- نحو تواصل الحراك السياسي من أجل إحلال السلام بسوريا يواصل الجيش السوري إحراز إنجازات أمنية على الارض، بعد أيام قليلة من بدء عملياته العسكرية في بادية السويداء الشرقية وتمكينه من دحر الجماعات الإرهابية، لتمكين عودة اللاجئين الى مناطقهم في الوقت الذي يتواصل فيه الحراك السياسي، الدبلوماسي، من أجل إيجاد آليات كفيلة بوضع حد لسنوات الحرب في سوريا. وقد أحكم الجيش السوري سيطرته، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، على كامل بادية السويداء الشرقية بعد وصوله إلى الحدود الإدارية لمحافظة السويداء في الريف الشرقي ليؤمن بذلك طوقا على المحافظة ويتابع فلول الإرهابيين ويلاحقهم في بادية ريف دمشق من الجهة الشرقية، بعد أيام من شنه عملية عسكرية واسعة في تلك البادية على خلفية الهجوم الذي شنه التنظيم الإرهابي الذي يطلق عليه داعش على قرى الريف الشرقي والشمالي لمحافظة السويداء. وحسب الوكالة، فقد استطاع الجيش السوري الوصول إلى عمق 50 كلم شرق قرى الريف الشرقي للسويداء بطول جبهة يزيد عن 75 كلم وتزيد مساحة المنطقة المحررة عن 2500 كلم مربع. وستشهد الأيام القليلة القادمة تحرير كامل البادية بعد محاصرة الإرهابيين في مساحة ضيقة في منطقة تلول الصفا فيما يزال تنظيم داعش يحتجز أكثر من 36 رهينة قام باختطافها عندما شن الهجوم المباغت على ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي في 25 من جويلية الماضي. وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قد أكد أواخر جويلية الماضي، أن الأولوية الحالية هي استعادة السيطرة على محافظة إدلب التي تسيطر جبهة النصرة الإرهابية على نحو 60 في المائة منها بينما تتواجد جماعات مسلحة أخرى في بقية المناطق وتتواجد القوات الحكومية في ريفها الجنوبي الشرقي. وقال بشار الجعفري، الممثل الدائم لسوريا لدى الأممالمتحدة، في تصريح لقناة (روسيا اليوم)، ان الحكومة السورية تبذل جهودا لتشجيع المصالحة المحلية في إدلب، مضيفا إذا عادت إدلب عن طريق المصالحة، فسيكون ذلك ما تريده الحكومة، وإلا، فإن الجيش السوري له الحق في إعادتها بالقوة . وعبر المسؤول السوري عن الأمل في أن يتوصل المبعوثون الدبلوماسيون والعسكريون إلى اتفاق لتجنب إراقة الدماء في إدلب وغيرها من مدن ومحافظات سوريا، وذلك عقب يوم على تحذير وجهته منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة من أن عدد النازحين جراء الحملة العسكرية المتوقعة للجيش السوري على المسلحين في محافظة إدلب قد يتجاوز ال700 ألف نسمة. وقد أرسلت الحكومة السورية، بحسب مصادر إعلامية، تعزيزات عسكرية سورية نحو إدلب بعد انتصار الجيش الساحق في العديد من المناطق وخاصة المنطقة الجنوبية حيث استعاد الجيش السوري محافظتي القنيطرة ودرعا، ويقوم حاليا بملاحقة فلول تنظيم داعش في المنطقة الصحراوية بالريف الشرقي من محافظة السويداء الجنوبية قبل إعلان النصر الكامل في جنوب غرب سوريا. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت، يوم الخميس الماضي، أن الدول الضامنة (تركيا، روسيا، إيران) أبدت استعدادها للتعاون من أجل تفادي إراقة الدماء في محافظة إدلب، حيث قال مستشار الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يان إيجلاند ان روسياوتركياوإيران أبلغوا قوة مهام الشؤون الإنسانية في سوريا أنهم سيبذلون ما في وسعهم لتفادي معركة إدلب. جهود دولية لإرساء السلام تتكاثف الجهود الدولية الرامية لاحراز تقدم في الملف السوري، حيث انه من المقرر ان تلتقي المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بالقرب من برلين يوم السبت المقبل. وسيكون الاجتماع، في ميسبرغ خارج برلين، ثاني اجتماع بين ميركل وبوتين بعد اجتماعهما في شهر ماي في سوتشي بروسيا حيث سيركز نقاش مشترك على قضايا السياسية الخارجية الحالية من بينها قضايا متعلقة بسوريا، وفقا لما ذكره المتحدث باسم الحكومة الفيدرالية الألمانية، ستيفن سيبرت. وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس قد ناقاشا الأوضاع في سوريا خلال محادثة هاتفية، تناولت إمكانات توسيع الأممالمتحدة أعمال الحد من الصراع وصنع السلام. وتحتفظ روسيا بقاعدة جوية وقاعدة بحرية في سوريا لدعم قوات الحكومة السورية، وتتوسط موسكو بشكل فعال بين الأطراف المتنازعة في البلاد التي مزقتها الحرب. من جهته، ذكر الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بحثا عبر الهاتف الأزمة السورية الجمعة الماضية، حيث شدد بوتين على أهمية أن يواصل المجتمع الدولي استعادة البنية الاساسية الاجتماعية والاقتصادية السورية وعودة اللاجئين والمشردين إلى مناطق إقامتهم الدائمة. وتعلق الحكومة السورية أهمية كبيرة على عودة اللاجئين إلى سوريا حيث يتحسن الوضع تدريجيا من خلال الانتصار العسكري للجيش الذي استعاد أجزاء كبيرة من البلاد حيث أصبحت المدن السورية الرئيسية، مثل العاصمة دمشق، والمدن المركزية في حمص وحماة، وكذلك المدن الواقعة على الساحل السوري ومدينة حلب آمنة بالإضافة إلى الجنوب السوري. وفي لبنان وحده، تشير التقديرات، بحسب مصادر ميدانية، إلى أن أكثر من مليون لاجئ سوري قد سعوا إلى ملاذ أمن في البلد المجاور الصغير وأن دفعة هذا الاثنين هي الرابعة التي ستعود من لبنان في غضون أربعة أشهر و أن بعض اللاجئين السوريين في أوروبا قد عادوا إلى سوريا عبر لبنان وبعضهم يعودون من تلقاء أنفسهم. وأشارت الى ان 25 ألف شخص عادوا إلى سوريا في غضون أربعة أشهر، وان هذه العملية مستمرة حيث تم تحرير ريف دمشق بالكامل من الجماعات المسلحة وأصبحت سوريا محررة تقريبا، وبالتالي، يتوقع أن تكون عودة السوريين اللاجئيين ضخمة، علما انه في عام 2016، حددت الأممالمتحدة عدد سكان سوريا ب22 مليون نسمة قبل الحرب 13.5 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية وأكثر من 6 ملايين من المشردين داخل سوريا وحوالي 5 ملايين من اللاجئين خارج سوريا. وأفاد المركز الروسي لاستقبال وتوزيع اللاجئين، أن أكثر من 1,2 مليون نازح سوري عادوا إلى منازلهم منذ سنة 2015. من جهته، اعتبر فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، أن وضع الدول الأوروبية شروط من أجل مشاركتها في إعادة إعمار سوريا، يعرقل عودة اللاجئين السوريين وأكد على ان ربط الدول الأوروبية بين إعادة إعمار سوريا والعملية السياسية يعرقل عودة السوريين إلى وطنهم. ويأتي ذلك وسط مساعي روسية للتعاون مع عدد من الدول بشأن عملية عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، حيث اعلنت عن افتتاح عشرة مراكز جديدة لاستقبال اللاجئين السوريين العائدين الى وطنهم بالتزامن مع اطلاق الحكومة السورية هيئة تنسيق لعودة المهجرين في الخارج ومهمتها تكثيف التواصل مع الدول الصديقة لتقديم التسهيلات الكفيلة بعودة اللاجئين. وكانت موسكو اقترحت على عدد من الدول التعاون في جهود تعافي سوريا في حين ربطت عدد من الدول الغربية مشاركتها في إعادة الإعمار بحدوث انتقال سياسي. وتشهد سوريا نزاعا داميا تسبب منذ العام 2011 بمقتل أكثر من 300 ألف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجه.