وانتهز الأمين العام للحزب العتيد، جمال ولد عباس، اللقاء، لتوضيح التصريحات التي أدلى بها مؤخرا حول "تعرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للمساومة سنة 1999"، قائلا إن إن "المرحوم محفوظ نحناح (مؤسس حركة حمس) لم يساوم الرئيس بوتفليقة في انتخابات 1999". وأضاف : " أود أن أصحح كلامي بخصوص نحناح.. كان هناك سوء تفاهم، وأنا قلت إن نحناح في 1999 أبدا لم يساوم الرئيس بوتفليقة".وتابع وزير الصحة سابقا : " نحناح كان شخصية وطنية وكان من الضروري جدا أنّ أوضح وأصحح التصريح وكانت لي علاقة صداقة حميمية معه".وبخصوص مبادرة "التوافق الوطني" التي طرحتها حركة مجتمع السلم، قال ولد عباس، " لدينا تحفظات حول مبادرة التوافق الوطني التي اقترحتها حمس، لكن اجتماعنا اليوم يكتسى أهمية بالغة ".من جانبه قال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، في كلمة افتتاحية له قبل انعقاد الندوة المشتركة مع قيادات جبهة التحرير الوطني، "نحن كلنا أبناء جبهة التحرير الوطني المعروفة قبل الاستقلال وهذا الحزب كان عنصر أساسي في تسيير البلد بعد استقلال الجزائر".وخاطب مقري، قيادة الافلان بالقول إن "حركة حمس استفادت من الأفلان ومن قياداتها منذ التسعينات، وهذا اللقاء هو رسالة للجزائريين بأن الموالاة والمعارضة يمكن أن يلتقوا مهما اختلفوا في الرؤى". وأشار في هذا السياق إلى أن "تحليلنا للأزمة التي تمر بها البلاد هو ما دفعنا لتقديم مبادرة التوافق الوطني" موضحا أن "حركة حمس تحدثت مع حزب الأفلان على الأزمة التي تمر بها البلاد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، مع التركيز على معيشة المواطن" مضيفا أنّ "الحركة حمّلت كل الحكومات المتعاقبة بكلّ أحزابها الأزمة بعدم القدرة على التحرر من المحروقات وبناء اقتصاد وطني". @@من حق أي حزب أن يقدم مرشحه وبخصوص دعوات استمرار حكم بوتفليقة ، قال مقري إن "ما يتعلق بترشيح بوتفليقة أمر طبيعي جدا لأنه رئيس حزب جبهة التحرير الوطني ورئيس كل الجزائريين" وأضاف أنه "من حق أي حزب أن يقدم مرشحه والأحزاب الأخرى ليست ملزمة بأن يكون رئيس الأفلان هو مرشحها".وذكر مقري أن " الطرفان أعطيا مواصفات للرئيس الذي يقود التوافق الوطني وأضوح أن " مازال هناك فرص للنقاش وأبواب الحوار متواصلة، والطرفان لم يدخلا في دائرة الحديث عن المرشحين. وإذا اتفقا على مبادرة التوافق سيكون لكل حزب وجهة نظر".وعن دعوته المؤسسة العسكرية ل "المساهمة في عملية انتقال ديمقراطي"، التي انتقدها الكثيرين ، قال مقري مخاطبا ولد عباس والوفد الذي كان معه : " من وجهة نظرنا والأكيد إن الآفلان لا يوافقنا الرأي، فإننا كنا ضحية تدخل المؤسسة العسكرية في الانتخابات في وقت سابق، ورغم ذلك فهو يسعى لتمدين العمل السياسيوهذا الأمر أسعدنا كثيرا".وقبل انعقاد هذا اللقاء بساعات قليلة فقط التقى رئيس حركة مجتمع السلم الأسبق، أبو جرة سلطاني بالأمين العام للحزب العتيد جمال ولد عباس، في القاعة الشرفية بمطار هواري بومدين أثناء وصول جثمان العقيد الراحل أحمد بن الشريف قادما من فرنسا، حيث أظهرت كاميرات التلفزيون أبو جرة سلطاني وهو يقترب من ولد عباس ويتبادل معه الحديث.واستبعد القيادي في حركة مجتمع السلم، عبد الرحمان سعيدي، في اتصال مع "الجزائر الجديدة" أن يكون للقاء علاقة باللقاء الذي جمع قيادة حركة مجتمع السلم بنظيرتها في الآفلان لمناقشة مبادرة "التوافق الوطني".وبخصوص المبادرة، ثمن المتحدث " المحاولات التي قيادة تبذلها " حمس " لتقريب وجهات النظر بين أحزاب ليست من نفس العائلة السياسية" مستدلا ب "اللقاء الذي جمع بين مقري وبن يونس".