اعتبر الدكتور أحمد ميزاب، رئيس اللجنة الجزائرية - الإفريقية للسلم والمصالحة، إقرار الأممالمتحدة يوما عالميا للعيش معا في سلام اعتراف بمكانة الجزائر وعمق نظرتها ونجاح دبلوماسيتها. وقال ميزاب، أمس، في حوار لموقع الإذاعة الوطنية، أن الجزائر تحولت اليوم إلى مدرسة كبيرة تقدم دروسا في مجال السلم والمصالحة وتسوية الأزمات والصراعات عن طريق الحوار والحلول السلمية، وذلك انطلاقا من تجاربها و رصيدها ومكتسباتها التاريخية في هذا المجال، وأضاف ذات المتحدث أن هذا الأمر ليس غريبا على الجزائر، باستحضار الأمير عبدالقادر الذي لقب براعي القيم الإنسانية من قبل ملوك وأمراء دول العالم في 1864 بعد مساهمته في حماية الأقلية المارونية في سوريا. وقال ميزاب: كما أن ذلك ليس غريبا على الجزائر الذي الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة المدرسة الكبيرة في الدبلوماسية والمشهود له برجاحة العقل وبعد النظر، والذي جاء بمشروع ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي كان خيارا إستراتيجيا بامتياز ومكن الجزائر من أن تخطو خطوات كبيرة نحو الأمام. كما أن ذلك ليس غريبا على الجزائر التي سجلها حافل بحل أعقد الأزمات سواء في إفريقيا أو في المنطقة العربية أو خارجها عن طريق التسوية السلمية . وأوضح أن الإعتراف بهذا اليوم العالمي هو إقرار بمكانة الجزائر وعمق نظرتها ونجاح دبلوماسيتها لأن الجزائر بدليل أن المقترح الذي قدّمته وتبنته الأممالمتحدة بأغلبية مطلقة يحتاجه كل العالم، فهو يحتاج لأن يعيش يوما في هدوء وسلام لا يسمع في نشرات الأخبار أخبارا تتحدث عن حروب وتفجيرات وقتلى وجرحى. وقال ميزاب، إن تجسيد هذه الفكرة عالميا، رغم طابعها الفلسفي النظري، ممكن إذا توافرت الإرادة والرغبة في العيش المشترك وبعد النظر، مشيرا إلى أن القارة السمراء التي تطرح 60 بالمائة من قضاياها بمجلس الأمن الدولي يمكنها أن تستفيد وبقوة من التجربة الجزائرية في السلم والمصالحة والتعايش معا في سلام. واضاف الخبير الأمني بأن اعتراف الأممالمتحدة بالعيش معا في سلام كيوم عالمي هو إقرار بأن العالم في خضم هذه التحولات الدولية الحالية وتنامي النزاعات والصراعات سواء كانت داخلية أو بينية أو بين الأمم نحتاج إلى يوم نراجع فيه حساباتنا ونعيد فيه ضبط معايير المعادلة من خلال الإقرار بأن العالم يحتاج فعلا للعيش في سلام باختلافاته وتنوع ثقافاته، ولنا في التجارب السابقة أبرز شاهد على فظاعة هذه الصراعات. رأينا كلفة الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة ثم كلفة الظاهرة الإرهابية في تمددها المستمر عبر مختلف نقاط العالم، وغيرها من النزاعات والخلافات، وبالتالي، في خضم كل هذه الأوضاع، نحن بحاجة لتأسيس ليوم نعيد فيه ترتيب الأوراق وأن نتحدث بلغة التضامن الدولي ومن الضروري أن نتعايش بسلام وأن نجعل الخلافات جانبا وأن يتم حلها بالحوار والحلول السلمية لتحقيق آمال شعوب العالم. أليس من ديباجة ميثاق الأممالمتحدة إقرار الدول المنضوية داخلها بالعمل على الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وذلك من خلال العيش معا بسلام وتسوية الأزمات بالحوار والعقل .