قبل أقل من سنة من موعد الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في افريل 2019، اعلنت جل الاحزاب السياسية في الجزائر المشاركة في هذا الرهان الكبير المنتظر،بينما لم تكشف لحد الآن عن فرسانها لهذا الموعد،بالمقابل صنعت شخصيات مغمورة الحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي بإعلانها الترشح لرئاسة اكبر بلد في افريقيا،استمرارا لمسلسل دخول الارانب للسباق كما كان عليه الحال خلال المواعيد الانتخابية السابقة . و كسرت شخصيات مغمورة حالة الغموض الكبير حول رئاسيات 2019 ،في تكرار لسيناريو رئاسيات 2014 و التي شهدت ترشح عدة شخصيات فلكلورية في صورة رجل الاعمال المغترب رشيد نكاز، و الناشط السياسي المثير للجدل فايسبوكيا فؤاد بن غنيسة . البداية كانت مع حزب الحركة الديمقراطية الجزائرية امدياس الذي اعلن مؤخرا عن ترشيح الناطق الرسمي باسم الحزب فتحي غراس للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها سنة 2019. و قال المرشح اليساري إن المحور الأساسي الذي بني عليه البرنامج، المقرر عرضه على الشعب الجزائري خلال الحملة الانتخابية، هو الانتقال من منظومة قائمة على الاستيراد وتهريب الأموال والسوق الموازية، هذه المنظومة تهدد كيان الدولة، بنفس مستوى تهديد الإرهاب.و اضاف في تصريحات اعلامية البديل الذي نعرضه هو حكومة عمل واسعة قائمة على الاستثمار المنتج والعمل، وقائمة أيضا على استرجاع سيادة الدولة على اقتصادها، والقضاء على نزيف الأموال . و يقول المرشح الرئاسي الذي يرتقبان يجد صعوبات كبيرة في جمع التوقيعات نظرا لكون حزبه لا يملك أي تمثيل في البرلمان و المجالس المنتخبة المحلية أصلا نحن لا نفرق بين الجزائريين، لا على أساس ديني أو عرقي أو لغوي أو جندري، وفي حال وصولي لسدة الحكم سأضمن الحقوق الأساسية الفردية والجماعية لكل الجزائريين بدون أي تمييز. وكل القوانين التي تحدّ من الحريات، سواء كانت شخصية أو جماعية، سيتم تعديلها بما يتماشى مع أفكار الحزب الرامية إلى تعزيز الحريات في المجتمع. بدوره أعلن رجل الأعمال ومالك فندق الهضاب بسطيف، عبد الحميد مدني، ترشّحه لرئاسيات 2019. في فيديو فلكلوري، أمام البيت الذي انعقد فيه مؤتمر الصومام .و تبنى مدني خطابا شعبويا جعله محل سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي ،حيث قال إنه سيحمل المشعل و يقود الجزائر لانجازات عظيمة . مدني عبد الحميد ، هو من مواليد 1961، يُعدُّ من لاعبي كرة القدم في سنوات السبعينيات مع نادي وفاق سطيف، ومعه تُوِّج بالعديد من الألقاب. حبُّه للرياضة -بحسب تصريحاته جعله يحتكُّ بالعديد من الشخصيات الرياضية والسياسية في البلاد، وبعد توقُّفه عن أداء كرة القدم أخذ لنفسه طريق الاستثمار والأعمال، من خلال امتلاك شركة للسياحة والأسفار في منتصف الثمانينيات وحتى التسعينيات. و قرار دخول مدني عبد الحميد غمار الرئاسيات سيكون في لائحة الأحرار بعيداً عن أي حزب سياسي، وهذا بمساعدة عدد من رجال الأعمال والشباب عبر ربوع الجزائر كافة، كما قال. واعتبر قضية جمع التوقيعات سهلة ، ويمكنه جمع ما تطلَّب ذلك في أوجز الأوقات، فقط هو ينتظر الإعلان الرسمي بدء استقبال ملفات الترشح من قِبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية. اما خالد بونجمة، رئيس الجبهة الوطنية للعدالة الاجتماعية، فقد اعلن عن خوض الانتخابات الرئاسية القادمة بمرشح من الحزب، رافضا دعم أي شخصية سياسية، وقال نحن حزب سياسي ولسنا جمعية مساندة. و بونجمة هو الامين العام الاسبق للتنسيقية الوطنية لابناء الشهداء، و عرف عنه تصريحاته النارية التي قادته في العديد من المرات إلى اروقة القضاء ،كما صنع الجدل في تشريعيات 2017 بدخوله في اضراب عن الطعام بعد عدم تحقيق حزبه أي مقعد في البرلمان الجديد، بينما كانت الواقعة الاكثر جدلا في مساره هي سقوطه في فخ كاميرا خفية بإحدى القنوات الجزائرية الخاصة اين فاجأ الجزائريين بعدم حفظه الجيد للنشيد الوطني قسما . بالمقابل ينتظر مراقبون خلال الاسابيع المقبلة التحاق كوطة جديدة من ارانب رئاسيات 2019 ،امتدادا لسيناريو الرئاسيات الماضية ،حيث لا يستبعد هؤلاء ترشح عدد من الوجوه المألوفة التي عجزت عن تجاوز نسبة 1 بالمائة من الاصوات على غرار رئيس حزب عهد 54 فوزي رباعين ، و رئيس الافانا موسى تواتي، و زعيمة حزب العمال لويزة حنون . و لحد الآن اعلنت كل من احزاب حركة مجتمع السلم و الاصلاح الوطني و النهضة و حزب العمال مشاركتها في الانتخابات الرئاسية المقبلة ،دون ان تكشف عن مرشحيها لهذا الموعد الهام ،او اذا كانت ستدعم مرشحا معينا ،مثلما كان الامر مع احزاب الموالاة ممثلة في الافلان و الارندي و تاج و الحركة الشعبية و التحالف الجمهوري و حزب الكرامة التي جددت وفاءها للرئيس بوتفليقة و اعلنت مساندته في حال اتضحت نيته في الترشح لعهدة خامسة.