تعلق الدول الأوربية آمالا كبيرة على قمة مجموعة العشرين التي تعقد هذا الإثنين في الوصول إلى اتفاق لإنقاذ أوربا من أزمتها الاقتصادية والمالية التي تتخبط فيها منذ سنوات والتي أضحت تدمر اقتصاديات دولها واحدة تلو الاخرى وأصبح تصنيفها الائتماني يتدحرج شيئا فشيئا ليزيد الأمر تعقيدا، ويحذر بعض القادة الأوربيين من أن أي اخفاق سيؤدي إلى تفاقم الازمة التي باتت تهدد دولا خارج اوربا كالولايات المتحدة والصين. و عشية انعقاد القمة التي ستدوم يومين بالمكسيك، حذر رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون من ان فشل قادة دول مجموعة العشرين في الاتفاق على خطط انقاذ حقيقية لازمة منطقة اليورو خلال اجتماعهم سيؤدي الى تعثر مزيد من الدول الاوروبية وستكون من ضمنها ايطاليا وفرنسا. و قال براون في مقال نشرته الصحف البريطانية ان البيانات "الفارغة" التي عادة ما تنتهي اليها اجتماعات قادة دول مجموعة العشرين لن تجدي نفعا هذه المرة بالنظر الى حجم الازمة المالية،و اكد على ضرورة ان يتوصل اجتماع المكسيك الى اتفاق دولي عملي يسمح بمواجهة فعلية للازمة التي تعصف بمنطقة العملة الاوروبية الموحدة (يورو) محذرا من ان قمة المكسيك ستكون اخر فرصة لتدارك الامور قبل ان تضطر دول اوروبية اخرى على غرار ايطاليا وحتى فرنسا الى طلب مساعدات دولية مثل اسبانيا وايرلندا. و أضاف أن الدول التي تلقت مساعدات مالية كاسبانيا مؤخرا ستكون بحاجة الى المزيد من المساعدات في ظل تعمق الازمة وتراجع النمو الاقتصادي الى مستويات خطيرة موضحا ان سقوط منطقة اليورو في هذه الدوامة سيؤدي حتما الى اضعاف الاقتصاد الالماني و دفع البنوك الالمانية الى طلب مساعدات مالية ايضا. و دعا براون قادة الدول الاوروبية الى منح البنك الاوروبي المركزي مزيدا من الصلاحيات لمواجهة الازمة المالية الراهنة والشروع في اعادة صياغة النظام الضريبي والمصرفي الموحد علاوة على اعادة ترتيب وهيكلة البنوك الاوروبية وتقليص حجم بعضها. و ذكر براون ان الازمة الحالية تستوجب توحد قادة الدول الكبرى والغنية حيث ان المشاكل الاقتصادية اصبحت تهدد الاقتصاد العالمي مضيفا ان "اوروبا باتت عاجزة عن الانفاق وشراء المنتجات الاسيوية مثلما كانت تفعل في الماضي وهو ما يعجل بتباطؤ اقتصادات الدول الاسيوية مثل الصين والهند".