وجد السياح و التجار الجزائريون المتوافدون على تركيا ظالتهم خلال الايام الاخيرة،بعد الانهيار القياسي لأسعارالليرة التركية، حيث تهافتوا على مختلف المتاجر المخصصة للألبسة و الاجهزة الكهرومنزلية لاقتناء المنتجات التركية و مختلف العلامات الأخرى التي تم تداولها مؤخرا بأسعار جد مغرية،و في السياق يتوقع خبراء اقتصاديون انتعاش الواردات الجزائرية على المدى القصير، حيث سيسارع المستوردون الجزائريون للاستفادة من انخفاض الليرة،قبل اتخاذ أنقرة لاجراءات سياسية و اقتصادية لتدارك هذه الأزمة. و بحسب تقارير محلية فقد أقبل السياح الأجانب في تركيا على متاجر المنتجات الفاخرة لاقتناص الفرص، خلال الاسبوع الاخير مستفيدين من زيادة قوتهم الشرائية جراء أزمة العملة في البلاد، والتي دفعت الليرة التركية إلى مستوى قياسي منخفض عند أكثر من سبعة ليرات للدولار. واصطف زوار معظمهم من العرب في صفوف لا تكاد تتحرك أمام متاجر شانيل و لوي فيتون في نيشانتاشي، وهو أحد الأحياء الراقية في اسطنبول، لاستغلال هبوط الليرة التي فقدت 18 بالمئة من قيمتها يوم الجمعة فحسب. وفقدت الليرة أكثر من 40 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار منذ بداية العام، وسط مخاوف من نفوذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الاقتصاد، ودعواته المتكررة لخفض أسعار الفائدة، وتردي العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وأفاد موظفون في متاجر للملابس الفاخرة بإن عدد المتسوقين مرتفع بشكل غير عادي، حتى في موسم الذروة، و ارجعوا ذلك إلى ضعف الليرة. بالمقابل اعتبر الخبير الاقتصادي عبد الرحمان عية في قراءته لانعكاسات الهبوط الحاد في قيمة الليرة التركية على التبادلات التجارية مع الجزائر ، أن الواردات الجزائرية ستنتعش على المدى القصير، حيث سيسارع المستوردون الجزائريون للاستفادة من انخفاض العملة التركية ،قبل اتخاذ أنقرة لاجراءات سياسية لتدارك هذه المستجدات . و قال عبد الرحمان عية في تصريح ل السياسي أمس إن التجار و المستوردين سيغرقون السوق الجزائرية بالمنتجات التركية التي اعتبرها بمواصفات قريبة من الجيدة ،خصوصا و ان البلد يتطلع للانضمام الى الاتحاد الاوروبي الذي يفرض مواصفات عالمية على منتجات الدول الاعضاء فيه. و اضاف محدثنا في السياق: السياح الجزائريون و صغار التجار سيستفيدون بدورهم من انهيار العملة التركية خصوصا و ان البلد معروف بفتح ابوابه للجزائريين منذ عديد السنوات،حيث يمكن لمنحة 100 أورو التي يستفيد منها السائح الجزائري من البنك أن تجلبله العديد من المنتجات بمواصفات جيدة في ظل انهيار الليرة . لكن عية رصد جانبا سلبيا فيما يخص انهيار الليرة التركية و يتمثل في امكانية توجه انقرة الى عقلنة الانفاق الحكومي و بالتالي خفض استيراد الغاز الجزائري، رغم ارتباطه بعقود طويلة الامد .