أكدت مصادر مطلعة من مجمع سوناطراك، أن الشركة تنتظر تلقيها الضوء الأخضر من السلطات الليبية الجديدة، لاستئناف الاستثمار في مجال التنقيب و استخراج النفط، اثر توقف نشاط المجمع في ليبيا قرابة السنة جراء الأحداث التي مرت بها و الوضعية الأمنية غير المستقرة سببتها المواجهات العسكرية بين الثوار و القوات الموالي لنظام القدافي . و أشارت نفس المصادر إلى انه من المقرر أن يستأنف مجمع سوناطراك استثماريته في ليبيا خلال الأيام القليلة المقبلة،على اعتبار أن الوضعية الأمنية في مناطق النشاط تعرف استقرارا في ظل النظام حكم المجلس الانتقالي الليبي،و أكدت المصادر أن استثمار المؤسسة الوطنية للمحرقات في الحقول البترولية للجارة ليبيا سيتواصل على نفس القواعد التي كانت تعمل على أساسها خلال حكم القدافي،لتؤكد بان تغير رأس السلطة في ليبيا ليس من شانه التأثير على الاستثمار الجزائري في قطاع المحروقات، و أوضحت أن قيادة البلدين أكدت على استمرار و تطوير التعاون الاقتصادي خلال اللقاء الأخير بين رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل و رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. و حسب المصادر ذاتها فإن مصالح مجمع سوناطراك في ليبيا حققت اكتشافين للبترول أكدت أنها غير معرضة للخطر من أي نوع كان، من منطلق أن المجمع لا يتوفر على منشآت في السطح في ليبيا، لاسيما في حقلين يقعان في مناطق قريبة من الحدود الجزائرية الليبية، حيث وقعت شركة سوناطراك في إطار الشراكة مع الشركة الوطنية النفطية الليبية و المؤسسة الهندية أويل إنديا إلى جانب شركة النفط الوطنية الليبية على عقد لإنجاز منشآت صناعية لتطوير الحقل بقيمة تبلغ حوالي 167 مليون دولار، و يتعلق العقد بإنجاز وحدة لإنتاج البترول الخام بطاقة إنتاجية تقدر ب12 ألف برميل في اليوم، و أنبوب لنقل البترول يبلغ طوله 25 كلم وقاعدة صناعية، و حددت مدة الانجاز ب 30 شهرا. و يرتقب الشروع في الإنتاج بحقل بئر المسانة، الواقع على بعد 300 كلم شرق حاسي مسعود في أفريل 2014، و سيكون أجل انجاز هذه المنشآت 30 شهرا،و يأتي هذا الاتفاق لتعويض تراجع إنتاج بعض الآبار البترولية، التي قال بشأنها الرئيس المدر العام لسوناطراك إنها تعد مجرد آبار هامشية ولا تعد حقولا هاما.مؤكدا في ذات الوقت أن حقل حاسي مسعود، الذي يشكل أكبر حصة في الإنتاج البترولي من الجزائر لا يعرف تراجعا و محافظ على مستوى طاقته الإنتاجية. و كان مجمع سوناطراك قد أعلن في ماي 2010 عن تحقيقه لاكتشاف ثان للبترول في حوض غدامس بالقرب من الحدود الجزائرية-الليبية بالشراكة مع الشركة الليبية "ناشيونال أويل كوربورايشن"حيث تم هذا الاكتشاف من طرف شركة سيباكس (سوناطراك انترناشيونال بيتروليوم للاستكشاف و الإنتاج)، و قد تم تحقيق الاكتشاف الأول في المجمع 65 الذي أوكل لشركة سوناطراك من طرف الشركة الليبية"ناشيونال أويل كوربورايشن"في مارس 2005.