قدم حزب جبهة التحرير الوطني كما كان متوقعا تحفظات حول مبادرة التوافق الوطني التي طرحتها حركة مجتمع السلم على الطبقة السياسية تحسبا للرئاسيات المقبلة، حيث حرص زعيم الافلان جمال ولد عباس على التأكيد بأن مصطلحات مثل الانتقال الديمقراطي وغيرها قد تم رفضها خلال الاجتماع، بينما تم الاتفاق على بعض النقاط المتعلقة بالإقتصاد الوطني. و قال ولد عباس في ندوة صحفية عقدها امس بمقر الحزب في حيدرة عقب لقاء مع وفد عن حمس يتقدمه رئيس الحركة عبد الرزاق مقري، إن الافلان قد عبر عن تحفظاته للوفد الحمسي حول عدد من النقاط الأساسية في مبادرة التوافق الوطني ، و ذكر منها مصطلح الانتقال الديمقراطي، حيث حرص على ابراز أن الجزائر بلد ديمقراطي و ليس في حاجة للانتقال الى الديمقراطية فيما وجه رسالة مشفرة إلى نظيره مقري حينما قال: الانتقال الديمقراطي بنيناه بالشراكة مع حركة حمس التي كانت طرفا مهما في الحكم على مدار سنوات حكم الرئيس بوتفليقة . و جدد ولد عباس رفض الافلان الذي يعتبر القوة السياسية الأولى في البلاد لدعوات تدخل الجيش في السياسة ،حيث عاد للتأكيد على ان مهام الجيش واضحة في الدستور الجزائري و سبق لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن أشار إليها في رسالته إلى الشعب قبل شهر من الآن . كما اغتنم ولد عباس فرصة لقاءه مع مقري لتجديد دعواته السابقة لرئيس الجمهورية بمواصلة مسار الإنجازات لعهدة جديدة ،لانه كما قال : رئيس الحزب و رئيس كل الجزائريين . و عاد زعيم الافلان لتذكير نظراءه في حمس بانجازات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة طيلة 20 سنة من الحكم ، و على راسها الجانب الأمني اين التزم الرئيس و نجح في إطفاء نار الفتنة و بسط الامن في البلاد. بالمقابل أكد ذات المسؤول الحزبي بأنه قد تم الاتفاق بين الحزبين حول عدد من النقاط التي تخص الجانب الاقتصادي و منها ضرورة إعطاء دفعة إضافية لتقوية الاقتصاد الوطني، فيما حرص ولد عباس على ابراز ان الاجتماع مع قيادة حمس كان مثمرا و منعرجا إيجابيا للمستقبل ،و أضاف: الافلان بيت كل الجزائريين و نحترم جميع الأحزاب ،و كل اقتراح في الصالح العام نستقبله و نبلغ الرئيس لأنه الرجل الأول في الافلان . من جهة أخرى كشف الأمين العام للافلان عن سلسلة لقاءات مرتقبة مع أحزاب أخرى و منظمات جماهرية و مجتمع مدني خلال الأيام المقبلة، بينما تحدث عن قرب توزيع وثيقة إنجازات رئيس الجمهورية منذ 1999 و التي عكفت لجان افلانية خاصة على اعدادها للإجابة على سؤال: اين ذهبت 100 مليار؟ . نحناح لم يفاوض بوتفليقة في 1999 من جهة أخرى حرص الأمين العام لجزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، على التأكيد مجددا أن المرحوم محفوظ نحناح لم يفاوض الرئيس بوتفليقة في إنتخابات 1999. و قال في السياق : "أود أن أصحح كلامي بخصوص نحناح.. كان هناك سوء تفاهم، وأنا قلت أن نحناح في 1999 أبدا لم يساوم الرئيس بوتفليقة". وأضاف: "نحناح كان شخصية وطنية وكان من الضروري جدا أن أوضح وأصحح التصريح وكانت لي علاقة صداقة حميمية معه". وتابع: "كان رحمة الله عليه شخصية وطنية، تلاقينا في البوسنة وكنا معا في المجلس الوطني الإنتقالي" مقري: حرص الافلان على تمدين العمل السياسي يسعدنا من جهته حاول رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري تحضير الطبقة السياسية لسيناريوهات فشل مبادرة التوافق الوطني التي عرضها على الافلان ،اين اعتبر بأن 10 مبادرات سابقة للحزب منذ التسعينات قد فشلت، و هنالك إمكانية لفشل المبادرة الجديدة . و دافع مقري بمناسبة لقاءه مع ولد عباس عن مبادرته السياسية معتبرا أنها جاءت لاخراج البلاد من الازمة ،و ليست لها دوافع حزبية ضيقة بل تهدف لمراعاة الصالح العام على حد تعبيره. و أضاف في السياق: نحن على استعداد لوضع طموحاتنا الحزبية على حدى لمصلحة البلد،ولا يوجد أي طرف اعطانا ضمانات و ليست لنا نقاشات في السر ، و نحن نؤمن بالشفافية و قوة الاقناع لانجاح مبادرتنا . و عن رؤيته للرئاسيات المقبلة، قال مقري: لم ندخل في دائرة الحديث عن المترشحين و أسماءهم ، نحن نريد التفاهم على مبدأ التوافق الوطني،و لسنا ملزمين على ان يكون مرشح الافلان هو مرشحنا لهذا الموعد الهام . بالمقابل حرص مقري على التأكيد بأن العلاقات التي تجمع بين حمس و الافلان متينة حيث يتفق الحزبان في الأسس و الخط الوطني ، و يختلفان بشكل طبيعي في السياسة ،بينما عبر عن سعادته عما وصفه حرص قيادة الافلان على تمدين العمل السياسي . و نفى زعيم حمس من جهة أخرى الانباء التي تحدثت عن رفض حزب الافافاس لمبادرة التوافق الوطني،و قال: على النقيض تماما قد لمسنا من طرف قيادة الافافاس تطابقا كبيرا في وجهات النظر حول الازمة التي تعيشها البلادو شعرنا بصدق نواياهم في قضية التوافق .