وجدت الكثير من التشكيلات السياسية في اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية القادمة، فرصة لبعث مشاريع سياسية ضمن مسعى تنشيط المشهد السياسي تحضيرا لهذا الاستحقاق الهام الذي لم يظهر فرسانه الوازنين إلى حد الآن، إذا ما استثنينا إعلان ثلاث شخصيات يعتبرها البعض فلكلورية ترشحها رسميا. وقبل أقل من تسعة اشهر من موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في افريل 2019، اعلنت جل الاحزاب السياسية في الجزائر المشاركة في هذا الرهان الكبير المنتظر، بينما لم تكشف لحد الآن عن فرسانها لهذا الموعد، بالمقابل، صنعت شخصيات مغمورة الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي بإعلانها الترشح لرئاسة اكبر بلد في إفريقيا في صورة النائب سبيسيفيك ، استمرارا لمسلسل دخول الارانب للسباق كما كان عليه الحال خلال المواعيد الانتخابية السابقة، حيث كسرت شخصيات مغمورة حالة الغموض الكبير حول رئاسيات 2019، في تكرار لسيناريو رئاسيات 2014 والتي شهدت ترشح عدة شخصيات فلكلورية في صورة رجل الاعمال المغترب رشيد نكاز، والناشط السياسي المثير للجدل فايسبوكيا فؤاد بن غنيسة. ومعلوم بأن الانتخابات الرئاسية التي تفصلنا عنها أشهر معدودات قد فجرت عدة مبادرات سياسية أطلقتها التشكيلات السياسية الوطنية سواء تلك المحسوبة على الموالاة والتي اختارت لمبادراتها عنوان الاستمرارية، أو بالنسبة لأحزاب المعارضة السياسية التي بنت مبادراتها على أساس المرحلة الانتقالية على غرار المبادرة التي تسوّق لها حركة مجتمع السلم، تحسبا للرئاسيات القادمة تحت عنوان مبادرة التوافق الوطني. ومن بين أهم المبادرات السياسية التي برزت في الآونة الأخيرة، تلك التي اجتمعت حولها الأحزاب المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية تحت شعار الاستمرارية، واعتمدتها كعنوان لاتفاقها على ترشيح الرئيس بوتفليقة، لعهدة رئاسية جديدة من أجل مواصلة مسيرة الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية. هذه المبادرة التي يرتقب تفعيلها في المستقبل القريب خلال اجتماع ينتظر أن يجمع كل التشكيلات السياسية والتنظيمات الداعمة لترشح السيد بوتفليقة لرئاسيات 2019، تضم كافة الأحزاب السياسية المعروفة بمساندتها لرئيس الجمهورية منذ 1999، وفي مقدمتها حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وكذا التحالف الوطني الجمهوري، وحزب الكرامة، فضلا عن الأحزاب التي التحقت بها بمناسبة العهدة الرابعة على غرار تجمع أمل الجزائر (تاج). وقرأ مراقبون إعلان رئيس حزب (تاج) مؤخرا عن انطلاق الحملة الانتخابية لدعم استمرارية الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة، بأنه إطلاق رسمي لسباق الرئاسيات،لا سيما وأن الإعلان جاء خلال ندوة مع حزب الافلان الذي يعتبر القوة السياسية الاولى في البلاد، ويعتبر نفسه حامل مشعل العهدة الخامسة. بالمقابل، ينتظر مراقبون خلال الاسابيع المقبلة التحاق كوطة جديدة من المترشحين لرئاسيات 2019، امتدادا لسيناريو الرئاسيات الماضية، حيث لا يستبعد هؤلاء ترشح عدد من الوجوه المألوفة التي عجزت عن تجاوز نسبة 1 بالمائة من الاصوات على غرار رئيس حزب عهد 54 فوزي رباعين، وزعيمة حزب العمال لويزة حنون. ولحد الآن، اعلنت كل من احزاب حركة مجتمع السلم والاصلاح الوطني والنهضة وحزب العمال مشاركتها في الانتخابات الرئاسية المقبلة، دون ان تكشف عن مرشحيها لهذا الموعد الهام، او إذا كانت ستدعم مرشحا معينا، مثلما كان الامر مع احزاب الموالاة ممثلة في الافلان والارندي وتاج والحركة الشعبية والتحالف الجمهوري وحزب الكرامة التي جددت وفاءها للرئيس بوتفليقة واعلنت مساندته في حال اتضحت نيته في الترشح لعهدة خامسة.