في الوقت الذي أكدت فيه السلطات الجزائرية تسجيل عشرات الإصابات بوباء الكوليرا، والذي تسبب في شخصين لحد الآن، رفعت السلطات التونسية والمغربية درجة التأهب باتخاذ عدد من الإجراءات الإحترازية، من بينها تشديد المراقبة على النقاط الحدودية وحركة العبور من خلال المطارات. وأكدت مصادر إعلامية مغربية أمس، أن وزارة الصحة المغربية اتخذت عددا من الإجراءات الاستعجالية والاستباقية والإحترازية بعد تسجيل حالات الإصابة بالكوليرا بالجارة الشرقية. ويعتزم وزير الصحة المغربي، أناس الدكالي، بداية الأسبوع المقبل، توجيه مذكرة وزارية إلى جميع الأقسام الصحية، يطلب من خلالها الأطر الصحية والمهنيين زيادة اليقظة الوبائية والتوعية وتعزيز المراقبة ضد مخاطر عودة داء الكوليرا. واكدت المصادر أنه لحدود اليوم لم يسجل بمناطق المغرب أي أعراض صحية غير اعتيادية كالإلتهابات الحادة للمعدة والإسهالات المعوية والتي تعد أعراضا أولية لداء الكوليرا، موضحة أن وزارة الصحة تتوفر على نظامين لليقظة والمرقبة الصحية لاكتشاف حالات الكوليرا. ويتعلق الأمر، بسحب المصدر، بنظام للمراقبة الوبائية للإلتهابات المعدية الحادة، وذلك بجميع أقسام المستعجلات بالمستشفيات وكذا نظام مراقبة التسممات والتعفنات الغذائية والتحقيق الميكروبيولوجي. وجاء التأكيد أن هذا النظام لم يسجل لحد اليوم أي حالة كوليرا بالمغرب، مذكرا أنه لم يسجل أي حالة كوليرا بالمغرب منذ سنة 1997، مشيرا إلى أن إمكانية انتشار هذا الداء عالميا تبقى ضئيلة. بدوره، نفى مدير حفظ صحة الوسط والمحيط بوزارة الصحة التونسية محمد الرابحي أمس، تسجيل أية إصابة بجرثومة الكوليرا بتونس، لافتا إلى أن هناك معطيات وبائية ببعض المناطق بالجزائر تشير الى ظهور حالات من الكوليرا. ودعا الرابحي إلى ضرورة تكثيف الأنشطة الوقائية خاصة تلك المتعلقة بالمراقبة الصحية لمياه الشرب والأغذية والمحيط عامة. وأضاف في تصريحات لمواقع تونسية أنه تم تفعيل برنامج التقصي الوبائي والتكثيف من عمليات المراقبة في المناطق الحدودية وخاصة محطات تطهير المياه. وبعد إرتفاع حصيلة المشتبه في إصابتهم بداء الكوليرا بالجزائر، أشرف أمس المدير الجهوي للصحة بالكاف التونسية على اجتماع حضره فنيو حفظ الصحة والرعاية الأساسية بولاية الكاف من أجل تكثيف مراقبة المياه الصالحة للشرب ومياه الري.