراح شعبيهما ··· القاسم المشترك بين المنتخبين يدخل المنتخبان المباراة النهائية غدا بقاسم مشترك هو تضميد جراح شعبيهما، فكوت ديفوار عانت من الحرب الأهلية في الأعوام الأخيرة، فيما لا تزال زامبيا تلهث وراء إنجاز قاري لتكريم أرواح ضحايا انفجار الطائرة التي كانت تقل المنتخب إلى السنغال لخوض مباراة في تصفيات الكأس القارية عام 1993· زامبيا والمصادفة ··· للمصادفة تعود زامبيا إلى العاصمة الغابونية للمرة الأولى منذ تحطم طائرتها العسكرية في أحد الشواطىء بالقرب من العاصمة ليبرفيل، وزار اللاعبون مكان تحطمها الخميس الماضي لدى وصولهم إليها من غينيا الاستوائية حيث خاضوا مباريات الأدوار الأول وربع ونصف النهائي· على الورق "الفيلة" مرشحون لانتزاع الكأس على الورق، تبدو كوت ديفوار الأقرب إلى إحراز اللقب، ففضلا عن كونها كانت أحد أبرز المرشحين قبل انطلاق البطولة إلى جانب غانا والسنغال والمغرب وتونس، بالإضافة إلى غياب المنتخبات الخمسة العريقة: مصر والكاميرون ونيجيريا والجزائر وجنوب إفريقيا، فإن الفيلة يملكون جيلا ذهبيا مرصّعا بالنجوم في مقدمتهم القائد ديدييه دروغبا ويحيى توريه أفضل لاعب في القارة العام الماضي وسالومون كالو وجيرفينيو وديدييه زوكورا· آخر فرصة للجيل الذهبي لمنتخب الفيلة بالتتويج يدرك الجيل الذهبي بأن النسخة الحالية هي الفرصة الأخيرة لمعانقة اللقب خصوصا دروغبا (33 عاما) وحارس المرمى بوباكار باري (32 عاما) وزوكورا (31 عاما) وحبيب كولو توريه (30 عاما)، وبالتالي فهو مصمم على فك العقدة التي لازمته في النسخ الثلاث الأخيرة، حيث خسر المباراة النهائية عام 2006، وخرج من نصف النهائي عام 2008 في غانا على يد مصر 1-4، ومن الدور ربع النهائي في النسخة الأخيرة في أنغولا· زامبيا مفاجأة البطولة فاقت زامبيا التوقعات ببلوغ النهائي بتشكيلة غير معروفة إلى حد كبير إذ ينتمي لاعب واحد فقط منها إلى ناد أوروبي· وشكل فوز زامبيا في الدور قبل النهائي على غانا ثاني انتصار كبير تحققه في البطولة عقب فوزها في أولى مبارياتها على السنغال التي كانت ضمن المرشحين للفوز باللقب· هل تهتز شباك كوت ديفوار؟ لم تتلق شباك كوت ديفوار أي هدف إلى الآن في البطولة وفازت بجميع مبارياتها في الطريق نحو النهائي· ويتناقض الأداء مع الأخطاء الدفاعية الكارثية التي كلفت ساحل العاج غاليا في آخر بطولتين والتي كان يتوقع فيهما فوز (الأفيال)· قالوا عن النهائي زاهوي: "نحن في النهائي لانتزاع الكأس" (الإنجاز لو تحقق سيكون بفضل الجميع· اتحاد محلي وجهاز فني و23 لاعباً· لحسن حظي أنني أملك لاعبين متميزين ويملكون خبرة كبيرة· إنها المجموعة ذاتها التي أخفقت في النسخ الثلاث الأخيرة لكنها تظهر الآن بوجه مختلف لأنها فهمت فلسفة التتويج)· وأردف زاهوي قائلاً: (إذا كنت ترغب في نيل اللقب، فإن الفوز هو الطريق الصحيح· نحن هنا من أجل تحقيق ذلك، علمتنا التجارب السابقة أنّ النتيجة هي الحكم وليست العروض الجيدة· هدفنا هو التتويج باللقب وذلك يمر بالفوز· حققنا العلامة الكاملة حتى الآن وسنسعى إلى تحقيقها في المباراة النهائية)· رونار: "كوت ديفوار لا تُخيفني" (وحدنا كنا نثق في أنفسنا وقدرتنا على الذهاب بعيداً في هذه البطولة، ولم نتوقف منذ بداية النسخة الحالية عن القول بأن هدفنا هو تحقيق أفضل ممّا حققناه في أنغولا عام 2010 (الدور ربع النهائي)· الآن تخطينا نصف النهائي ووصلنا إلى المباراة النهائية· نريد أن نحرز اللقب، وقلت سابقاً أنّ العودة إلى الغابون كانت حلماً والآن الحلم تحقق ويجب أن نحقق الحلم الأكبر وهو الفوز باللقب)· وتابع (لا نخاف من أي أحد، نحترم الإيفواريين كثيراً ونعرف قيمة لاعبيهم الذين نشاهدهم كل أسبوع على شاشة التلفزيون، نحن أمام جبل كبير لكننا نملك من الإرادة والعزيمة والتصميم ما يكفي للوصول إلى القمة)· دروغبا قائد المنتخب الإيفواري: "الزامبيون لا يستسلمون" (إنها المباراة النهائية الآن وكل شىء وارد، سنحاول مواصلة تركيزنا وتصميمنا على الفوز مع احترام كبير للمنتخب الزامبي الذي فجر مفاجأتين مدويتين في النسخة الحالية)· وأضاف (أنه منتخب (زامبيا) جيد يدافع جيدا ويهاجم ويخلق المشاكل، لا يستسلم، قوي بدنيا ومعنويا)· سالومون كالو مهاجم كوت ديفوار: "سنفوز بالكأس" (أصبحنا أكثر تنظيما مقارنة بالماضي ولدينا لاعبين يمكنهم أن يسجلوا في أي لحظة مثل جرفينيو وديدييه دروغبا وأنا· يمكننا جميعا أن نصنع الفارق)· وأضاف كولو توري وهو واحد من ثمانية لاعبين كانوا ضمن الفريق الذي خسر بركلات الترجيح أمام مصر في النهائي قبل ست سنوات (طال انتظارنا للعودة إلى النهائي)· وتابع (نحتاج الآن لاستغلال هذه الخبرة للفوز· هذا يعني الكثير لبلادنا)· كريستوفر كاتونغو: "سنعود إلى زامبيا بالكأس" (إنها فرصتنا للتعريف عن أنفسنا ومؤهلاتنا وقدراتنا وقوتنا)، مضيفا (هذا المنتخب يرغب في تحقيق إنجاز ما لكرة القدم الزامبية التي لامست الكأس مرتين عام 1974 و1994، وأتمنى أن تكون الثالثة ثابتة)· وتابع كاتونغو (بلغنا المباراة النهائية عن جدارة واستحقاق، لا أدري لماذا يعتبر الجميع بأن وصولنا إلى النهائي مفاجأة، جميع المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات تملك حظوظا متساوية للفوز باللقب وبالتالي ليس هناك منتخب مرشح للفوز باللقب أكثر من منتخب آخر، يمكن القول أن هناك مرشحا على الورق لكن الواقع قد يسفر عن شيء آخر وهو ما نجحنا في تحقيقه حتى الآن)·